ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 25/06/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

حكام سورية : 

بين القول المضحك .. والفعل المبكي!

عبدالله القحطاني

حين يكون لحاكم ما ، رابط وحيد  بين قوله وفعله ، هو الكذب ، فلا بدّ أن تكون بلاده في شرّ مستطير ، وشعبه في كرب عظيم ..!

وهذا ما هو حاصل في سورية ، منذ ثلاثة وأربعين عاماً ، منها ستة وثلاثون في عهد الأسدين الأب والابن ..!

فقد سبق هذان الاثنان ( الميت في قبره ، والحيّ في قصره) كلّ كذّاب عرفته البشرية حتى اليوم ، فيما نعلم ..!

1- مسيلمة الكذاب ادّعى النبوة ، وكان كاذبا في دعواه هذه ..! لكن لم ينقل المؤرخون من أخباره ، أنه كان يكذب حتى في درجات الحرارة ، كما وصف ممدوح عدوان نظام حافظ أسد عام / 1980/ ..! كما لم يسنّ ـ لنفسه ولخليفته ـ قوانين تلزِم الناس الذين يحكمهم ، في حياته وبعد موته ، بأنه إله (فعّال لما يريد !) في بلاده ، لأنه جمَع في يديه السلطات كلها ، والصلاحيات كلها..! وبأنه( لا يُسأل عمّا يَفعل!)،لأنه فوق المحاسبة والمساءلة ..! وقد ورّث هذه الألوهية لابنه الهمام مِن بعده ..!

2- عرقوب ـ مضرب الأمثال في إخلاف المواعيد ـ لم يُعرف عنه الكذب على (الطالع والنازل!) ، في كل قول يقوله..! كل ماعرِف عنه ،أنه وعَد أخاه بثمَر نخلة ، وظلّ يماطل في الوفاء بوعده ، كلما زاره أخوه مذكّراً بهذا الوعد..! ثم بادر إلى النخلة فأكل ثمرها ، وانتهت حكايته التي صارت مضرب الأمثال ، حتى قال عنها كعب بن زهير، حين شبّه مواعيد صاحبته بمواعيد عرقوب :

صارت مَواعيد عرقوبٍ لها مَثلاً     وما مَواعيدها إلاّ الأباطيلُ 

3- أمّا الأسدان فالأمر فيهما مختلف ! وسنكتفي بالحديث عن الابن ، لأن الحديث عنه يشمل الحديث عن أبيه ، بناء على إصراره هو، على أن يكون عهد أبيه عهداً له، انطلاقاً من فلسفة (الاستمرار مع التطوير!).. ولنبدأ بالحديث عن الشعارات :

   وحدة حرية اشتراكية :

-  الوحدة : يقصَد بها وحدة الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ! ومَن لا يَعرف حافظ أسد ، وابنه مِن بعده ، لن يستطيع أن يعرف الكمية الهائلة من السخرية المضحكة، الكامنة في هذا الشعار، حين يخرج من فم حافظ ، وفم ابنه الهمام ..!

      فقد مزّق حافظ حزب البعث نفسَه ، صانعَ الشعار ، وشتّت مؤسسي الحزب ، بين السجون والقبور والمنافي ..! ولو أردنا أن نعدّد أسماء هؤلاء ، لضاق بنا المجال.. ونحسب رفاق حافظ قد أعطوا هذا الموضوع مايستحقّ من دراسة..!

 أما وحدة القطرين ، اللذَين حكمهما البعث في وقت واحد ، فما تزال موضع تساؤل السذج والحمقى والمغفلين : لمَ لمْ يتّحد القطران الشقيقان الجاران ، اللذان حكمهما البعث في وقت واحد ، أكثر من خمسة وثلاثين عاماً ..! أمّا العقلاء الذين يعرفون حافظ أسد، فلا يطرحون هذا السؤال ، حتى قبل أن ينحاز حافظ إلى الدولة الفارسية ، في حربها ضدّ شقيقته العربية العراق ، التي يحكمها الشطر الثاني من البعث العربي الاشتراكي..! لماذا ؟  لأنهم يعلمون جيداً مافعله حافظ بالوحدة الوطنية ، داخل سورية ، الدولة الواحدة الموحّدة ، من عبث وتمزيق..! فهو لم يكتف بما فعله رفاقه، من تمزيق المجتمع طبقياً ، بين عمال وفلاحين ، وبورجوازية ، وإقطاعية ، ورأسمالية ..! بل أضاف إلى ذلك كله ، التمزيقَ الأخبثَ والأخطر، وهو التمزيق الطائفي ، حين أسند مقاليد الحكم والسلطة ، إلى طائفة واحدة ، وهمّش الطوائف الأخرى ، متّخذاً من بعض الإمّعات المحسوبين عليها ، واجهات لتغطية الوجه الحقيقي ، للحكم الطائفي الصارخ ..! حتى صارت العلاقة بين الطوائف المهمّشة والطائفة الحاكمة ، تقوم على الريبة والشك والخوف ..!

 والأنكى من ذلك ، أن مجموعات كثيرة جداً من الطائفة الحاكمة ، أو التي ينسَب الحكم إليها ، وتوظَّف لدعمه وحمايته .. تحسّ بالغبن والتهميش ، بل بالعداء ، تجاه المجموعة الحاكمة ، التي انحصرت في أسرة ، بعد أن كانت زمرة مكونة من أسَر شتّى ..! أمّا الرفاق الذين قتِلوا من أبناء الطائفة ، في السجون والمنافي ، على أيدي أجهزة حافظ وبشار، فحدّث عنهم ولاحرج..! وأسماؤهم محفورة في عقول أبناء الطائفة وقلوبهم .. أو ـ في أقلّ تقديرـ في قلوب أسَرهم وعقولها ..! 

فأيّة وحدة هذه ، التي تمزّق الشعب الواحد إلى طبقات ، ثم إلى طوائف ، ثم إلى أسر داخل الطائفة ، ثم تنفرد أسرة واحدة بالسلطة ، وتستأثر بقرارات البلاد ومقدراتها وثرواتها ..!؟ وهل الشعار وتطبيقاته على الأرض السورية ، من المضحكات أم من المبكيات ..!؟ أم هو من النوع الذي قال عنه المتنبي :

 وكمْ ذا بمصرَ مِن المضحكاتِ       ولكنّه ضَحِكٌ كالبكا!

- الحرية : والمقصود الظاهر من شعار الحرية هنا ، هو تحرر الوطن العربي من الاستعمار الخارجي ..! مع التذكيير بأن حزب البعث ، ولِد بعد انسحاب آخر جندي  فرنسي عن سورية بعام كامل ، في بداية النصف الثاني من أربعينات القرن الماضي..! ومهما يكن من شأن هذا الشعار، فقد عرف الشعب السوري مضمونه الفعلي ، على أرض الواقع داخل سورية ..! وليس ثمّة سوري مخنوق ، تحت حكم الأسرة الأسدية المبجلة ، يجهل بركات هذا الشعار،على حريته الشخصية ، وحرية أهله وأصدقائه، ومعارفه وزملائه..! وقائمة الحِرَف والمِهَن ، وتجمّعات الأفراح والأتراح ، التي أعلنت أجهزة المخابرات السورية ـ من شهور قليلة ـ أنها تسمح بها دون إذن منها ( وهي تشمل تسعة وستين بنداً ) .. هذه القائمة الرائعة تدلّ ، بشكل صارخ ـ يستحيي منه كل من يملك ذرّة حياء ـ على مدى الحرية التي يتمتّع بها شعب سورية الصابر الأبيّ ، في ظلّ هذا الحكم الميمون ..! ولن نتحدث هنا عن المعتقلات والسجون ، الملأى بالمفكرين وأصحاب الكلمة الصادقة والرأي الحرّ ، فمنظمات حقوق الإنسان لديها سجلات حافلة بهذه المآسي اليومية ، المستمرة ليلاً ونهاراً ، دون انقطاع ..!

 ونحن لانلوم الأسرة الأسدية ( الموقّرة !) على سرقتها لحريات الناس .. فقد سرقت الوطن بأسره ، في اليوم الذي سرقَت فيه السلطة من صاحبها الشرعي ( الشعب )، وسَرقت كل شيء في الوطن ، بدءاً بثرواته ، وانتهاء ببسمة أطفاله ..! لكن نسأل : هل بقي لدى شعب سورية قدرة على القهقهة ـ سوى القهقهة الممزوجة بالبكاء ـ ليستخدمها إزاء كل مايرى ويسمع ، من مساخر الأسرة الأسدية المحترمة النبيلة ..!

- الاشتراكية : أمّا هذه ، فالحديث عنها هيّن ليّن ! لأنها تعني ببساطة ووضوح ، معنى واحداً محدّداً ، يعرفه شعب سورية كله ، وهو أن أفراد الأسرة الحاكمة شركاء في ثروة سورية ، التي هي ملك خاص لهم ، وكل منهم يختطف منها بحسب قوّة مخالبه وأنيابه..! وأبناء الشعب السوري شركاء في الفقر، الذي لايزداد إلاّ قسوة عليهم ، عاماً بعد عام ، كلما ازدادت ثروات البلاد التي يتشارك فيها أفراد الأسرة الحاكمة! ( ويدخل في الأسرة ، بالطبع ، من حيث تقاسم الثروة ، الأعمام والأخوال ، وأبناؤهم وبناتهم وأصهارهم ..!) أفلم تتفوق هذه الاشتراكية بشقّيها ( اشتراكية الثروة للأسرة .. واشتراكية الفقر للشعب !) على كل اشتراكية عرفتها قواميس المصطلحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، ولاسيما الكوميديّة منها ، والكوميديا السوداء على وجه التحديد ..!؟

  ولابدّ لنا من العودة إلى المتنبي ، مرة أخرى ، لنستعير من قصيدته المشهورة ، التي يفتتحها بالحديث عن العيد ، بيتين متباعدين ، نحسب السياق بحاجة ماسّة إليهما، وهما :

 نامت نواطيرُ مصرٍ عن ثعالِبها      فقد بَشِمْنَ وما تَـفنَى العناقيد

 ويلمّها خطّـةً ويلـمّ قـابِلِـها      لِمثـلِها خلِقَ المَـهْريّة القُود

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ