سورية
... توقعات اقتصادية
الباحث
الاقتصادي : هيكل غريب
كيف سيكون
الاقتصاد السوري خلال الأشهر
الستة القادمة ...؟
ما هي نسبة
التغيير في الإنتاج الوطني
الإجمالي ، والإنتاج القومي ،
كم ستكون نسبة التضخم و أرتفاع
الأسعار ، ما هو حجم العجز
التجاري ، كم ترتفع أو تنخفض
الأحتياطات التي يملكها البلد
من ذهب و العملات الأجنبية ، كيف
ستتجه أسعار السلع والخدمات في
السوق المحلية ، هل تتحسن ام
تسوء أوضاع الصناعة و الزراعة و
السياحة و النقل و التجارة و
الأنشاءات .....؟
يقو أحد خبراء
التنبوء : أذا أردت ان يرميك
الناس بالبيض الفاسد ، و يشمتوا
من أخطائك و يسخروا منك فأتخذ من
التنبؤ مهنة لك .
كما هو معلوم ان
توقعات الأقتصاديين تخطئ وتصيب
، و انها تخطئ أكثر مما تصيب ،
ومع ذلك فهم بحاجة إليها ، لأنها
أفضل من السير في الظلمة معصوب
العينين ، وتخمين المطلع أفضل
من غيره .
أن المسؤولين عن
ادارة الأقتصاد السوري ، و كذلك
المسؤولين عن أدارة الوحدات
الأقتصادية و المشاريع يلزمها
معرفة الأتجاهات العامة .
والسؤال الآن ...
مَن مِن هؤلاء المسؤولين يعلم
بالأتجاهات العامة .... ؟ المشكلة
في سوريه أن القرارت أقوى من
القوانين ، وقد يفاجأ أي مسؤول
أقتصادي بقرار يبعده عن رؤية
العام ، بل يخلط العام بالخاص ،
وهذا معناه الطامة الكبرى ، لا
على المسؤولين وجماعة القرارات
، بل على الأقتصاد الوطني ،و على
المجتمع .
فليس من الضروري
بالنسبة لهؤلاء المسؤولين أن
يعرفوا أن الأنتاج القومي
سيرتفع بنسبة 4.5% أم بنسبة 3.5% حسب
الأحصاءات الرسمية الصادرة
عنهم لعام 2005 ، ولكن عليهم ان
يعرفوا أن الفترة المتبقية من
العام الحالي ستشهد تراجعاً
أقتصادياً لا نمواً ، هكذا تحدث
وزير الأقتصاد السوري مع
الفضائية العربية ، والسبب كما
يقول شحة الموارد ، و ضعف
الأيرادات المتوقعة ، و السبب
أيضاً الضغوط التجارية التي
تواجهها سوريه .
أن التوقعات
بالنسبة لصانع القرار هي أما
أيجابية تتطلب أقل قدر من
التدخل ، أو سلبية تستوجب أتخاذ
الأجراءات اللازمة لمنع حدوثها
أو تقليل سلبياتها .
نعود للتوقعات ،
ولكنها تعتمد على أرقام رسمية
للنصف الأول من العام الحالي
فيما يطلق عليه في سوريا بالخطة
السنوية ، فماذا نجد .... ؟
الخطة تقول أن
الأنتاج المحلي ألأجمالي سيحقق
زيادة بنسبة 4% بالأسعار الثابتة
، بينما تقول الأيكونومست في
العاشر من حزيران الحالي أن
مستوى الأسعار في سورية أرتفع 7%
، وتقول أيضأً أن تكاليف
المعيشة للغالبية من أبناء
الشعب السوري أرتفعت 18% .
و الخطة السنوية
تحدد زيادة في صادرات البضائع 15%
و أنخفاض في المستوردات بنسبة 12%
، بينما واقع الحال في سوريه
يشير إلى عكس ذلك تماماً ، فقد
تراجعت الصادرات الى أسواق
العراق و ألأردن ولبنان ، و
توقفت الى حد كبير في أسواق
أوربا الشرقية و روسيا ، بينما
المستوردات الضرورية أنخفضت
ولكن ألخطر من ذلك أن مستوردات
السلع الكمالية و الترفيهية
للطفيليين أرتفعت بشكل جنوني .
ونعود مرة أخرى
للتوقعات ، فقد شهدت سوريه
للعام الماضي فقط نقصان في
الأحتياطيات الأجنبية بنسبة (15)%
، فكيف سيكون الحال لهذه
الأحتياطيات في العام الحالي
بضوء الوضع السياسي المأزوم في
البلد .....؟ و ألأكثر رعباً أن
حوالات المغتربين قد هبطت بنسبة
كبيرة ، و السبب المعلوم هو ان
فرص عملهم في الخارج قد هبطت هي
ألأخرى و نعتقد أن الوضع
السياسي أيضاً يلعب دوراً مهماً
في هذا . لهذا نعتقد ان الوضع
الاقتصادي في الاشهر الستة
المقبلة سوف يزداد سوءاً .
على كل حال ، أن
هذه التوقعات قد تحتمل خطأ
بسيطاً ولا أجزم بها على
الطريقة المعروفة للمسؤولين
الأقتصاديين السوريين ، و النهج
الذي يعتمدونه منذ أربعين سنة ،
وندعو المختصين و المطلعين على
أوضاع الأقتصاد السوري و على من
لديه توقعات أفضل لأستقراء
المستقبل ، على ضوء معطيات
الواقع و أفتراضات معينة
للمستقبل .... والله أعلم ...!
اللجنة
السورية للعمل الديموقراطي
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|