من
فضائح النظام السوري
دكتور
عثمان قدري مكانسي
رئيس لجنة الشئون العربية
والدولية في مجلس الشعب السوري
: نمير غانم
قال - كما أفادت قناة
الجزيرة القطرية - : إن سورية
مستعدة لكل الاحتمالات ، محذراً
من أي هجوم على الأراضي السورية
سيشعل المنطقة بأكملها . وحين
ذكره المذيع بأنه لم ترد سورية
على الاعتداءات الإسرائيلية
السابقة المتكررة على الأراضي
السورية قال : " إذا كان
الاعتداء يمكن تمريره بتصريح أو
موقف سياسي فسيتم تمريره ، أما
إذا كان يتعرض للمصالح السورية
فسيتم الرد عليه ".
وهنا نتساءل – تساؤل
العارفين طبعاً – فنحن نعرف
أجوبة النظام السوري المتلوّية
دائماً فهو مكشوف لكل ذي بصيرة ،
ولكن نريد ممن على عينيه غشاوة
تمنعه من الرؤية أو لا يريد
ابتداء أن يرى .. نريد أن يخجل من
نفسه وأن لا يعوّل على موقف
النظام المتذبذب الذي افتُضح
أمره منذ وُجد ، فنظام متلون
كالحرباء لا يمكن أن يكون "
ثابتاً على مبدإ " مهما يكن
هذا المبدأ ، فمصلحته المتحوّلة
تقتضيه أن يتلون ويتغير كل لحظة
دائراً حول نفسه ، لا يرى
بفهمه القاصر سوى ذاته ،،،
يراها من زاويته الضيقة التي
ستودي به في النهاية إن شاء الله
إلى الهلاك .... نتساءل متى يكون
الهجوم الإسرائيلي على سورية
هجوماً ؟ وهل ضرب التجمعات
السورية بين الحين والآخر
بالطيران الإسرائيلي أو
الصواريخ الجوية الأرضية لا يعد
هجوماً ؟ وهل
يعتبر النظام التحايق فوق قصر
الرئاسة في دمشق واللاذقية
زيارة شخصية ، أو إقلاق راحة ليس
غير ؟ أو هو نوع من الاستفزاز
ينبغي أن نغفله حتى نفوّت على
العدو ما يرمي إليه ؟ أو إن هذه
الاستفزازات لا تستحق الرد
لبساطتها ، وينبغي إهمالها فلن
يصل ما يفعله الإسرائيليون إلى
مستوى المجابهة والرد الرادع ؟
أم إن كل ما يفعله اليهود منذ
أكثر من ثلاثة عقود لم يصل إلى
إغضاب الأسد المحفور له ومن
بعده الشبل الفيلسوف ؟!
وكيف يكون الهجوم على الاراضي
السورية هجوماً ؟ أهو فقط بدخول
الجيش اللإسرائيلي الأراضي
السورية ؟ ؟؟ فقد دخلوا بكل
سهولة ويسر في عام سبعة وستين
وتسع مئة وألف فأكرمهم وزير
الدفاع " حافظ الأسد " غاية
الإكرام حين ترك لهم أكثر
الجولان ، وأمر الجيش أن يخلي
مواقعه دون قتال ، وقبل دخول
الجيش الإسرائيلي بيومين !!.. ثم
ترك له عام ألف وتسع مئة وثلاثة
وسبعين – وهو رئيس للجمهورية -
أكثر من ثمان وعشرين قرية ،
وأكمل بذلك بيع الجولان ، وأثبت
عمالته للعدو فكوفئ بأن كان
القوة الإقليمية التي يُحسب لها
الحساب في المنطقة – بين
الأشقاء العرب طبعاً – وكان
الرئيس الأثير لدى اليهود ..
كيف يتحرك النظام ضد تعنت
اليهود المستمر زهاء أربعة عقود
؟ وكيف تشتعل المنطقة بأكملها
إذا كان النظام – المستهدف
الرئيسي كما يزعم – لم يتحرك ؟
والأنظمة العربية من حوله
مغتاظة منه ، وتتمنى سقوطه لولا
أنها تخاف من العدوى أن تنتقل
إليها ؟ فجلُّ الأنظمة العربية
ذات لون واحد كئيب .
وكيف سشيعل النظام المنطقة
كلها إذا كان السلام خياره
الاستراجي الوحيد الذي لايحيد
عنه ولا يرتضي له بديلاً ؟ ..
وعضو الشعب السوري نمير غانم
رئيس لجنة الشؤون العربية
والدولية يعتبر أن الرد الأمثل
على اعتداءات إسرائيل "
تمريره بتصريح أو موقف سياسي
" ليس غير .. وهذا ما يفعله
النظام منذ أن استلم الحزب
قيادة الدولة في ليلة مظلمة من
ليالي أمتنا المنكوبة . لا نرى
سوى الجعجعة التي لا طِحْن
وراءها .
وهنا نتساءل كذلك : ما هي
المصالح السورية التي إن تعرضت
فسيتم الرد عليها إن لم تكن
كرامتها وحريتها ، والدفاع عن
أمنها وسلامتها؟ وقد استبيحت
سماؤها مرات عديدة ، وضربت بعض
قواعدها المتقدمة والمتأخرة
فيها ؟ وحلقت طائرات إسرائيل
فوق قصر أكبر مسؤول فيها
مرات ومرات ؟ لعل المقصود
بهذا لكل ذي عينين – المصالح
السورية – وجود النظام جاثماً
على صدور الأمة ، واستمرار
اغتصابه لحرية المواطن السوري
خاصة والعربي عامة . وهذا تشترك
فيه إسرائيل والنظام على حدِّ
سواء . .. ومن هنا نفهم النفي
الدائم للنظام لكل اعتداء
إسرائيلي على أراضيها ،
وتتناساه ، ولا تذكره في وسائل
إعلامها إلا حين تضطر إليه ،
وبعد ساعات من انتشاره في وسائل
الإعلام العالمية .
وكيف يفكر النظام في الرد
الذي يشعل المنطقة ! وهو يسعى
بشكل حثيث إلى الحوار مع
إسرائيل ويسترضيها بكل الطرق ،
ويرسل إليها الرسائل المتذللة
يستعطفها ويغازلها ؟.
والعجيب أن أحد أبواقها التي
تستضيفها وسائل الإعلام يعلن
بوقاحة حين سئل عن عدم فتح سورية
جبهة الجولان : أن هناك اتفاقيات
لوقف النار مع إسرائيل . وأن
الجولان التي لم يطلق منها منذ
أكثر من ثلاثين سنة طلقة واحدة
ستبقى كذلك وهذا دليل كبير على
انبطاح النظام التام وبيعه
الجولان لليهود . ولو كان صادقا
فيما يدّعيه من وطنية لبدأ
تحرير الجولان منذ زمن طويل ولم
يدّع مأفون أن على النظام
الوطني الشريف ! أن يلتزم بما لا
يلتزم بهو العدو. ولكنك تنفخ في
رماد ، فمن لا يستحي يكذب كما
يشاء فهذا ديدنه ، وهذه صفته
التي لا يستطيع عنها فكاكاً ولا
يريد ذلك أصلاً.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|