ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 17/07/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المعتـقلات في عـهد حافـظ الأسـد

خالد الأحمـد*

مقـدمـة :

يقول فلاسفة التاريخ : الهدف من دراسة التاريخ ليس اجترار الآلام ، ونبش الماضي بروائحه المتعفنة واسترجاع الصـور المبكيـة ، وإنما هو أخذ العبرة من الماضي ، الماضي الذي كلف سوريا عشرات الألاف من خيرة أبنائها ، كي لايضيع الماضي سـدى ، فنستفيد منه في الحاضر ، وعندما أتحدث عن المذابح الجماعية  أو النهب والسلب الذي قام به الجيش العقائدي ، أو أبين بعض الصـور من المعتقلات في عهد نظام حافظ الأسـد في سوريا ، لا أقصد منها سوى أن نعتبر من الماضي المؤلم ، وأن نتخذ كافة الاجراءات والاحتياطات كي لايعود هذا الماضي ، ونجتث الأسباب المؤدية لهذا الماضي المروع من جذورها ، وأهم تلك الجذور الحكم الفردي الديكتاتوري ، الذي استخدم الجيش ( جيش الشعب ) كما قالوا عنه ، استخدم جيش الشعب ليقتل الشعب بدلاً من أن يحميه. وينهب أموالـه وأثاث منازلـه بدلاً من المحافظة عليها .

كما أقصـد من ذلك كشـف الحقيقـة ، التي غطتـها وسائل الإعلام العالمية والعربية والإقليمية ، الموجهـة من الصهيونية العالمية التي تسيطر على الإعلام العالمي ، هذه الوسائل التي تكتـم أخبـار ذبـح المسلمين ، فعندما يذبح غربي واحد ، أو صهيوني واحد ، تقوم الدنيا ولاتقعد ، ويذبح المسلمون يومياً بالعشرات ، والمئات ، والآلاف كما حصل في حماة (1982م) ، ووسائل الإعلام مازالت سـاكتة عن الحق ، لأنـها شيطان أخرس ، من واجبها السكوت عن الحـق وطمس الحقيقة ، ونشر الأكاذيب والأباطيل والترويج لها .

واليوم سنمر على بعض المعتقلات في عهد حافظ الأسـد ، لنرى كيف كان زبانية النظام يعاملون المواطن العربي السوري في تلك المعتقلات . وكيف فهم النظام شعار الحريـة التي ينعق بها صباح مساء ، والتي جعلها ثالث ثلاثة من أهدافه المعلنـة للشعب .

حيث  يعلن البعثيون أن أهدافهم هي : الوحدة والحرية والاشتراكية ، وحسب مبدأ فهم السياسة السورية وهو ( غمز على اليسار واذهب يمين ) ، هذه المعتقلات ثـمرة من ثمـرات الحريـة التي ينادي بها البعثيون ، وخلاصتها أن النظام السوري بنى سجوناً صرف عليها ، كما صرف على أجهزته الأمنية التي قامت بقمع الشعب وقتل عشرات ألألوف منه ، وتشريد مئات الألوف أيضاً ، صرف على ذلك أكثر مما صرف على مؤسسات التعليم العام والعالي أيضاً . وهذه عينة من هذه المعتقلات :

1 ـ ســجن تـدمر : 

لاشك أن سجن تدمر ذاع صيتـه ، من حيث بشاعة أساليب التعذيب المستخدمة فيه ، وقد قيض الله لنا بعض الأخوة الذين قيض الله لهم النجاة ، والخروج من سجن تدمر أحياء ، فوصفوا لنـا ما تمكنوا من وصفه ، وها أنا أنقلـه عنهم :

يقول صاحب كتاب ( تدمر شاهد ومشهود ) جزاه الله خيراً ومـد في عمـره ، ونفع المسلمين بـه :  [ وانطلقت السياط تسلخ جلودنا المكشوفة لهم ، ولم ألبث أن طرق سمعي صيحة أبي جهل ( المساعد كيساني ) ينادي عسكره : ـ احضروا هذا ( ... ) أبو الجينز ، وكنت عند اعتقالي البس بنطال جينز ، فجذبتني الأيدي كملاقط الحديد ، وبطحوني أرضاً يركلوني ويجلدونني من كل اتجاه ، ثم توقف الضرب وسألني قائلاً :

  ـ ولك ( ....) (....) كم عملية عملت ؟ فأجبت : ولاعملية سيدي .  فانهالت الكبلات والسياط علي من جديد ، وصرت أتلوى على الأرض كالذبيحة ] .

[ ولم يلبث الزبانية أن بدأوا يسحبون الواحد منا تلو الآخر فيعرونه من ثيابه ، إلا الشـورت ، وتجذب الأيدي القاسية الأخ الذي تعرى وتدفعه فيختل توازنه ويسقط فيجد الدولاب واثنان من الشرطة العسكرية ، يقعدانه في الدولاب فترتفع رجلاه ، ثم تربط بجنزير الحديد ، ويبدأ الضرب من غير رحمة ومن غير عـد ، والانتهاء عندما تنفتـح بطن الرجل وتسيل منها الدماء ، فيتركون القدمين ، ويبدأ الجلد على االراحتين بجلد من سيور الدبابات حتى يسيل منها الـدم ، والضحية منبطح على الأرض ، ثم تنتقل السياط إلى الظهر والجنبين ، وربما ضربوا مائة أو مائتي سـوط ، ثم يقف أحدهم فوق ظهر الضحية ، ثم يقلبه ويقف على صدره ، حتى تتكسر ضلوعه من أحذيتهم العسكرية ، وكم مات أخوة في مثل هذا الحفل يرحمهم الله تعالى ].

مهجـع الســل :

[ دخلت المهجع 35  في الباحة اليابعة فوجدت ويالهول ماوجدت ! أكثر من مائة من الأخوة القى مرض ( السل ) بكلكله عليهم فسلبهم نضارة الحياة وسمت العافية ، فهذا لايكف عن السعال ، وفي يديه علبة صفيح صدأة يبصق فيها البلغم والدم ، وذاك يتقيأ ين الفينة والأخرى ، وثالث أصاب السل كليتيه فانتفخ جوفه كالمرأة الحامل ، ووجدت المصاب بسل الخصيتين ،وسل العظام ، وسل السحايا ، وسل الرئتين ، وكان على كل أولئك وعليّ أن نستخدم حماماً واحداً ، وأن ننام متلاصقين نتبادل العدوى ونتلقاها شئنا أم أبينا . ... وفوق هذا كله كنا ننال من الضرب والجلد والعذاب ما لايختلف عن الآخرين ، والميزة الوحيدة هي جرعة الدواء التي كنا نتلقاها للعلاج من السل ، ولايكاد ينقضي شهر على توفرها حتى تنقطع أسبوعاً أو اسبوعين ، واستمر الأخوة يتساقطون موتاً حتى عددت أكثر من عشرين ، منهم محمد حسن عجعوج من حماة يرحمهم الله تعالى ] .

المعتقـلات في مجزرة حمـاة الكبرى (1982م) :

كان القتل هو الأساس الذي بنت عليه السلطة استراتيجيتها في معالجة موضوع حماة ، أما الاعتقال فهو وسلة مساعدة لتحقيق الهدف الاستراتيجي  الأول ( القتل ) . ومما زاد عدد المعتقلين زيادة كبيرة المسالمون الذين هموا بمغادرة البلد ، فجمعهم عناصر السلطة ، وكذلك الجرحى الذين أصابتهم نيران السلطة ، وكان من الأوامر التي صدرت من حافظ الأسد نفسـه يوم  الخميس (25/2/1982م) رفع عدد القتلى إلى عدد محدد ، حدده بنفسـه ، وفي صبيحة يوم الجمعة [ بعد انتهاء عمليت القتال يوم الثلاثاء ] ، وجمع حوالي (1500) شخص منهم الشيخ بشير المراد ( مفتي حماة ) ، وسلمت للمخابرات العسكرية ، ومازال أمرها مجهولاً إلى يومنا هذا .

رفعـت الأسـد قائد ميداني في مأساة حماة :

عين المجلس الأمني الأعلى للنظام في أيلول (1981م)  اللواء رفعت الأسد أمراً عرفياً لمناطق حماة وحلب ودمشق ، وتسمية حماة منطقة عمليات أولى ، خاضعة للحاكم العرفي ( رفعت أسد ) ، وأرسل (12000) جندي من سرايا الدفاع فوراً إلى حماة . وكان المقدم علي ديـب [ قائد القوات السورية التي قاتلت العراقيين جنباً إلى جنب مع الأميركيين في عام 1991 ] ، كان نائباً لرفعت في حماة ، يطلعه على سير العمل في حماة أولاً بأول ، حتى انفجر الوضع ، وصل رفعت إلى حماة ليدير عمليات القتل الجماعي وتدمير المدينة بنفسه ، والتقطت بعض مكالماته اللاسلكية وهو في حمص ،

أما في اليوم الثالث للأحداث فقد ذكر شاهد عيان أن رأى رفعت في ثكنـة مدينة حماة المطلة على نهر العاصي ، وانتقل إلى جنوب الملعب البلدي ليشرف بنفسه يوم الخميس الأول من المأساة على أول مجزرة مدبرة في حماة ذهب ضحيتها (1500) من الأبرياء [ اقرأ مجزرة جنوب الملعب البلدي في موقع الشرق العربي ـ باب مشاركات ] .

1ـ معتقل مدرسة الصناعة :

جمع فيه قرابة خمسة عشر ألف مواطن ، بمعدل (200) شخص للقاعة ، و(100) للغرفة ، في فصل الشتاء حيث البرد والجوع والظمأ ، والناس محشورون بملابس النوم ، وحظهم من الطعام (5) كلغ من الخبز لكل (100) مواطن كل ثلاثة أيام ، أما فنون التعذيب فكانت :

      آ ـ التعذيب بالملزمة حيث تشد الملزمة على يد المعتقل أو رجله ، أو راسـه احياناُ حتى تهشم ذلك المعتقل وتكسر يده أو رجله أو رأسـه .

    ب ـ المكبس الحديدي : حيث يضغط عللا رأس المواطن حتى يهشمه .

    ج ـ كرسي سليمان : أو الخازوق الحديدي .

    د ـ بساط الريح : حيث يعلق المعتقل من يديه ورجليه في السقف ، مع تجريح بطنه وظهره بالسكين ، ويترك ينزف حتى الموت .

   هـ  ـ الكهرباء : في اللسان والقبل والدبر .

   و ـ السخانة الكهربائية :  حيث يوضع عليها المعتقل مقيداً حتى تفوح رائحة لحمه كالشواء .

   ز ـ الكي بالحديد المحمى : حيث تغرز أسياخ الحديد المحمى بالنار في جسـد المواطن . في الصدر أو البطن أو الظهر .

  ح ـ الخنق : وذلك بأنبوب حديدي يضغطون بـه على رقبـة المواطن حتى يموت خنقاً .

  ط ـ مرور الدبابات فوق الجرحى وهم أحياء في الشوارع .

2 ـ معتقل البورسـلان :

زج فيه ( 7 ـ 8) آلاف مواطن معتقل ، ألقي بهم على الأرض المعبدة في ساحة المعمل ، يفترشون الأرض ، ويلتحفون السماء في ذلك الشتاء القارس ، ثلاثة ايام مكتوفي الأيدي ، يوزع عليهم نصف رغيف يومياً ، حتى توفي منهم (10) مواطنين خلال الأيام الثلاثة . واستمر معدل الوفيات ( 6 ـ 7 ) اشخاص يومياً .

3 ـ معتقل المحلجـة الخماسية : وحصل فيه ماحصل في غيره .

والواقع أن عدد المعتقلات وصل إلى (14) معتقلاً وهي : معتقل اللواء (47) ـ معتقل الثكنة ، معتقل المطار ـ معتقل المحلجة الخماسية ـ معتقل المنطقة الصناعية ـ معتقل مدرسة غرناطة ـ معتقل مدرسة الصناعة ـ معتقل معمل البورسلان ـ معتقل المخابرات العسكرية ـ معتقل المن السياسي ـ معتقل أمن الدولـة ـ معتقل معمل الغـزل ـ معتقل معمل البـلاط ـ معتقل مركز الدفاع المدني .

هكذا عامل أزلام نظـام الطاغيـة المواطنين ، الأبرياء العزل ، الذين كانوا يهمون بالخروج من حماة بعد أن تأكد عـزم النظام على تدميرها فوق ساكنيها ، وهم يهمون بالخروج جمعتهم المخابرات العسكرية ، وحشرتهم في هذه المعتقلات لتستفيد من التحقيق معهم ، وتحقق أهداف النظام في قتل المـزيـد من أبناء حماة البررة .

* كاتب سوري في المنفى

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ