ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 17/07/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

كرامة جندي صهيوني وهوان أمة

د. أحمد دراج

يشن الكيان الصهيوني منذ أيام حرب إبادة جماعية حية بالطائرات والدبابات والجرافات على الفلسطينيين العُزل في قطاع غزة بسبب اختطاف أحد فصائل المقاومة جندياً صهيونياً واحداً لمبادلته مع الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال المعتقلين في السجون الصهيونية منذ عدة أعوام، لقد أقام الصهاينة وأنصارهم الدنيا وقلبوها رأسا على عقب فوق رأس كل فلسطيني: الأطفال الرضع قبل النساء والكهول والعجزة قبل الشباب، وطال القصف الصهيونيي البنية التحتية كالجسور ومحطة كهرباء غزة التي دُمرت تماماً ولن يُعاد تشغيلها قبل حوالي ستة أشهر، وبمَ يُعاد بناؤها والشعب يتضور جوعاً بسبب الحصار العربي قبل الغربي!!؟؟

إلى هنا وليس في الصلف والغرور الصهيوني والتأييد الأمريكي للنازية الصهيونية ما يدعو للتعجب والدهشة لأنها رأس حربتهم الموجه إلى صدور العرب والمسلمين، ولكن من واجبنا بل فرض عين علينا أن نسائل أنظمة الخزي والتواطؤ في العالم العربي عن مواقفهم المهينة والمتماهية مع الموقف الأمريكي الصهيوني لدفن الحق المشروع للشعب الفلسطيني.

إن الصهاينة يقتلون الأبرياء على مدار الساعة كل يوم على مرأى ومسمع من حكومات الهيمنة الهمجية وفي معيتهم الحكومات العربية الحليفة، ولم يعد في مكنة الشعوب العربية ـ التي أدمنت الاستكانة والخنوع وفقدت حواس الإخوة في الدين والوطن والإنسانية ـ غير تعليق الجرس برقاب الحكومات المستبدة على شعوبها والمستسلمة لأحلام الأمريكية والصهيونية.

ترى ما السائل الذي يسري في عروقنا غير الدم!؟ وما الأوهام التي تدور في عقولنا غير الخوف من السلطة وجحافل الاستبداد!؟ وما هي آفاق أحلامنا غير البطنة (داء امتلاء البطون) وامتلاء الكروش!؟ وما الذي تتناقله أعيننا وتتقاذفه آذاننا غير الرذيلة والعار!؟ وما الذي ينخر في عقول حكامنا غير استعمار الكراسي و"استحمار" الشعوب وسباق التطبيع!؟

منذ أشهر معدودة اختطف جنود الاحتلال الصهيوني المناضل الكبير أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية ورفاقه من سجن رام الله بتآمر وخديعة أمريكية بريطانية خسيسة وفي ظل صمت عربي يرشح منه التواطؤ الخفي والانتهازية السياسية، فماذا فعلت الحكومات والشعوب العربية وقتها!؟ ألم يكن أقواها الشجب والإدانة ذراً للرماد في العيون!؟

يا سادة لا تُلقوا باللائمة على الحكام فالشعوب هي من فرَّط والحُكام هم من ساوم وخضع.

وهل تكفي بعض الأصوات الوطنية هنا أو هناك حيث تتفرق دماؤهم على أيدي الحُكام المرتعشة؟ أين الملايين التي تصوِّت للمطربين وتتاجر بالعري!!؟؟ أم أننا غثاء كغثاء السيل!؟ أيستبد بنا الخوف عن مساندة أخوة لنا في الدين والجوار والوطن والإنسانية!؟ والله لتكونن ميتة الكلاب في العراء فرادى خير لنا الحياة أذلاء "قريري العيون" وملأى البطون.

ألم يقتل الجنود الصهاينة في سيناء قبل بضعة أيام ـ فقط ـ جنديي شرطة مصريين على الحدود في ظل صمت شبه شعبي مصري وعربي مخجل (عدا استجواب من كتلة المعارضة للحكومة في مجلس الشعب المصري) قوبل من ممثل السلطة الذي يتربع على المنصة بالشجب والتمرير!!؟؟ لقد ظننت، وبعض الظن ليس إثماً، أن شوارع وميادين مصر ستمتليء عن بكرة أبيها بالمطالبين بدم الشهيدين، ولكن هيهات هيهات!! لقد خاب الظن وسقط الرهان، بل استُقبل رئيس وزراء القتلة بالحفاوة وبالأحضان!!

كيف وصل الحال بالأمتين العربية والإسلامية إلى هذا الدرك الأسفل من الصمت والمهانة!؟ كيف يُترك الفلسطينيون وحدهم يواجهون أعتى الجيوش وأقوى الأسلحة وأحط أشكال الاستعمار والاحتلال ببطون خاوية وإرادة صلبة لا ينال منها إلا خيانة الأخ وتخلي الصديق!؟ ألا ترون ـ معي ـ أننا ليست تلك الأمة التي قال عنها المولى عز وجل {{كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}}!!

دلوني أو ابحثوا معي عن عنوان هذه الأمة؟ وفي أي جُب سحيق سقطت تلك الخيرية؟ وكيف تمكنت منها براثن الادعاء والمظهرية والتواكل؟ وفيمَ إذن، يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

وإذا لم تنتفض تلك الأمة لنصرة الشعب الفلسطيني اليوم بعد تشريده وتجويعه وقتله جماعياً على يد صهاينة العالم الغربي وبمشاركة حكامنا فمتى ـ بالله عليكم ـ يا شيوخ السلطان يكون المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً!!؟؟

ألا يجب علينا يا سادة بدل أن ندفن رؤسنا في الرمال خوفاً وطمعاً، أن نئدها في مقابر المذلة والخضوع؟

إن العصابات التي لا تُفرط بحق جندي واحد من جنودها أولى وأحق بالحياة من الشعوب التي تُفرط بكرامة وحياة العشرات والمئات بل والملايين من أبنائها كل يوم.

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ