سورية
الأسد .... النظام المدلل
د.منير
محمد الغضبان*
إي والله ، النظام
المدلل من إسرائيل وأمريكا.فهو
قرة عين هذين
الحليفين
فقد وقع الأسد
البائد اتفاقية السلام مع
إسرائيل عام ست وسبعين ،ونحن في
عام 2006 ،أي
قد مر على الاتفاق ثلاثون عاما
بالتمام والكمال
،ولم يطلق من الحدود
السورية طلقة واحدة ضد العدو
الإسرائيلي
.هذا لسان الحال ،وكأنه يقول:
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم
رأيا ولم نتقلد غيره
دينا
أما لسان المقال
فسورية الأسد رمز الصمود،رمز
التصدي ،رمز المواجهة ،رمز
المقاومة ،التي لا تركع إلا لله
كمايقول الأسد
الصغير الجديد .وتنطلي
اللعبة على الجميع ،ويعقد في
بلد الصمود مؤتمر المحامين
العرب ،ومؤتمر الأحزاب العربية
تحية له ،وتعقد أكاليل الغار
ونياشين الانتصار وتيجان العزة
والفخار لهذا النظام المغوار .وحتى
تنطلي اللعبة أكثر وأكثر .تعطي
إسرائيل وأمريكا لسورية الأسد
هامشا من الوطنية في السماح لها
باحتضان المقاومة الفلسطينية
لتكون مادة مناسبة للهجوم عليها.ويروح
لسان المقال في إسرائيل وأمريكا
خلال هذه الثلاثين عاما
يهاجم النظام ويهدده ،ويرعد
ويبرق ،ويرغي ويزبد ،ويقذف
الزبد في السباب عليه .فيذهل
العالم من هذا النظام الذي
يتحدى أمريكا وإسرائيل ،ولا
يهاب أحدا ،وتترسخ أقدام النظام
،وتخرج المظاهرات بمئات الألوف
تهتف بالروح بالدم نفديك ياحافظ
،بالروح بالدم نفديك يابشار
والصفقة هي الصفقة
واللعبة هي اللعبة
إن الذي دفع لهذه
المقدمة.هو ما تعيشه أمتنا
اليوم في غزة وفلسطين ولبنان
من أجل ثلاثة أسرى
إسرائيليين اختطفوا
، تقصف المدن بالطائرات
وتحرق ،وتدك بالدبابات
ويسقط أبناء الشعب العزل
بين شهيد أوأسير أوطريد أوجريح
،هدمت البيوت فوق أصحابها وذبح
الآمنون ،وتحول الأطفال إلى
أشلاء وشعبنا
صامد صمود الأبطال .لا يهن ولا
يتراجع ولا ينحني
ويصر على تحرير بلده وأرضه
ونبحث عن سورية
الأسد فإذاهي مبحوحة من الصراخ
في السباب والشتيمة
،والحال هي الحال.و الحدود
آمنة وإسرائيل
مطمئنه لاتخاف نقضا
ولا تخاف نكثا
ولا تخاف غدرا
فمن أين يأتيها أفضل من هذا
النظام الحبيب
لقد نفذت المقاومة
اللبنانية من حزب الله عمليتها
في أخذ الأسيرين
وقتل آخرين.فماذا كانت
النتيجة؟ الدمار والخراب
للبنان .القصف
والحرق والاكتساح
،ووصل الموت لكل أنحاء
لبنان :بيروت وطرابلس والجنوب
والموانىء والجسور والمطارات
وفي كل مكان
... لماذا بقيت المقاومة
اللبنانية إلى اليوم ؟من أجل
تحرير مزارع شبعا التي هي أقل من
عشرة آلاف كيلو متر مربع
،والدنيا تعطي الحق لها في
تحرير أرضها .أما مائة ألف كيلو
متر مربع في الجولان فهذه
لاتحتاج إلى مقاومة
،ولا إلى طلقة رصاص واحدة
،ولاإلى عملية فدائية واحدة
لماذا ؟لأن خيار سورية هو
السلام لا الحرب وهو الخيار
الوحيد للتحرير،ومن خلال
المفاوضات والمفاوضات فقط
نستعيد أرضنا السليبة .وأربعون
عاما وشعبنا
في الجولان تحت نير الاحتلال
الإسرائيلي
لقد أشعلت سورية
الأسد الحرب عام سبع وستين حين
كان الأسد وزير دفاعها وهدد
إسرائيل يومها بإلقائها في
البحر واكد يومها أن خطة
التحرير قد أخذت في حسبانها من
وراء إسرائيل أي أمريكا هذا
لسان المقال أما ماذا كان لسان
الحال فهو تسليم الجلان هدية
إلى إسرائيل لتدخله بدون حرب من
خلال البلاغ التاسع المشؤوم
والذي أعلن سقوط القنيطرة قبل
سقوطها بيومين لينسحب الجيش من
هناك .وهولا
يزال يعلن في ابواقه :
بفيتنام راح نص
امريكا
ونحنه رح نكمل على البائي(الباقي)
وهاهو الأسد الجيد
يريد أن يعيد الكره ليسلم
ماتبقى من الوطن ويكتفي بجزء
يسير منه يعلن من فوقه أنه
سيحررها بالمفاوضات على سنة
أبيه من خلال إشعال حرب جديده ؟
حتى الآن لم نسمع أن
سوريا غيرت خيارها الوحيد وهي
تستقبل بحفاوة الطائرات
الإسرائيلية لقصف مواقع
الفدائيين في عين الصاحب
والطائرات التي حامت فوق
مقر الأسد في اللاذقية وتعلن
أنها عاقله ولن تتحرك بردود
الأفعال ولن تسكت مرة أخرى
لكنها لا تعلن أبدا
تغيير خيارها ولن تسمح بعماية
واحدة من
حدودها
لماذا
هذا العمل شرف
وكرامةوبطولة في العراق
وفلسطين ولبنان. وجريمة وغدر في
سورية ؟
هل النظام السوري
المقدس خلق الناس ليموتوا من
أجله؟ وهو يحيا هنيئا رغيدا على
سدة الحكم
ألم
يعلن الأسد في مقابلة متلفزة
على الملأ أنه يتمنى أن يصادق
أمريكا لتحل له مشكلاته هل هذا
حق وشرف إذا قاله ، وخيانة
وعمالة إذا قاله غيره ؟ حتام
يبقى قدس الأقداس يعامل هذا
التعامل في المحافل الدولية
ويقوم إخواننا العرب على
حمايته ورعايته؟ والذود عنه
ان يمس بسوء وهو ممعن في
إذلال شعبه
وخنقه وكتم أنفاسه
أليس لعشرين مليونا
من الشعب السوري كرامة ووزن
في هذا العالم والوزن للشركة
الخماسية الأسدية التي تحكم
سورية ؟ هل صدق العالم أنه غابة
وأن هذا أسد حقيقي يذبح من
يشاء ويحكم بالاستئصال على من
يشاء ويلغ
في دماء شعبه وهو سيد الغابة
وأنت ياجيشنا
العظيم أما
آن لك أن ترفع نير الذل عنك
من هذه العائلة التي تتحكم
بمصيرك ،وبك
يذبح
الشعب وبك دكت المدن وبك ذبح
عشرات الألوف في حماة
ولصالح من؟ لصالح هذا
الحاكم الجبا ر وبك تسلط على
رقاب الشعب
ولا يسمح لك بإطلاق رصاصة
واحدة لتحرير أرضك أما ترى أن
هذا العار سوف
يلبسك إلى الأبد مالم تكفر عن
سيئاتك بتحرير شعبك
وانتم يارجال الأمن
،يا من مهمتكم بث الأمن في صفوف
شعبكم لا بث الرعب فيه
وأنتم تتسابقون اليوم على
اعتقال الأحرار الذين يقولون لا
للحاكم الظالم عنكم
الا تعتبرون ؟
هذا علي دوبا جزار
سوريه لعشرين عاما
وفي رقبته الألوف وعشرات
الألوف من الذين ظلمهم ذبحا
وسجنا وتشريدا. ماذا كسب؟ وماذا
له ؟ ماذا سيحمل تاريخه الملطخ
بالعار غير ذبح شعبه .لقد كان
الرجل الثاني في الدولة بعد
الأسد .لكنه نسي أن الذي يتعامل
مع الأسد كإله
في تنفيذ أوامره لا بد ان
يتحمل إقصاءه
ورميه ونبذه كالنواة
ليحل ابن الأله محله
فهل لكم يا أبناء
وطننا من رجال الأمن أن تعتبروا
من أسلافكم وهل لكم أن تقفوا
وقفة رجل واحد تطالبون بعودتكم
إلى مهمتكم الأولىفي حماية
وطنكم من أعدائه، لاحماية
النظام من الشعب ؟وان
تكونوا ظهيرا لشعبكم
قبل أن يحاسبكم الشعب
نفسه على ما اقترفتم في حقه ؟؟
نعم إننا نريد
التغيير من الداخل من خلال
جيشنا وأمننا فهذا هو الذي
ينتظره شعبنا منه
وأنت
يا شعبنا العظيم
وأنت أدرى منا بمئات المرات
بمعاناتك وفقرك
وبطالتك وأزماتك
.نتحدث عما تلقاه كل يوم ألف
مرة من العذاب والجوع والذل
هل لك أن تتحرك
تحرك الأحرار
فتطالب بحريتك وأمنك
وإنهاء استعبادك ولا تتحرك تحرك
العبيد لتهتف لجلادك بالروح
بالدم نفديك يا بشار
ماذا قدم لك بشار
وأبوه في قضية حريتك ؟هل من بيت
في سوريه إلا بيت سجين أو شهيد
أوبيت قريب أولشهيد لسجين
ماذا قدم لك في قضية
وطنك هل
حرر لك الجولان الذي
سلمه للعدو؟
ماذاقدم لك في مجال
قوتك؟ أليس يلتهم مع زبانيته كل
ثرواتك ولا يدع لك حتى الفتات ؟
بم تفديه ولم تفديه ؟
ياشعبنا العظيم
حتام تصبر على ظلمك واستعبادك ؟
لاتأمل
من العدو أن يزيح أويزحزح
هذا النظام عنك
فأمريكا مشغولة بحبيبتها
المدللة إسرائيل عنك
وهي تقبل تدمير فلسطين فداء
لأسير إسرائيلي
،وتقبل بتدمير لبنان لقاء
أسيرين إسرائيليين
ومشغولة
بحبيبها المدلل النظام
السوري تحوطه بعنايتها
ورعايتها لأنه كان مصدر أمن
إسرائيل خلال
ثلاثين عاما
ولم يخل بعهده .إنها مشغولة
بذبح الشعب الفلسطيني والشعب
العراقي والشعب اللبناني
وراضية عن ذبحك بيد حكومتك
فطالما إسرائيل راضية فهي راضية
ياشعبنا العظيم
لاتنتظر أحدا أن يحمل عنك قضيتك
،ويكسر قيدك ،ويفك أغلالك
.أنت الوحيد القادر على ذلك .كل
ما تملكه المعارضة في الداخل
والخارج أن
تشرح قضيتك في المحافل العربية
والدولية وأن
تبرز معاناتك
وأن تعمل على إزالة الحماية
عن جزارك .ولك عليها ان تتقدم
ركب الفداء والتضحيات أمامك
.لكنك أنت أولا
وآخرا صاحب القضية.
لن تكرر المعارضة
الوطنية الشريفة تجربة
العراق الشقيق فتنقلك من
الاستعباد إلى الاحتلال وهي
معك بكل
ما تملك لحماية
كل شبر من تراب وطنك من أي
احتلال أجنبي
إن الشعوب قادرة
بإذن الله لأن تغير التاريخ
.لكن هذا رهين بتغيير
مواقفها من
الركون إلى الظالمين إلى مقاومة
الظالمين (إن
الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا
ما بأنفسهم)
فالركون
إلى الظالمين لا يعطي الله
نصره معه
(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا
فتمسكم النار وما لكم من دون
الله من أولياء ثم لا تنصرون )أما
نصره فهو للمجاهدين (والذين
جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
وإن الله لمع المحسنين)
*باحث
إسلامي سوري
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|