الجولان
من رهينة في زمن الأب
إلى
صفقة وصفاقة في زمن الإبن ..!.(1)
د.نصر
حسن
بات واضحا ً للحميع
النهج المنحرف الذي يتعامل معه
بشار أسد والنظام في سورية مع
احتلال هضبة الجولان من قبل"
إسرائيل " ,هضبة الجولان التي
تشكل جزءا ً من أرض وشعب سورية ,تخاذل
الأب في الدفاع عنها وسلمها
صيدا ً ثمينا ً واستراتيجيا
ًإلى "إسرائيل" في مصيبة
حزيران عام 1967بمايشبه ثمنا ً
لبقائه في السلطة وتغطية
جرائمه على المستويين
الداخلي والعربي , وأصبحت
الجولان رهينة منسية في عهد
الأب تنتظربدء قطار الإستسلام
الشامل الذي يقوده النظام
السوري بالتحرك في اللحظة
المناسبة لمصلحة " إسرائيل
" أولا ً وأخيرا ً, وتم ضبط
جبهة الجولان بشكل غريب
وإقفالها وغلقها أمام المقاومة
وعزلها سوريا ًعن معادلة الصراع
العربي الإسرائيلي , وضمنا
ًوواقعا ًأصبحت جزءا ً لايتجزأ
من " إسرائيل " وهذا يعرفه
ويعترف به النظام قديمه وجديده,
عبرعنه صمت القبورالذي طبع
الجولان لأربعين عاما ً,
والنظام الجديد القديم الذي
يمثله بشار أسد مابرح يملأ
الدنيا صخبا ً وصياحا ً ليل
نهارمن شحن وتحريض المقاومة
وترداد شعارات التصدي وكأنه
أصابه الشلل والخرس والعمى
والطرش , يبحث عن بديل متكلم
ومقاوم يقوم نيابة ًعنه بالجهر
والمطالبة بحق أضاعه وربما باعه
وقبض ثمنه منذ وقت طويل...!.
ولعل موقف النظام
السوري سابقا ً من هضبة الجولان
هو من الوضوح مايثبت أنه ليس في
معرض التفكير في إدراجها على
جدول أعماله السياسي والوطني ,لا
على المستوى الداخلي السوري
ومايعنيه من التهيئة والتعبئة
على المستوى الوطني العسكري
والشعبي لعملية استرجاع
الجولان وبأي طريق من الطرق ,
ولاعلى المستوى العربي والدولي
بحشد التأييد والدعم والبقاء
على الجولان مطروحة بقوة بما
يوحي بأنه حريص على المطالبة
بها وجعلها في سلم أولوياته
الوطنية على كافة المستويات .
والمعروف أن خطاب
النظام السوري ولفترة طويلة قد
غاب عنه إحضار الجولان في
الذاكرة السياسية للنظام
واقتصرالأمر على المطالبة
الكلامية الخجولة بين مناسبة
وأخرى امتصاصا ً للكثير من
الأسئلة المطروحة على الساحة
السورية الداخلية , والتفافا ً
على أي مطلب شعبي بالمطالبة
بتحرير الجولان وبما يتوافق
مع الموقف الإسرائيلي وينسجم
معه بل ويرضيه ويصب بالمحصلة في
مصلحته , وأصبح السوريين في هضبة
الجولان ليسوا تحت الإحتلال
بقدر ماهم جزءا ً من دولة "
إسرائيل" ...!.
- الآن مطلوب
توقف عند خطاب "بشار أسد"
وأبواقه حول الجولان والإحتلال
والتصدي والمقاومة والتحرير ..وقت
إمتحان صدق المواقف والجدارة
بالمسؤولية !.
معروف أنه لاأحد في
سورية أوفي الوطن العربي أوفي
العالم يعتقد بقدرة النظام في
سورية على الصدق في موقفه
بالقول وليس بالفعل , لأن
الكلام الذي هو في حقيقته هذيان
أو قريبه هو الشيء الوحيد الذي
يجيده ويتمكن على فعله النظام,أما
الصدق والفعل الوطني فهو ليس من
صفاته وليس من مفرداته ولا من
توجهاته .
ولاأحد في سورية
ومن أبواق النظام على وجه
التحديد يظن مجرد الظن في أن
خطابات "الرئيس بشار "
الخشبية حينا ًوالنارية حينا
ًآخر والغوغائية في معظم
الأحيان والتي ركبت موجة
المقاومة سواء ً في فلسطين أو
العراق وأخيرا ً في لبنان
باستثناء سورية طبعا ً لأن "قادتها
وحماتها " معنيين بالتفلسف
والتنظير وليسوا معنيين
بالمقاومة والتحرير, وأن هذا
الخطاب" القعقاعي " هو
تناغم مع خطاب المرحلة "
الإرهابية " وإشارة موجهة إلى
" إسرائيل " ومن يحالفها
ويصب في مصلحتهم الآنية
والإستراتيجية , باختصار هو فعل
تشويش على المقاومة وتهويش لها
ودفعها إلى الإنتحار على عتبات
بقاء النظام,وتهميش الشعب ومنعه
من التفاعل مع المقاومة الشرعية
والمشروعة للإحتلال وإسترجاع
الحقوق التي أصبحت من المنسيات
في تفكير وسلوك النظام في سورية
ورئيسه على وجه التحديد ,الذي
أصبح رمزا ً صاخبا ً للعجز
والتسول والصفقات وهذا معروف
تؤكده مسيرة طويلة مليئة
بالأفعال المشينة وخالية تماما
ً من أي فعل له صلة بالمقاومة
وتحرير الجولان وصيانة الكرامة
الوطنية .
والملفت للنظر في
الفترة التي سبقت العدوان
الإسرائيلي الهمجي على لبنان هو
حالة الإطمئنان الوهمية التي
يعيشها رئيس النظام في خضم هذه
الأحداث الخطيرة التي تجري في
المنطقة والمتواترة شدة ًوسوءا
ً وكأن النظام في سورية يعيش
خارج مساحة هذه المنطقة
الملتهبة من كل الجهات ....!.
ولعل ذلة العقل
واللسان في بعض خطاباته
وتصريحاته الأخيرة وبالذات بعد
توقيع معاهدة الدفاع المشترك مع
إيران والتي تمثل مصلحة إيران
قبل كل شيء ولأول مرة نظريا ً
تخرج سورية من دائرة الدفاع
العربي والوعاء العربي إلى
الوعاء الخارجي ,ولأول مرة يتم
توسيع دائرة الصراع بهذا الشكل
والتي نتج عنه
إعطائها ممرا ً إقليميا ً
لساحة الصراع العربي
الإسرائيلي ,و بذلك نقل الصراع
من مستواه الإستراتيجي بين
العرب و"إسرائيل " إلى صراع
بين الإستراتيجية الفارسية
والدولية على أرض العرب ودماء
العرب ومصلحة العرب في حالة شبه
تامة من الغياب لأي تأثير عربي
رسمي في مسار الأحداث .
وأصبح النظام
السوري مرتبط عضويا ً
بالإستراتيجيتين على أرضية كون
العرب والمقاومة العربية في
فلسطين ولبنان أدوات بيد النظام
السوري وشركاؤه الإقليميين في
لعبة تدمير المنطقة وتفكيكها ,
هنا يكمن كل دورالنظام السوري
وهنا أيضا ً تتقاطع المسارات
كلها لخدمة تفكيك المنطقة
العربية لتصب في مصلحة بناء
النظام الدولي الجديد وفي
المقدمة منه بناء الشرق أوسط
الجديد , وماتشهده الساحة
اللبنانية من موت ودماروتحطيم
هو بعضا ً من الذي تحمله الأيام
القادمة وكله يصب في مصلحة
البناء الجديد ...!.
وأخيرا ًً إن موقف
النظام السوري من العدوان
الإسرائيلي على لبنان والمستمر
بهذه الهمجية وعلى مرمى حجر من
دمشق ,هو في حقيقته أكثر من
تأييد بل يصل إلى مستوى
المشاركة الفعلية واللقاء
التام في الموقف من لبنان
والحقد عليه وتدميره على رؤوس
المقاومة والشعب اللبناني من
شماله إلى جنوبه ومن جدار
الحدود اللبنانية السورية برا ً
إلى بوارج الإحتلال بحرا ً وهذا
كلام قيل سابقا ًتهديدا ً
للشهداء وبعض الأحياء من رموز
الحركة الوطنية في لبنان ...
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|