ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 28/06/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

البيانوني .. ورويترز..

والأراضي المحتلّة.. والحقوق المشروعة !

عبدالله القحطاني

 كان السيّد البيانوني واضحاً جداً وصريحاً ، في حواره مع صحيفة رويترز : عودة الأراضي المحتلّة .. والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ! ( سِلمياً عبر التفاوض ، إذا قبل العدو ذلك .. وإلاّ ، فبالمقاومة المسلّحة المشروعة ..!) .

 1- ولقد فهمَ صيّادو الكلمات ، إمكانية التفاوض مع دولة الصهاينة ، وأثاروا حولها زوبعتهم الإعلامية البائسة ..!

2-لكن .. ماذا فهموا من عودة الأراضي المحتلّة في الجولان !؟ هل فهموها مثل فهمهم  لشعارات حافظ أسد ، الذي سلّم الجولان قبل أربعين سنة بلا حرب ، ثم جعل من الجيش السوري مخفراً لحماية حدوده ، كيلا يتسلل منها مقاتل يعكّر صفو المحتلّين ، ويفسد متعتهم باحتلاله والتنعم بخيراته ..! وحين فكّر بإعادته ، سلّم عشرات القرى الجديدة ، التي لم تكن محتلّة من قبل ، وفَتح ـ بعبقرية عسكرية نادرة ! ـ بوابات دمشق أمام دبابات إسرائيل ، التي لم يردّها عن عاصمة الشام إلا الجيش العراقي .. ثم سمّى ( أي : الرئيس الراحل الهمام !) حربَه تلك ، مع دولة الصهاينة ، حرب تشرين التحريرية ..! نقول : أهذا مافهمه صيّادو الكلمات من عودة الأراضي المحتلة !؟ وهل هذه هي (مدرسة النضال الثوري !) التي فسّروا من خلال مبادئها ( الرائعة !) كلمات المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين ، فاعتقدوا أن الرجل مثل سيّدهم الراحل ، وابنِه وريثِ بطولاته .. مجرّد مفاوض حامل شعارات عزلاء ، وخيار السلام لديه ، هو خيار استراتيجي وحيد ، وليس لديه أي استعداد حقيقي ، للتضحية بدمه ودماء إخوانه ، لاسترداد الأرض السليبة بالحرب ، إن أخفقت مساعي السلام ..! فصار بعض فصحائهم ، يشبّه موقف المراقب العام للإخوان المسلمين ، بموقف سيّدهم الأسد الصغير، قائلاً : إذا كان زعيم الإخوان المسلمين مستعداً لمفاوضة الصهاينة ، فما الفرق بينه وبين بشار الأسد .. !؟    

 ثم.. ماذا فهم صيّادو الكلمات ، من عودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني !؟ ماطبيعة هذه الحقوق !؟ بل ماهي بالتحديد ؟ أهي تلك التي في ذهن محمود عبّاس ، أم هي التي في ذهن خالد مشعل وكتائب القسّام ، وذهن رمضان شلّح وسرايا الجهاد ؟ أم هي تلك التي تخامر قلب كل فلسطيني مشرّد في أنحاء الأرض، منذ ثمانية وأربعين عاماً؟ أم هي التي ذكرها شيخ المجاهدين ، البطل العملاق ، الشهيد أحمد ياسين ، يرحمه الله ، وقبِل على أساسها التفاوض مع العدوّ الصهيوني.. والتي كانت ـ وما تزال ـ شروطاً تعجيزية، من وجهة نظر العدوّ الصهيوني ، على ضوء موازين القوى الراهنة ، التي تعطي الصهاينة أرجحيّة واضحة ، يرون من خلالها أيّ مطالبة بالحقوق الكاملة ، ما قبل الخامس من حزيران عام /1967 / ، ضرباً من المعاجزة ..!؟

3 - لقد قرر الإخوان المسلمون السوريون ـ وربّما غير السوريين كذلك ـ منذ سنوات عدّة ، أن يَقبلوا لشعب فلسطين مايقبله لنفسه . فهم ، برغم حرصهم الشديد على فلسطين،   لقدسية أرضها ، من الناحية الإسلامية ، لا يَقبلون ـ ولا يستطيعون أصلاً ـ أن يُظهِروا حرصاً عليها ، أشدّ مِن حرص سكانها ، الذين يعيشون على أرضها منذ مئات السنين ..! وليست أقدسَ عند السوريين ، أو عند أيّ شعب مسلم في العالم ،   منها عند أهلها ، الذين جمعوا في قلوبهم ـ مع قدسية الأقصى ،  والأماكن الشريفة الأخرى ـ الحسّ الوطني ، والإرث التاريخي ، وحبّ الأرض والبيت والشجر..! إنها عندهم وطن مقدّس ، وهي عند سائر المسلمين في العالم ، بقاع مقدّسة ، يسكنها شعب شقيق كريم ، ويضحّي بالغالي والنفيس ، دفاعاً عنها ..!

4- فإذا اتّفق شعب فلسطين بأكثريته ـ داخل فلسطين وخارجها ـ ، على ما يريده لفلسطين ، وما يريده من حقوق في فلسطين، فأيّ شعب في العالم يستطيع أن يقول له : هذا قليل ، أو هذا كثير..!؟

 - 5فهلاّ سأل صيّادو الكلمات والمتاجرون بها ، شعبَ فلسطين ، ماالذي يريده تحديداً، بفصائله كلها ، وتوجّهاته السياسية كلها !؟ وما الحقوق التي يراها مشروعة لا يمكن له أن يتنازل عنها ؟ وهل هي حدود الخامس من حزيران ، عام / 1967/ كما يرى فريق من الشعب الفلسطيني ؟ أم هي أرض فلسطين كلها ، من البحر إلى النهر ، كما يرى فريق آخر..!؟

6- لم يذكر السيد البيانوني كلمة (اعتراف) بالعدوّ الصهيوني ، ولم تطرح عليه أصلاً، في محاورة رويترز معه ..! إنّما الكلمة التي طرحت كانت كلمة ( تفاوض ) ..! فأيّ عاقل في الدنيا ، يرفض التفاوض مع عدوّه ، إذا كان التفاوض يعيد له حقاً ضائعاً أو مسلوباً ..!؟ وأيّ نبيّ من أنبياء الله ، أو صدّيق ، أو خليفة راشد ، أو حاكم عاقل، إمبراطوراً كان ، أم سلطاناً ، أم ملكاً ، أم أميراً .. أبى أن يفاوض عدوّه ، أو خصمه، على حقّ له ـ مع احتفاظه بحقّه في استعمال السلاح ، في حال إخفاق المفاوضات ـ !؟

  هذا السؤال نحن نطرحه ، عبر هذه السطور ، نيابة عن السيد البيانوني ، وعن شعب سورية كله ، وعن شعب فلسطين كله .. ! نطرحه على صيّادي الكلمات وتجار الشعارات أولاً ، ثمّ على الأمّة العربية كلها ، والأمّة الإسلامية كلها ، ثمّ على كل عاقل في الدنيا ، في قارات الأرض جميعاً..!

فهل من مجيب!؟ ( ونلتمس العذر ، من الذين تجرّأنا وطرحنا السؤال باسمهم ، دون أن يفوّضنا أحد منهم بذلك !) .    

7 - لم يقل السيد البيانوني ، إلاّ ما يجب أن يقوله كل إنسان عربي مسلم حرّ، غير مزايد ولا مستسلم ، ولا دجّال تاجر شعارات ، يرفع اللافتات البراقة ، ويبيع تحتها الأرض والإنسان ، والقيم السامية ، والمعاني الجليلة النبيلة كلها ، بأبخس الأثمان ..!

 8 -لانستغرب أن يسارع النظام السوري ، وأبواقه وأزلامه ، إلى استغلال كلمات حرّفها صحفي عن مواقعها ..! فهذا دأبهم وهوايتهم ، بل حِرفتهم ، وعادتهم التي أدمنوها ..! المستغرب هو الانسياق السريع ، من بعض وسائل الإعلام التي تحترم نفسها وقرّاءها ، أو مستمعيها ومشاهديها .. إلى ترديد كلمات وجمل ، ذات حساسية معيّنة ، دون التأكّد من صحّتها ، مع سهولة التأكد وسرعته ، بوساطة أجهزة الاتّصالات الحديثة ، لِمن يحرص على سمعته من التجريح ، وعلى مواقفه من الخلل والزلل ، وعلى تفكيره من السقوط في دوامّات الظنون والأوهام !

9  - قال الله عزّ وجلّ : ( يا أيّها الذين آمَنوا إنْ جاءكمْ فاسقٌ بنبأ فـتَبيّنوا أنْ تُصيبوا قوماً بجهالةٍ فتُصبحوا على مافعلتم نادمين ) , الحجرات / آية 6/.

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ