الإرهاب
في الإسلام ، هوالردع حَصراً..
والحرابة
ليست إرهاباً ، في المفهوم
الإسلامي!
عبدالله
القحطاني
ا
ـ قال تعالى، في كتابه العزيز ،
بشأن اِلحرابة :
"
إنّماجزاءُ الذين يحاربون الله
ورسولَه ، ويسعَون في الأرض
فساداً ، أنْ يقتّلوا
أويصلّبوا، أو تقَطّعَ أيديهِم
وأرجلُهم مِن خِلافٍ ، أو
يُنفَوا من الأرضِ . ذلك لهمْ
خِزيٌ في الدنيا ، ولهمْ في
الآخرةِ عذابٌ عَظيم ". المائدة
/33
هذا
هو جزاء الحِرابة : عِقاب وخِزي
في الدنيا . وعَذاب أليم في
الآخرة.
ب-
وقال عزّوجلّ ، في كتابه العزيز
، بشأن الإرهاب :
"
وأعِدّوا لهمْ ما استطعتم مِن
قوّة، ومِن رِباطِ الخَيلِ ،
تُرهِبونَ بِه عَدوّ الله
وعَدوّكم ، وآخرينَ مِن دونِهم
، لا تَعلمونهم، الله يَعلمهُم .
وما تُنفِقوا مِن شَيء في سبيلِ
الله، يُوفّ إليكمْ وأنتمْ لا
تُظلَمون ". الأنفال/60
ولنتأملْ
مضمونَ الآية جيّداً :
-
أمَرتْ بإعداد القوّة، ولمْ
تأمرْ باستعماِلها . فلمْ تقلْ
– الآية الكريمة -
مَثلاً : اهجُموا .. أو
أغِيروا ..أو اقتَحِموا .. بلْ
:" أعِدّوا " .
_
ومِن رِباط الخَيل :( أي:
مرابطتها في الثغور) . ولم تقل
الآية مثلاً: مِن إغارةِ الخيلِ
، أو هُجومِها ..
-تُرهِبون
به عدوّ الله وعدوّكم : والإرهاب
هنا، هو التَخويف حَصْراً . أي:
إدخالُ الخوف في نفوس الأعداء ،
كيلا يهاجِموا المسلمين ، أو
يَعتدوا عليهم ..
وواضح
أنّ في هذا الردع ، حَقناً لدماء
المسلمين ، ودماءِ أعدائهم، في
الوقت ذاته . ولو وجَد الأعداء
لدَى المسلمين ضَعفا،ً أو غفلة
، فهاجَموهم ،لأريقت دماء كثيرة
من الفريقين ، بصَرف النظر عن
كثرة القتلى وقلّتهم ، هنا
وهناك. ولقد قالت رئيسة وزراء
بريطانيا السابقة( مارغريت
تاتشر) عن سياسة الردع: " إنّ
سياسة الردع ، وقَتْ أوروبّا من
الحروب أربعين سنة ، وهي التي
لمْ تَخلُ سَنة واحدة في
تاريخها من الحروب ".
ج-
لقد ضَمّن الإعلام الغربيّ
المعاصر ، ( الإرهابَ ) مَعنى (الحَرابة)،
وفرَضَه على العالم كلّه ، حتّى
على المسلمين ، بل حتّى على
كبارِ علماءِ المسلمين..!
فصاروا يشنّعون على
الإرهابِ والارهابيّين،
ويعلِنون أنّ الإسلام بَريء من
الإرهاب ..! ويُقيمون الحجّةَ
على أنفسِهم وعلى دينِهم، الذي
يَنصّ في كتاب الله ، على وجوب
إرهابِ العدوّ ( تَخويفِه)
دَرءاً لِعدوانِه . فلم يقنِعوا
أحداً مِن غير المسلمين، الذين
يَرون كلمةَ الإرهاب في القرآن
نفسه . ولو بيّنوا معنَى الإرهاب
في الإسلام بدايةً ، ونَشروه في
العالم، لدَفعوا الحرجَ ، عن
أنفسهم، وعن أمّتهم !
د-
أمّا المصطلحات الأخرى التي
تتضمّن العنفَ ، فلَها في
الإسلام مَعانٍ شتّى ، متباينَة
:
*
فالعدوان : -مثلاً- مَنهيّ عنه،
بشكل صارم ، في آيات كثيرة من
كتاب الله . وحتّى في تَناجي
الناسِ فيما بينَهم : "
ياأيّها الذين أمَنوا إذا
تناجيتم فلا تَتناجَوا بالإثم
والعدوان .." / المجادلة /آية9 .
وحتى في العلاقات الأسريّة (
وإذا طلّقتم النساءَ فبلَغنَ
أجلَهنّ فأمسكوهنّ بمعروفٍ أو
سَرّحوهنّ بمعروفٍ ولا
تُمسكوهنّ ضِراراً لتعتَدوا
ومَن يفعلْ ذلكَ فقدْ ظلَم
نفسَه..). البقرة / 231/.
إلاّ
ما كان ردّاً لعدوانِ الآخرين :
" فمَن اعتدَى علَيكم
فاعتَدوا عليه بِمثل ما اعتَدى
عليكم" ./البقرة/194
*
والقتال : له شروطه وأحكامه
وآدابه ، التي بيّنتها آيات
القرآن الكريم ، وأحاديث النبيّ
" صلى الله عليه وسلم" .
وحتّى في القتال ، نَهْي عن
العدوان : " وقاتِلوا في سبيل
الله الذين يقاتلونكم ولا
تَعتدوا .." البقرة / 190
لقد بيّن الله حجّته
البالغةَ ، وأقامَها على
المسلمين قبلَ غيرهِم . فَهلاّ
بيّنَها علماءُ المسلمين
ودعاتُهم للناس ، وأقاموها
عليهم ، كما وَردت في كتابِ الله
وسنّة نَبيّه ؟ وهلاّ نقلوها
إلى لغات الآخرين ، ليفهموها ،
أو ليفهَمها مَن كان منهم
حريصاً على الفهم والإنصاف ،
ليكون نصيراً للمسلمين عند
قومه، أوـ في أقل تقديرـ
لتعرف شعوب العالم التي
تنظر إلى المسلمين بريبة وحذر،
كيف يفكّر هؤلاء المسلمون ، وما
الضوابط الدينية والخلقية التي
تمنعهم من إيذاء الناس ، أو
العدوان عليهم ..!
ونعتقد
أن كل مسلم مقيم في بلاد غير
إسلامية ، قادرٍ على نقل هذه
المعاني إلى لغات الآخرين ،
مندوبٌ لأن يؤدّي هذه المهمّة ،
إن لم يكن إحساساً منه بواجب
شرعي ، فدفاعاً عن وجوده ، ووجود
أبناء ملّته الذين يقيمون معه
بين أناس يناصبونهم العداء ،
بسبب فهم خاطئ لأفكارهم
ومعتقداتهم.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|