أنيابهم
طويلة تقطر دما ً
د.
جميل قدري - كندا
الزمان: 27/6/1980
المكان: مدينة تدمر
الوادعة
يرفع الستار عن
خشبة المسرح المعتمة إلا من
أنوار خافتة في جنباته هنا
وهناك لنرى مجموعتين من
الأشخاص كل منهم تتحلق حول
بعضها .الأولى إلى يسار
الخشبة تتألف من عدة أشكال بين
البشر والحيوانات مقنعي الوجوه
.. يلبسون الأسود , تلوح في
عيونهم علامات الحقد ويتطاير
منها الشرر , أنيابهم طويلة تقطر
دما ً ,أظافرهم معكوفة قذرة.
الثانية إلى يمين
المسرح لأناس لباسهم الأبيض وجوههم
تطفح بالنور متحلقين حول بعضهم
يتدارسون القرأن فيما بينهم
عيونهم تفيض من الدمع , بين لحظة
وأخرى تسمع همسا يقول "ربي
الله" , حولهم قضبان حديدية
تحيط بهم , تكاد تلتصق بأجسادهم
وحول القضبان تدور كلاب تمسك
بالسياط تهوي بها كلما علا
همس "ربي الله". أيديهم
مربوطة إلى أعناقهم ..وأرجلهم
مقيدة إلى الجدران تجمعهم سلسلة
حديدية طويلة تضمهم كا الخرزات
في الخيط.
تهمهم مجموعة
الحيوانات فيما بينها وترتفع
الأصوات منذرة بخطب جلل وتتطاير
عبارات اذبحوهم , اقتلوهم , لا
تتركوا أحدا منهم وفجأة يعلو
صوت زعيمهم بصوت هادر هيا نفذوا
الأوامر !!
وانطلقت البهائم
وفيها الأسد والذئب والضبع
وغيرها إلى صيدها و قامت
كلاب الحراسة بفتح باب القضبان
الحديدية ودخلت البهائم
تدوس فوق أجساد إخواننا تنهش في
لحومهم وهم مقيدوا الأيدي لا
يستطيعون ردها ..!! تغرس أنيابها
في قلوبهم الطيبة العامرة بالحب
, وتنشب أظفارها القذرة في
وجوههم الطافحة بالنور .
وسالت الدماء
...!! وتناثرت الأشلاء ...!!
ومن زاوية بعيدة
عبر المسرح ُسمع صوت أذان
خافت يبكي صاحبه وانطلقت عبارات
"الله أكبر.. الله أكبر..."
وما هي إلا لحظات حتى كانت
أرواحهم قد ارتفعت إلى الله
شاكية فرحة . شاكية ً ظلم
الظالمين و فرحة ً بلقاء رب
العالمين.
جمعت البهائم
أغراضها وملئت كأسين ً من دم
إخواننا وتوجهت به إلى حيث يجلس
الأسد وأخيه قبلت أقدامهما
وقدمت لهما كأسي الدم فحملاها
ورفع كل منهما الكأس لتتلاقا
الكأسين ببعضهما , وشربا نخب
الإنتصار ..!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|