وصفة
بعثية للإصلاح
بقلم
: الدكتور محمد بسام يوسف
أصرّت (بثينة
بختيار)، في ظلمة الليل تارةً..
وتارةً في وضح النهار، بأنّ
الحزب لن يتخلى عن الإصلاح، كما
جاء في مقرّرات الليالي
المِلاح، من (ألِف) الأمين العام
إلى (ياء) غازي كنعان، مروراً
بالبنك المركزي وأطلال سدّ (زيزون)
وحقول (رميلان).. وأنه قد تم
إعداد وصفة الحزب الإصلاحية،
وعلى كل مواطنٍ شريفٍ مؤمنٍ
بالتحديث والتطوير.. أن ينفّذ ما
يلي من خطوات الحرية والتحرير،
لنصنع كلنا للإصلاح والانفتاح..
هذا الفطير :
ضع حبّتين من (البطاطا)
البلدية، في (طنجرةٍ) تحتوي على
ليترٍ واحدٍ من الماء، والأفضل
أن يكون من نوع المياه المعدنية
.. ثم قم بغلي الماء على نارٍ
لاهبة، إلى أن تكفّ حبّتا (البطاطا)
عن محاولات القفز من داخل
الطنجرة !..
قم بتقشير حبّتي (البطاطا)،
وضعهما في وعاءٍ يحتوي على
باقةٍ من (البقدونس) المفروم،
وباقتَيْن من (النعناع) الأخضر،
وسبع حبّات من (الفجل) المقشّر !..
أضف بيضتي دجاج
بقشرتيهما، من غير أن تسلقهما،
بل السعهما لسعاً خفيفاً على
نارٍ هادئة، ثم قشّر بطّيخة (شمّام)
واعصرها إلى درجة كتم أنفاسها،
وأضفها إلى المزيج السابق !..
ضع قليلاً من
البهارات المتنوّعة (37 نوعاً)،
مع قليلٍ من عصير (الدجاج)، ومئة
غرامٍ من ذنب (الأرانب) المفروم
فرماً ناعماً !..
اخلط كل المواد
السابقة، في (مكنسةٍ كهربائيةٍ)
ذات محرّكٍ قوي (5000 واط)، ثم أضف
تسعة أكوابٍ من مَرَق (المخلّل)
الناشف، وثلاثة أكوابٍ من (عسل
حشرة البقّ) الصافي، ونصف كوبٍ
من (حليب النمل) الأبيض، وقطعتي (مكدوس)،
مع قليلٍ من خلاصة (السِّلْق)،
وقِشر (البصل)، وستة (مساميرٍ)
بولاديّةٍ صغيرة الحجم، وأربعة
(براغي) معدنيةً كبيرة، وقطعة (كاوتشوك)
مستطيلة قياس (32 في 56 سم).. سوداء
اللون (أو كحليّة) مموّجة !..
شغّل مكنسة
الكهرباء مدّة ربع ساعة،
بالتزامن مع تشغيل (الراديو) على
إحدى موجات الـ (إف-إم) الوطنية
الرسمية، بشرط أن يكون الصوت
نصف مرتفع، ولا يهم إن كان (الراديو)
يذيع محاضرةً أو مسرحيةً
فكاهيةً أو نشرة أخبار.. أو سهرة
(أرجيلةٍ) تحت عنوان : مؤتمر صحفي..
للناطقة الرسمية : (بثينة شعبان)
!..
انزع كيس المكنسة
من مكانه، واقذف بمحتوياته داخل
(حاوية قمامة)، لا تبعد عن بيتك
أكثر من ستة كيلومترات ونصف،
بعد رشّ مئتي غرامٍ من مزيج (الحبة
السوداء) و(الكمّون) و(اليانسون)
و(الكافور) .. على محتويات الكيس،
ثم اقرأ (الفاتحة) خمس مرات !..
قم بالاسترخاء في
سريرك (بعد عودتك إلى بيتك إن
استطعت)، واحمد الله ثلاثة آلاف
مرة .. أنك قمتَ بواجبك الوطني
هذا اليوم، ولم تتدخّل في
السياسة ولا في الاقتصاد، لأنّ
لهذا الأمر عباقرته، بدءاً من
بهجت سليمان ورامي مخلوف..
وانتهاءً بآصف شوكت وماهر الأسد
!..
قبل أن تخلد إلى
النوم بدقيقةٍ وربع، اصرخ بأعلى
صوتك (تحت اللحاف) : يعيش الرأي
الآخر، تعيش الحريات العامة،
وحقوق الإنسان والجماد والنبات..
والحيوان بما فيه (الزواحف)..
تعيش الإصلاحات المتسارعة (قياس
بعثي)، وحرية الصحافة (قياس
جريدة : بعثوشرين).. تعيش حرية
النظافة، والتعبير .. يعيش
الانفتاح السياسي، والانفتاق
الاقتصادي، والانطعاج
الديماغوجي .. تعيش الشعارات
الفارغة (تصميم دَخْل الله)!.. ثم
تابع القيام بواجبك الوطني (فوق
اللحاف) بصوتٍ لا يسمعه أحد (حتى
أنت) : يسقط الاستعمار
والإمبريالية.. تسقط (معارضة)
الأنظمة الأحادية الشمولية
الدكتاتورية .. يسقط (ضحايا)
القمع والاضطهاد وتفريق
المظاهرات.. بكل أنواعهم !..
إياك أن تنسى قبل
أن تغطّ في نومك بثانيتَيْن
ونصف، أنك قمت بمهمتك الوطنية
لبناء الوطن الحضاري الحرّ
لسورية المستقبل، واشتركتَ في
صناعة المواثيق الوطنية
والمشاركة (الميتافيزيقية)،
التي ستستوعب كل الشرفاء (صناعة
وطنية قُطْرية)، وستخلط اليمين
مع اليسار، والشمال مع الجنوب..
من أجل بناء الوطن الحرّ..
المتطوّر مع متطلّبات العصر
والتحديث السياسي والاقتصادي!..
في لحظة نومك
تماماً، قل : أعوذ بالله من حزب
البعث الرجيم، واحذر أن تنسى
الاستيقاظ في اليوم التالي!..
ونوماً هانئاً، وأحلاماً
ورديةً وبنفسجيةً ومخمليةً
جميلة !..
وكل مهرجان
إصلاحٍ وأنتَ بخير.. وصحّتين
وعافية !..
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|