تدمرالتاريخ
والألم العميق
مؤمن
كويفاتيه*
تدمر ذاك الجرح
الابدي النازف الذي سال فيه
الدم المسفوح
منذ عهد الملك المؤسس (أوديناثوس)
الذي طرد الفرس من بلاده فكان
مصيره القتل بخنجر مسموم من
الخونه من أبناء وطنه
المتعاملين مع الفارسي الخارجي
الاستعماري الذين يأملون منه
تنصيبهم مكان المغدور تماما كما
كان كرسي الرئاسه لهذه العصابه
نتيجة بيع الجولان وتسليمها
للعدو الغاصب كعربون صداقه
وتبعيه تامه لهؤلاء الاسياد
الجدد وامعانا في الولاء كان
قتل الجمع المؤمن بربه وعدالة
قضيته على ربى هذه الارض
المباركه على يد الغادرين الجدد
الذين باعوا انفسهم للشيطان في
مجزرة لم نسمع عن مثيلها شبيها
لشباب بعمر الورود لهم امهات
باكيات على شبابهم المهدور
وآباء كانوا ينتظرون عودتهم
بفارغ الصبر ليعينوهم في كبرتهم
وغدر الزمن وصعوبة الحياة التي
ماعادت تطاق في ظل الجور والظلم
الذي يزداد يوما بعد يوم تحت نير
اولائك الثوريون البعثيون
الاشاوس الذين يدورون في فلك
الاسرة الحاكمه وماتركوا من
الموبقات من شيء بحق أبناء هذا
الوطن الا وفعلوه حتى وصلت نسبة
الجوع في هذا البلد الغني
بثرواته الطبيعيه الى مايقدر
بأكثر من 70% وكذالك اخوة لاولائك
الخالدون لم تعد تنجب أمهاتهم
مايعوض عن فقدهم فلايتصورون
فراقهم لهم وأي حياة سيعيشونها
من دونهم وكذالك كان من بين
الشهداء كهول قد طعنوا في السن
لهم ابناء وأحفاد ينتظروهم
ليلتجئوا الى حضنهم الدافئ
عندما تشتد الاعاصير ومعظم
هؤلاء الشامخين كانوا من صناع
الحياة معلمين ومربيين كتاب
وصحفيين محامين ومفكرين
أفنواأعمارهم في خدمة بلدهم
وتنشئة الاجيال على الخلق
الرفيع وحب الاوطان فقدموا
ارواحهم رخيصة لله دفاعا عن
تراب الوطن ووحدتة فجادوا
بالغالي والنفيس للاستنهاض
بامتهم فكان لابد من
التفكيرأولا عند استلام زمام
الامورعلى ظهر دبابه لهذه
الزمره البعثيه من التخلص من
أمثال هؤلاء الخلص وكما أسر
حافظ الاسد لزميله حمود الشوفي
في باحة القصر الجمهوري عام 1970
والذي كان يشغل منصب سفير سوريا
في الامم المتحده عندما انشق عن
النظام عام 1980 والذي كان من اخلص
المقربين منه آنذاك بأنه سيشتري
الاقلام وافواه المثقفين
والسياسين وأصحاب الفكر ومن
يرفض البيع من هذه الطبقه سيبني
لاولائك سجونا تتسع لكل
الرافضين والمعارضين لنظام
حكمه وهذا ماشهدناه بالفعل في
مسيرة هذا القائد المتأله
والملهم الذي لايريد ان نرى الا
بما يرى هو ولم يرى لنا من خلاص
اومناص غيره وكان ماكان الى
نهاية السبعينيات عندما بدأ
مخططه الرهيب ينتقل الى مرحلة
كسر العظام التي قتل فيها
واختفى عشرات الالاف ماعدا
تهديم المدن فوق ساكنيها وغير
ذالك
وفي
يوم 27\7\1981 ظهر الحقد الدفين
الاسود جليا واضحا لالبس فيه
على أناس عزل سيقوا بقوة
النارمن بيوتهم في عتمة الليل
من فراشهم من
بين اهاليهم واحبابهم مقيدين
بالاغلال الى هذه المعتقلات
التدمريه الرهيبه لتصفيتهم لان
السجون والمعتقلات الكثيره في
كل انحاء البلاد غصت بنازليها
ولم تعد تتسع لممثلي وعقول
الشعب السوري فاتخذ القرار
العسكري البطولي الممهد لتحرير
فلسطين كل فلسطين كما كانت تقول
اذاعة اولائك الغادرين وحيكت
المؤامره ونسج العنكبوت خيوطه
وكانت الخطة لاكمال تنفيذ
المخطط الاستئصالي الذي حصد
الاف الارواح الطاهره من قبل
وستحصد الالاف ايضا فيما بعد
والمستهدف من وراءها كل حر وطني
شريف
فجاءت
الوحوش البشريه البربريه
المقنعه بوجوه آدميه ويحملون
اسماء كأسماءالبشر ولكن
أفعالهم حتى الحيوانات الكاسره
تشمئز من هولها لأن هؤلاء
يقتلون بلا سبب بينما الوحوش
عندما تفترس فلكي تأكل وتشبع
بطنها وعندما تكون شبعى فانه
يستحيل عليهاعمل هذه الشائنه
قوات
الغدر والجريمه حملت بالطائرات
بأمر سيدها الملهم المتأله
حافظهم واشراف وتخطيط
وزيردفاعه السكران طوال وقته
المتيم بنساء الهوى والعهر
والمجون المعبأ بنياشن القتل
والخيانه وتنفيذ رفعت الذي
يعتبر نفسه الان أنه المخلص
والمنقذ وحبل الله الممدود لهذا
الشعب ولم يعترف الى الان بما
جنته أياديهم القذره من اراقة
الدماء البريئه التي ترفع
شكواها الى الله وتسأل بأي ذنب
قتلت وكذالك لم يعتذر الى شعبه
ويطلب منهم الصفح عساه يلقى
الاجابه فتكون بمثابة راحة
الضمير ثم من بعدها لتكون
الانطلاقه نحو التغيير وبعث
الحياة وتكفير الذنوب لان حقوق
العباد لاتضيع الا بتسامح أهلها
لمن اغتصبهم حقوقهم وسفك دماءهم
والذي كان حينها رئيس سرايا
الدفاع والوحدات الخاصه التي
أغارت على هؤلاء الابرار
بالاشتراك مع القطاعات
المليشيويه المافاويه العسكريه
الخاصه لهذه الاسره الحاكمه
كسرايا الصراع وغيرها والذين
حملوا بكل انواع الاسلحه
المتطوره عدا الاسلحه الثقيله
والعتاد الذي في الاصل موجود
هناك ورابضه لذالك اليوم
المشؤوم لا لكي يوجهووها الى
العدو المحتل وانما لتلك الثلة
التي حباها الله بالمواهب من
العلم والفكر والسداد في الرأي
والرشد والتي عملت على خدمة هذا
الوطن وابداء النصيحه للحاكم
بالمعروف ورفضت منه في الوقت
نفسه الاستبداد وكان طلباتها له
لتوجيه الطاقات لاستعادة
الاراضي المحتله كالجولان
وغيرها وبناء البلاد والانسان
فلم ينفعهم ذالك وصدر عليهم
الحكم منذ أمد بعيد بالقتل وبيت
هذا القرار لذاك الوقت الذي
نزلت فيه القوات المغيره من
الطائرات بالمظلات وصعدت الى
الاليات الثقيله المعده للهجوم
واقتحمت المهاجع التي يقطنها
اولائك الاطهار الابرار
المقيدين بالسلاسل والاغلال
وهم ينظرون الى السماء
والطائرات تحلق من فوق رؤوسهم
وجنود يقتحمون المكان لابد أنه
الفرج والخلاص جاءت من قواتهم
المسلحه وأنه جاء من يأخذ
بأيديهم ويخلصهم من العذابات
الفظيعه التي كانوا يلاقونها
كالتعذيب في الكهرباء والضرب
بكابلات الكهرباء ليل نهار وقلع
الاظافر وكسر العظام واللعب بها
واطعامهم القاذورات واهانتهم
بكرامتهم وشرفهم ودينهم وغير
ذالك
وها
هو الرصاص ينطلق من فوقهم ومن
تحتهم ومن امامهم وخلفهم
وبدأوا يشعرون أنهم أخطأوا
بتقديراتهم للموقف حبث ظنوا أن
العدو الصهيوني أغار على البلاد
وأنهم وقعوا ضحية الاسر وللمرة
الثانيه يخطئون تصوراتهم لان
المهاجمين كانوا من المغاوير
والسرايا والدفاع
والصراع من السوريين
المكلفين بحماية البلاد
والعباد انهم مواطنيهم وابناء
جلدتهم انه الغدر والجريمه ولم
يبقى لهم أمام هذا المشهد الا أن
يسلموا أمرهم الى الله وعيونهم
شاخصه لبيك ياالله وسعديك فالكل
اليك ونشهد الا اله الا أنت
ولسان حالهم يقول ماكان أصحاب
الاخدود أعظم عند الله منا
وانها الكرامه والفوز بالشهاده
فزنا ورب الكعبه فزنا ورب
الكعبه انا نشم رائحة الجنه
ورضى الديان (قيل ادخل الجنه)
انها الانهار الجاريات والحور
العين والنعيم المقيم الدائم
لاسخط ولا بلاء ولاسقم ولامرض
ثم قالوا (ياليت قومي يعلمون ) في
تلك اللحظات نسوا الدنيا
وأهاليهم وأحبابهم وأموالهم
وكل مايشغل الانسان وتوجهوا الى
الله بقلب صاف لاشوائب وكان
الخاسر الاكبرمن وراء هذه
الجريمه هو
الوطن والامه عندما اقتلعت
أمخاخها من جزوتها عندما قتل
ضميرهم الحي النابض والعالم
الاسلامي اجمع ينظركيف يذبح شعب
بأكمله بيد فرعون العصر دون أن
يحرك ساكنا فكان لابد ان يدفع
الضريبه ضعف أصابه وخور وهوان
على الامم والدول الاخرى
واستباحة لكل المقدسات
والكرامات وعنف مجنون يثأر عن
جهل لما وصل عليه الحال
والاستكانه ولم نسمع حينها
الاصوات المندده وقطع العلاقات
والمحاكمات الدوليه وجرائم
الحرب مع هذا النظام كما يحصل
اليوم من المناشدات وتقوم
الدنيا بأكملها لاسر الجندي
الاسرائيلي وأبناؤنا القصردون
ال18 عام ونساء وكهول داخل
السجون الاسرائيله خلف القضبان
معتقلين ومخالفين بذالك كل
الاعراف الدوليه والقيم
الانسانيه ودون أن يسمع من أحد
صراخاتهم وآلامهم وشجونهم من
داخل زنزاناتهم البائسه وأخرون
منهم يقتلون على قارعة الطريق
أمام شاشات التلفاز في قصف
عسكري غاشم يستهدف الاطفال
والنساء والرجال وأيضا والعالم
أجمع يسمع ودون أن يحرك ساكنا
وفي تدمر كان الموقف أكثر
دمويه ومأسويه في ذالك اليوم
المشؤوم الذي فتحت عليهم
النيران من كل نوع من أنواع
الاسلحه ومن كل صوب رصاص وقنابل
وقذائف دبابات وصواريخ من
طائرات وفناء كامل حتى لايبقى
أي شيء من الجثث أو من رائحة
الجريمه التي سقط ضحيتها مايزيد
عن الالف انسان وانسان وبلحظات
مات كل شيء وهذا ماأرادوه لهذا
الحدث ولكن حجم هذه الجريمه كان
أوسع من تغطيتها وبعد اشهر كشف
المستور وطارت قلوب الاهالي
وراحت تبحث عن ابناءها وارتفعت
اصواتها فقمعت كما قمع احبتهم
في تدمرولاخراس الألسن تم
التخطيط لمجزرة أعظم وأكبر
بكثير وكثير مما وقع فكانت
مذبحة حماة الشهيره وعشرات
الالاف من القتلى والجرحى
والعجز والمفقودين وليزداد
العدد من الضحايا ويرتفع الرقم
الى القياسي الدولي التاريخي
وليدخل العدد في قائمة الاكبر
والابشع والاقذر على مر العصور
ولست هنا بصدد الحديث عن مذبحة
حماة لاعود الى الجريمة الانفة
الزكرتدمروالتي عادت القوات
المغيره عليها الى قواعدها
سالمه فكوفئت بالترفيعات للرتب
العسكريه ومكافئات ماليه مغريه
وبعطاء مما نهب من هذا الشعب ولم
يكتفى بذالك بل صدرت الاوامر
العليا من قائد القوات المسلحه
الدكتاتورحافظ الاسد نتيجة
النجاح المبهر لهذه العمليه
الاجراميه بتصفية 150 معتقل
اسبوعيا وأشرف على التنفيذ
وتوقيع الاوامر المستمره أيضا
صاحب النياشين طلاس وظل الامر
على هذا النحو قرابة الخمسة عشر
عاما وباعتراف المجرم الوزير
الذي من المفروض ان تكون من
مهامه حماية الوطن وأبنائه
ولكنه وبكل وقاحه وقلة الادب
اعترف الى صحيفة المانيه
وبمزكراته انه كان يوقع
اسبوعيا على امر الاعدامات
للانفس البريئه والتي يعتبرها
هذا المجرم السادي انها مهمه
وطنيه ويفاخر بها كما فاخر قتلة
الملك االتدمري بقتله لانه أراد
الاستنهاض بوطنه وطرد المستعمر
والذي حملت الرايه من بعده
زوجته زنوبيا
التي ارادت بدورها ان تتخلص
هذه المره من
التبعيه الرومانيه بعد أن
تخلصوا من الاستعمار الفارسي
وذهبت تعمل على تأسيس دولة
الاستقلال والاستقرار
والاعتماد على الذات فدبر لها
الامر بليل حالك الظلام وتم
تسليمها للوصايه الرومانيبه
تماما كما فعل النظام الحالي
عندما سلم ملفات المعارضه
السوريه الى الوصايه الامريكيه
بدعوى الارهاب لانهم طالبوه
بالاصلاح لاعادة بناء الوطن
واعادة اللحمه الوطنيه
والغاء القوانين التعسفيه
الاستثنائيه فخاب هذا الاحمق
وخسر عندما اكتشف أمره وبلغ انه
لم يعرف عن هؤلاء الا المناداة
بالسلم والتغيير السلمي ونبذهم
للارهاب وانه قد قرب يوم الحساب
ولن تمر كل هذه الجرائم بلا عقاب.
*سوري
في اليمن
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|