ـ

ـ

ـ

الأحد 02/07/2006

يا لطيف

نجدت الأصفري

الطائرات الإسرائيلية تتنزه فوق قصر البطل ، تعبر عن تهديدها و انزعاجها من القوات الأسدية التي تهدد إسرائيل وتقض مضاجع المسئولين الإسرائيليين فهم الآن يتوجهوا  للمطارات للهرب طلبا للسلامة على أرواحهم وعائلاتهم من زمجرة ( الضيغم)  خصوصا لمّا لا حظوا العين الحمراء والغضب الملكي ، المطارات الإسرائيلية ستشهد الإزدحام الشديد للهروب الجماعي ، لا أحد يعرف الآن أين المسئولين الإسرائيليين مختبئين خوفا من زئير اسود الوغى ورد الفعل على خرق حرمة الأجواء السورية بالنزهة التي قامت بها طائرات إسرائيلية اليوم فوق قصر الأسد العظيم.

الأسد الجبار سيحارب اليوم  لآخر فلسطيني، بتحريضهم ودفعهم  ضد إسرائيل ، يدفعهم للإنتحار نيابة عن النظام السوري الذي وصفه الشاعر :

أسد عليّ وفي الحروب نعامة ......

من خلال ذاكرتنا التي حطمتها الاستنكارات والتهديدات والبيانات نذكر أن عند الأسود بيان استنكار واحد مطبوع وملصوق بجانب ميكرفون الإذاعة وطاولة التلفزيون يقول :

 نحتفظ بحقنا بالرد على هذا العمل الجبان في الوقت المناسب و ألاسلوب الذي نختاره .

مضى على عملية عين الصقر وعلى غيرها الكثير مما لم تعد الذاكرة  تتسع  للمزيد من الأسماء والتواريخ والخسائر والضحايا لكن الذاكرة  لن تنسى بيانا واحدا يكرر دائما عندما ( تغازلنا ) إسرائيل بقصف مراكز تدريب خالية ، ومعسكرات فارغة ، لتظهر لنا بطولة ( أولاد الحارة ) الذين يختبئون خلف إخواننا الفلسطينيين ليزيدوا مصائبهم ويتخلصوا من المزيد منهم . ألسنا نذكر أن هذا النظام هو الذي أغلق مكاتب فصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا عندما طلبت منه أمريكا ذلك ؟ لماذا لم يشعل جبهة الجولان ضد إسرائيل إذا كان جادا في تحرير البلاد ودعم الفلسطينيين ؟

إذا رجعنا في الذاكرة لما أخبرنا به الزعيم الراحل بتهديده لكل من يعصي الأوامر بإرساله إلى الحدود مع إسرائيل ( لتقتله وتريحنا من شره) {يرجى الرجوع لمقالتنا :من أسرار حافظ أسد}يكون المشهد قد اكتمل باستمرار سياسة الوريث على سياسة المورث.وليس هناك من مشكلة سواء كان الضحية من الشعب السوري المنكوب بهذا الطاغوت ، أو كانت الضحية من الأخوة الفلسطينيين التي تتقاطر عليهم النكبات والمصائب من كل حدب وصوب بفضل السياسات العنترية التي لم تبق بلدين متجاورين إلا غرست بينهما عقدا يستحيل حلها إلا بحروب ساحقة ماحقة. هذا هو فضل هذا الطاغوت علينا وعلى جميع دول المنطقة.

إن مثل هذه التجارب ( الإسرائيلية ) لن تستطيع أن تخدع من الشعب حتى ولا طفلا صغيرا ، فالخبرة التي علمّت ضرباتها في أجسادنا أوسمة حقدهم  وغدرهم  وخيانتهم ،  لن ولم تعد تنطلي حتى على البلهاء يهتفون للمجرم الحقود ( بالروح والدم) بينما يبيع البلاد ويقتّل العباد ، فاستمرأ اللعبة ، وأوغل في الخداع ، فباع الوطن ، وقتل وشرد الأهل ، ومزق لحمة الأخوة إلى قوميات وعشائر وقبائل يريدها متناحرة متقاتلة ليبقى فوق صدورنا ، ولا يزال يظن أن له رصيدا يلعب به ألاعيبه الساقطة في الوقت الضائع.فالتجأ اليوم إلى سهمه الأخير بدفع إسرائيل التي ترفض تغيير نظام يخدمها ويحافظ على أسوارها وحدودها ، وقد حصل على الكثير من  الثناء العطر من المسئولين الإسرائيليين على التزامه بحسن الجوار وسلامة العلاقات ، حتى أن ( مولانا ) هرع محموما للقاء موشي كتساف (الرئيس الإسرائيلي ) في جنازة الحبر الأعظم بابا الفاتيكان السابق و اعتبارها من باب الخطأ ( المقصود) .

إن هذه المسرحية الضحلة الإخراج والتافهة المقصد لن تنطلي على الشعب الذي يقف الآن ضد هذه الشلة المجرمة بكل المخازي والألاعيب التي لم يراها الشعب على أيادي الإستعمار البغيض ، فلنا أن ننصح المخرج والمثلين أن يلعبوا غيرها ، فالتحقيق مستمر، والإدانة متلبسة الفاعلين ، وصديقتكم إسرائيل لن تستطيع أن تنقذكم ، ومهما فعلتم لن تسلموا فقد فات الأوان.

إن غدا لناظره قريب ،، إن موعدكم الصبح ، أليس الصبح بقريب؟؟

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ