أم
المجازر..؟؟؟
مجزرة
تدمر..!!!
بدرالدين
حسن قربي
مع
بدايات الاحتلال الصهيوني
لفلسطين العربية ومابعدها وحتى
الوقت الحاضر، نفذت عصاباته
الإجرامية وقواته النظامية
العديد من المجازر الموجهة نحو
أهلنا في الأرض المحتلة ومعظمهم
من الشيوخ والنساء والأطفال.
ولعل من أشهر هذه المجازر
وحشيةً ماقامت به عصاباته في
قرية دير ياسين عام 1948 التي ذهب
ضحيتها 250 شهيداً. وكذلك ما قامت
به قواته النظامية عام 1956
بارتكاب مجزرةٍ مماثلةٍ في قرية
كفرقاسم راح ضحيتها أيضاً 50
شهيداً، لم يسمح لأسرهم ولسكان
القرية من زيارة المقبرة
والإطلاع على أعزائهم إلا بعد
ثلاثة أيام. هذا ويسجل التاريخ
أن مرتكبي مجزرة كفرقاسم
الإجرامية ولاعتبارات خاصة
وضغوط إعلامية، تم تقديمهم إلى
محكمة علنية إسرائيلية، اعترفت
فيها المحكمة بفظاعة الجريمة،
وصدرت عليهم العقوبات التي
تبعها عفو فيما بعد من رئيس
الدولة ليشكل حمايةً قانونية
ودعماً لهؤلاء المجرمين
الجزَارين القتلة. ويستطيع
المتابع لتاريخ هذه المجازر
الصهوينية فيما كُتب عنها أن
يجد معلوماتٍ تكاد تكون كاملةً
عن أعداد الضحايا والقتلة منفذي
الجريمة، وكذلك أسماءهم وأماكن
دفنهم.
أما
على الجهة المقابلة، ومع بدايات
حكم أسرة الأسد الآب في سـورية
وماتلاها، قامت الأسرة بارتكاب
العديد من المجازر التي وُجهت
نحو مواطنين عزَل وأناسٍ أبرياء
وسجناء أسرى. ولعل من أشهر هذه
المجازر وحشيةً ماقامت به
الأسرة الأسدية الحاكمة – وقبل
أن تكمل عامها العاشر في الحكم
– من ارتكاب مجزرتها
اللاإنسانية والوحشية في تدمر
وذلك في 27 حزيران/يونيو 1980 عندما
قام العديد من ضباط الجيش
وعناصره وبأوامر من عميد أسرة
آل أسد بتنفيذ هذه المجزرة
البشعة التي تعتبر واحدةً من
أكبر وأقبح وأبشع مجازر القرن
الماضي بامتياز، وذلك قبيل فجر
ذلك اليوم المعلوم، عندما قامت
بقتل قرابة ألفٍ من كرام الناس
وأحرارهم وعلمائهم ومفكريهم
وأصحاب الرأي والفكر وفرسان
الكلمة، ممن رفضوا الخنوع لقيم
القمع والاستبداد والفساد التي
حاول نظام البطش والإرهاب فرضها
على البلاد والعباد، وذلك في
أقل من ساعةٍ من زمن ودون أية
محاكمات حتى صورية أوغير ذلك من
الإجراءات التي تعارف عليها بني
الإنسان. فتجاوز النظام السوري
الاستبدادي البطَاش بمجزرته
تلك مافعله الصهاينة في مجازر
كفر قاسم وديرياسين وكان له فضل
السبق عليهم بما اقترفت يداه
وبالطريقة المميزة التي نفذ بها
جريمته الوضيعة.
نعم
..!! نقولها وكلنا ثقة أن نظام
الأسـد الأب حقق سبقاً تجاوز
فيه مافعله الأعداء. فإذا كان
عدد ضحايا مجزرتي دير ياسين
وكفر قاسم قرابة 300 شهيداً، فإن
عدد ضحايا مجزرة تدمر الأسـد
كان ألفاً تزيد أو تنقص قليلاً.
ولئن
قُتل الضحايا في فلسطين من قبل
سلطاتٍ وعصاباتٍ محتلةٍ
مغتصِبة، فإن ضحايا تدمر قُتلوا
من قبل سلطةٍ محلية تزعم لنفسها
ويفترض فيها حماية المواطنين
ورعايتهم في أموالهم وأنفسهم
والذود عنهم أمام الأخطار.
ولئن
كان أهل الضحايا في دير ياسين
وكفرقاسم يعرفون أسماء شهدائهم
وضحاياهم وأماكن دفنهم
وقبورهم، فإن أهلنا لايعلمون عن
شهداء تدمر ولا عن مقابرهم
الجماعية شيئاً.
ولئن
كان منفذو المجزرتين في فلسطين
معروفةً أسماؤهم ورتبهم
ومناصبهم،فإن منفذي مجزرة تدمر
مازالت أسماؤهم طي الكتمان
ومخفيةً إلا الرئيس الهمام
وأخاه الضرغام، لأنه لايمكن
إنجاز هكذا مجزرة من دون أمرهم
وعلمهم.
ولئن
كان سفاحو المجزرتين أو بعضُ
منهم قُدَموا إلى محاكماتٍ
صوريةٍ وتم إصدار عفوٍ عنهم
فيما بعد، فإن جزاري تدمر
أعطاهم كبيرهم كل الضمانات
والمستندات القانونية مسبقاً
في عدم المساءلة عما يفعلون
مهما كان حجم القتل والسفك
والجزر في رقاب المواطنين.
فلقد
شرعن القمع والفساد لنفسه
الجريمة وقنّنها في المرسوم رقم
14 لعام 1969 في مادته رقم 16 عندما
قال:
لايجوز
ملاحقة أي من العاملين في
الإدارة ( إدارة أمن الدولة) عن
الجرائم التي يرتكبها أثناء
تنفيذ المهمات الموكولة إليهم
أو في معرض قيامهم بها إلا بموجب
أمر ملاحقة يصدر عن المدير...!!
ولئن
تغاضت جهات عالمية ومنظمات
دولية عمَا ارتكبه المجرمون في
فلسطين وسكتوا عن تلكم الجرائم
البشعة في حق الإنسانية لمصالح
لهم مع الدولة العبرية، فإن
تلكم الجهات تغاضت وسكتت أيضاً
عن مجزرة النظام السوري وجرائمه
البشعة وغطت عليها لغايات
ومصالح لها مع النظام الأسدي.
ولئن
نجح أصحاب المجزرتين في إشاعة
الرعب والهول والموت فتسبب في
هجرة الكثير والكثير من إخوتنا
الفسلطينيين إلى دولٍ مجاورة،
فكذلك نجح أصحاب مجزرة تدمر
أيضاً في تهجير عشرات الآلاف من
السوريين طوعاً وكرهاً
وانتشارهم في مشارق الأرض
ومغاربها نجاةً بأنفسهم من
الذبح حسب الشريعة الأسدية.
ولئن
كان الوقت الذي ارتكبت فيه
مجزرة تدمر وافقه تكتم إعلامي
على كل المستويات لأسبابٍ
وأسباب، فإن الثورة الإعلامية
والمعلوماتية في السنين
الأخيرة تسـمح أكثر من أي وقت ٍ
مضى للحديث عن هكذا مجازر
وجزارين على صفحات الجرائد
والمنتديات والفضائيات،
والاتجاه نحو المنـظـمات
الانسـانيـة والدوليـة بهذه
القضيـة لفضح الطغاة والمجرمين
والقتلة، والعمل على أخذهم
بالنواصي والأقدام إلى ساحات
القضاء والمحاكم الدولية
لمحاكمتهم عن جرائمهم ضد
الإنسانية مستخدمين كل الوسائل
القانونية والمشروعة.
ولئن
عميَت على المجتمع الدولي في
يوم ما أخبار مجزرةٍ من أكبر
مجازر القرن العشرين بطريقةٍ
ما، فإنه اليوم مطالب أكثر من أي
وقتٍ مضى ببذل الجهد والعمل
لرفع الغطاء الدولي عن النظام
السوري الذي أسس بنيانه على شفا
جرفٍ هارٍ من القتل والقمع
والفساد والإبادة الجماعية من
يومه الأول حيث جاء راكباً
الدبابة والمدفع وممسكاً بكلتا
يديه كل أدوات القتل والذبح
والدمار.
ولئن
رحل أبو النظام المؤسس رغم زعمه
البقاء للأبد، فإن وارث النظام
مطلوب منه وبكل المعايير
الإنسانية والقانونية وبحكم
موقعه وصلاحياته الكشف عن أسماء
الضحايا ومقابرهم الجماعية،
والكشف عن مرتكبي هذه المجزرة
البشعة السوداء بكل فئاتهم
أحياءً وأمواتاً، وتقديمهم إلى
دوائر القضاء والعدالة للنظر في
جرائم القتل الجماعي والإبادة
ضد البشرية، ليقول فيهم القضاء
والتاريخ كلمته. ومن وجهة نظر
أخرى، النظام السوري في وضعه
الحالي يترأس نظام الممانعة
والمصاولة والمجاولة والصمود
والتصدي – كما يحلو لنظام الأسد
الابن أن يتوهم نفسه وكما يطيب
لبعض الأحزاب العربية ممن تعيش
خارج الزمان والمكان ويشدون من
أزره أن يصوروه لنا – أمام
مؤامرة الأمريكان ومشروعهم
الاستعماري في المنطقة ويعمل
لإفشال مؤامرتهم الكبرى على
العرب والمسلمين، فإننا نعتقد
أن نشر نبأ مجزرة تدمر وأخبارها
في هذه الأيام بالذات هو من أنسب
الأوقات والأيام، لأنها سوف
تدعم صموده ومنازلته ولاسيما
أنه بنشر هكذا أخبار يُري أعداء
الله الأمريكان وممن يشد معهم
من نفسه القوة والهيبة والمنعة
بأنه (قتَال قتله) وسفاك دماء،
وجزار من طرازٍ مختلف وليس أي
كلام و(العلقه معه ليست سهلة)،
ومن ثمَ فلن يكون لها إلا الأثر
الطيب على صموده في حربه ضد
الأمريكان، وتشريد من خلفهم.
الرحمة
والمغفرة والرضوان للشهداء
كلهم في فلسطيننا المحتلة ممن
قتلوا وذبحوا بأيدي يهود، شهداء
مجازر ديرياسين، البريج وقبية
القدس وخان يونس، وقلقيلية
وكفرقاسم والسموع و..و..و..و..الخ
التي اختصرها نظام الأسد
المختار فجمعها وقصرها في
مجزرةٍ واحدة هي مجزرة تدمر،
فكانت أم المجازر التي سبق بها
الأسد المختار ما فعله فينا شعب
الله المختار.
الرحمة
والرضوان للأحرار أصحاب أخدود
تدمر من أهلنا في الشام الذين
قالوا كلمة الحق في وجه الطغاة
والمستبدين من الظلمة
والظالمين والفاسدين والمفسدين
والمتاجرين بأرواح الكادحين
وكرامتهم ولقمة عيشهم من سلالة
فرعون وجنوده. والذل والهوان
لكل أعداء الإنسان وقيم
الإنسانية في الحياة الكريمة
للإنسان والتعبير الحر عن رأيه
في شؤون حياته ومعاشه، والويل
لطغاة العصر الحديث وجزاريه من
يوم الحساب. ويسألونك متى هو..!!؟
قل: عسى أن يكون قريباً.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|