ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 03/07/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

العلمانية في الوطن العربي بين واقع وطموح .(2)

د.نصر حسن

استمراراً في إلقاء الضوء على مفهوم العلمانية في محاولة لإعادة النظر في المفهوم نفسه وإعادة تشكيله على

ضوء حاجة الواقع العربي وحتى لايفهم من الكلام أن الواقع العربي  يجب النظر إليه على أساس من العزلة عن مسيرة التطور الإنساني بشكل عام , بل يجب إجراء عملية حوار مع الواقع العربي , حوار موضوعي عقلاني يفهم أسسه وماضيه وحاضرة والجسر السليم القادرعلى نقله إلى المستقبل حيث يكون طرفا ً في التقدم الإنساني وليس مشحوطا ًً أعيته وتيرة حركة التقدم العلمي والتكنولوجي في العصر الحديث وهو لازال يركض بمكانه في طرقات فكرية وثقافية وسياسية أوصلته إلى الضياع وقد يصل إذا استمر على هذا المنوال إلى الإفتراق عن العصر.

أهمية العلمانية في كونها علمية ومنهجيه وإجتماعية منفتحة على الواقع , وعصرية بمعنى إحترام إرادة الآخر وإرادة المجتمع وأفكاروقناعات أفراده وأديانها, أي أن تكون نابعة من الواقع نفسه وليست مادة استهلاكية مستوردة يتم المتاجرة والبيع والشراء فيها.

أهمية العلمانية في النظرة الصحيحة إلى جوهرالدين وليس إلى رجل دين قد يكون صادقا ً أو كاذبا ًمع نفسه ومع دينه ومع مجتمعه , أي يجب الحوار بين مناهج وأفكاروليس الحوار بين أفراد أو  بائع ومستهلك , أي بناء خطوط محلية لإنتاجها حسب قياسات الواقع العربي والشخصية العربية والثقافة العربية , أي التوافق مع أخلاق المجتمع في جوهرها وليس في رواسبها التي تراكمت بشكل مخيف ووصلت إلى الحد التي غطت على جوهرها وعمت ظواهرها السلبية التي لايمكن أن تكون موضع قياس معياري لتقييم شخصية مجتمع ووضع برنامج لتطويرها .

باختصار لم يكن لدعاة العلمانية كأفراد والعلمانية كمفهوم ركائز مادية وإجتماعية وسياسية للبناء عليها لتصبح قادرة على التفاعل والتأثير في الحياة الفكرية بشكل عام وفي المشاركة في عملية تطوير الوعي الفكري والثقافي والسياسي والإجتماعي الفردي والفئوي بل زادت حدة التناقض بإضافة إشكال جديد إلى واقع المجتمع لم تستطع على حسمه لمصلحة الحراك العام في المجتمع, إذ وضعت الفرد في حالة التصادم بينه وبين هويته ,بل إلى حالة مواجهة بين الإلحاد والإيمان , وهذا ببساطة شديدة ليس مدخلا ً ولافعلا ً إصلاحيا ً.

وهنا نرى أن أهم الأسس التي يمكن أن تساعد في التفاعل معها ونشرها وترسيخها هي :

أولا ً- أن تكون علمانية واقعية وإذا تطلبت مصلحة المجتمع أن تكون مؤمنة ولانقول دينية بل نقول إعادة تصحيح علاقتها ونظرتها إلى الدين والإسلام تحديدا ً لأنه هو الحامل الفكري والثقافي والتاريخي الأساسي للمجتمع العربي ولا يمكن أن تتم أية عملية تطوير للمجتمع العربي إلا عبره وعن طريق التفاعل معه وإنتاج خطاب تطويري مفيد للمجتمع.

ثانيا ً- أن تكون علمانية إجتماعية عامة بمعنى أن تتخلى عن نخبويتها وانتقائيتها, بمعنى أن تخاطب الأكثرية الفكرية والثقافية والعددية في المجتمع لأن التطوير إذا كانت حوامله إجتماعية يتحرك في الإتجاه الفاعل

السليم ويصبح قادرعلى تحريك المجتمع بهذا الإتجاه والمساهمة في تطويره ويجنبه الكثير من الصراعات الداخلية , أي أن الكل النشيط يستطيع أن يتحرك بشكل أقوى وأسرع مع حركة الجزء الناشط أو حتى الكامن والعكس غير صحيح.

ثالثا ً -  أن تكون علمانية علمية بمعنى أن يكون منهجها هو انعكاس لمتطلبات الواقع العربي وملائمة لشروط تطوره , أي عدم فصل البيئة الفكرية والإجتماعية عنها,أي إعطائها صفة الحركية والديمومة والحياة وعدم التعامل الموميائي معها , إذ تصبح في هذه الحالة مسألة عرض معلب لتراث الآخرين وثقافتهم وتجاربهم السياسية والفكرية في إطار ممارسة الحكم والرؤية لكيفية تطويره ليكون أكثرعدلا ً وأكثر تقدما ً وأكثر تجاوبا ً مع رغبات الأفراد والمجتمعات لكن في شروط إجتماعية وبيئية أخرى .

رابعا ً - أن تكون علمانية مرنة قادرة على التفاعل مع الواقع العربي , اي أن لاتكون جامدة غير قابلة على الإنتشار في وسط المجتمع , ومرونتها لاتعني الذوبان في الواقع العربي , بل التفاعل عبر الحوار الصادق والصريح والجريء بين مكونات المجتمع على قاعدة الوصول إلى حل للمشاكل العامة التي تواجه الجميع والقناعة بأن الفرد المتنور لايمكن أن أن يعيش بمفرده وفي وسط إجتماعي متخلف ومظلم .

خامسا ً- وهذا يتطلب حسم أكثر الأمور إشكالية في العلمانية وهو الموقف من ثقافة المجتمع ومعتقداته وهويته التي هي صيرورته التاريخية , وبشكل أكثر مباشرة يجب على العلمانية أن تحدد كيفية الفصل بين واقع متخلف وأفكار متخلفة وحوامل فكرية وإجتماعية متخلفة أيضا ً,وبين جوهرمعرفي فكري ثقافي ديني حي لكنه غير قادر بل ممنوع من الحركة وهو في حالة كمون وتحييد بل تقييد من قبل القوى السياسية التي تتحكم بالمجتمع وبالضد من فائدته ومصلحته في التطور وتبقي عليه أسير رواسب سلبية في الماضي رافقت فترة حكم هذا الإطارالعقائدي أوذاك في هذه الفترة أوتلك من التاريخ.

سادسا ً – الإقراربالدين والإعتراف بدوره في عملية الإصلاح على أرضية وطنية مدنية إذ لايمكن فصل المجتمع عن تاريخه وثقافته حيث يلعب الدين المحرك الأساسي في هذا المجال لأنه ليس هناك ثقافة إنسانية لم يكن الدين أحد أهم مكوناتها , قد يجوز فصل الدين عن السياسية وعن مؤسسات الدولة لكنه لايجوز بل من الخطأ والعبثية محاولة إلغاء الدين من ذاكرة المجتمع والإنسانية , وهذا يكون المدخل الملحد للديكتاتورية وقد يكون أشد كارثية ً على المجتمعات والشعوب والإنسانية بشكل عام .

سابعا ً- يجب نقل التعامل مع العلمانية من حالة الصراع مع الثقافة إلى حالة الحوار معها ونقلها من المواجهة المعرفية إلى حالة التفاعل مع فكر المجتمع  وطرح الموضوع على أساس سياسي يتعلق بعلاقة الأفراد مع بعضهم في إطار الدولة والبحث عن أسس جديدة للمساواة ,وليس على علاقة الأفراد مع الخالق , وهذا هو المدخل الوحيد لتطور العلمانية والدين على حد ٍ سواء .

بقي أن نقول : على العلمانيين في الوطن العربي أن يجيبوا بصراحة وموضوعية على الكثير من الأسئلة المعلقة والتي شكلت عوازل بين المفهوم نفسه والمجتمع , عن الأسئلة الكثيرة التي أدت إلى هذا الإرباك المعرفي والفكري الذي انعكس على واقع المجتمع مزيدا ً من عوامل الفرقة والإستقطاب السلبي بين مكوناته ,وعليه يجب إعادة النظر في موقفها من ثقافة المجتمع وضرورة وضع أسس جديدة للحوار معها على أمل التواصل والتفاعل وإنتاج البديل الحضاري المفيد للجميع .

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ