ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 26/07/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الإخوان المسلمون

وأزمة اختلاف الرؤية بين قطر وآخر

الطاهر إبراهيم*

لا يكاد المراقب  يجد فروقا فكرية جوهرية بين تنظيم وآخر من تنظيمات جماعة الإخوان المسلمين في الأقطار العربية، وما هو ملاحظ لا يعدو اختلافات في الشكل لا في الجوهر. ويعزو الإخوان المسلمون هذا التطابق ،حتى في شكل الهرم التنظيمي، إلى التأثير العميق الذي تركه -في نفوس أتباعه- المؤسس الأول الشيخ "حسن البنا" الذي أطلق هذه الجماعة وسماها الإخوان المسلمين في مدينة "الإسماعيلية" في مصر عام 1928 .

وقد تُرِك لكل تنظيم من تنظيمات الأقطار العربية أن يصوغ سياساته تجاه أنظمة الحكم بما يراه التنظيم مناسبا له وبما يكون مكافئا لموقف الحكومة من التنظيم في كل قطر على حدة.  وعندما تعرض التنظيم الأم لجماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى ملاحقات شنتها عليه أجهزة نظام عبد الناصر في عام 1954 ،مستهدفة إنهاء وجود التنظيم في مصر، وقف الإخوان المسلمون في الأقطار العربية وقفة رجل واحد في دعم إخوانهم في مصر وبذلوا أموالهم للتخفيف عن أسر المعتقلين منهم. كما حاولت بعض التنظيمات توسيط حكوماتها في سبيل التخفيف عن الإخوان في مصر، ولكن تأثيرها كان ضعيفا في هذا السبيل.

لا بد أن ننوه بأن حرب فلسطين عام 1948 كان لها أكبر الأثر في صوغ موقف الإخوان المسلمون من القضايا العربية الكبرى مثل قضية فلسطين. فقد دخلت تنظيمات الإخوان إلى فلسطين للدفاع عنها ضد الاجتياح الصهيوني كان أبرزَها الإخوان المسلمين في كل من مصر وسورية والعراق، ومن الأردن أيضا، التي كانت تسمى إمارة شرق الأردن. وكادت هذه التنظيمات أن تقلب المعادلة لولا تدخل بعض الأنظمة واعتقال المقاومين كما حصل في مصر من قبل النظام الملكي البائد. في هذا المجال يذكر الجهد الفعال الذي بذله مجاهدو الإخوان المسلمين لإبقاء القدس في أيدي العرب، وكان يقودهم زعماء كبار من الإخوان مثل الشيخ "مصطفى السباعي" رحمه الله تعالى.

وقد فتحت معركة فلسطين عيون أنظمة الحكم على الخطر الذي يمثله الإخوان المسلمون عليها. كما فتحت عيون الإخوان على قضية هامة وهي اتساع الشقة بينها وبين الأنظمة. وقد اختلفت سياسة هذه التنظيمات تبعا لعلاقتها مع الحكومة في كل قطر على حدة.

وكانت سورية هي مركز الهزة الثانية –بعد مصر عام 1954- التي تعرض لها الإخوان المسلمون في الأقطار العربية. وكما كان الحال في مصر، فقد اعتقل عشرات الآلاف من الإخوان في سورية وهرب أكثر من مئة ألف منهم إلى أقطار مجاورة، وإلى أوروبا وإلى

أمريكا. وفي مواجهة الحال فقد قام إخوان الأقطار المجاورة بفتح بيوتهم وجيوبهم لمواساة الإخوان السوريين المهجرين ولإعالة أسر المعتقلين. وكان الإخوان المسلمون في الأردن أبرزَ الذين استوعبوا مهجري الإخوان السوريين، بسبب الجوار القريب وسهولة الوصول، حيث كان السوري يعبر ببطاقة هويته إلى الأردن.

وبسبب الخصومة بين نظامي حزب البعث في بغداد ودمشق، فقد فتح العراق حدوده لمن يعبر إليه من السوريين، وأمن لهم بعض الخدمات الضرورية. ومع أن قيادة إخوان سورية حاولت فتح باب الحوار مع جمهورية إيران الإسلامية اعتمادا على شعارات رفعتها لنصرة المظلومين في العالم الإسلامي إلاأن إيران فشلت في وضع شعاراتها موضع التطبيق. ومع أن محاولة الإخوان جاءت قبل الحرب العراقية الإيرانية، لكن التعاطف المذهبي بين ملالي إيران والنظام السوري شكل حاجزا دون قبول وجهة نظر الإخوان المسلمين، وبقيت إيران البلدَ الوحيدَ المحرمَ عليهم دخولُه أثناء الصراع مع النظام السوري وحتى الآن.

كانت نقطة الافتراق الأولى بين تنظيمي الإخوان المسلمين في كل من سورية والأردن هي نظرة كل تنظيم إلى نظام صدام حسين. فقد كان تعايش إخوان سورية مع النظام العراقي وما كان يقدمه لهم من تسهيلات كتنظيم هو الرد الطبيعي في مقابل وقوف النظام السوري مع إيران في حربها ضد العراق. وقد احتضن العراق التحالف الذي شكله معارضون لنظام الحكم السوري شكل الإخوان عموده الفقري إلى جانب بعثيين سوريين منشقين وناصريين وتنظيمات أخرى وجدت في النظام العراقي مناصرا قويا لها. غير أن الإخوان المسلمين الأردنيين في ذلك الوقت كان لهم رأي آخر تجاه النظام العراقي، لكنهم سكتوا على مضض عن موقف إخوانهم السوريين بسبب حاجتهم للإقامة فوق الأراضي العراقية.

وكان من عجيب هذه العلاقة المثيرة للجدل أن موقف إخوان الأردن قد تغير بزاوية 180 درجة مع بدء التهديد الأمريكي للنظام العراقي بعد اجتياحه للكويت يوم 2 آب "أغسطس" عام 1990 . فشهدنا مسيرات ومظاهرات عمت القطر الأردني، دعما للعراق في مواجهة الاستهداف الأمريكي الذي قاد تحالفا دوليا لإرغام صدام حسين على الانسحاب من الكويت .وكان الأخوان الأردنيون في مقدمة الأحزاب الأردنية في دعمها للعراق.

ومع محاولة إخوان الأردن أن يقوموا بوساطة مع النظام السوري لتسهيل عودة المهجرين من الإخوان إلى سورية، ومن دون أن يسجلوا أي تقدم في هذا المشأن، فقد استطاع النظام السوري أن يسجل عدة نقاط لحسابه من خلال هذه العلاقة المشتبهة، لا المشبوهة، بعد أن

اتخذ من حزب جبهة العمل الإسلامي جوازَ مرور إلى أحزاب إسلامية وعربية كان النظام مرفوضا من قبلها. كما حاول النظام السوري أن يفتح علاقة له مع باقي تنظيمات الإخوان المسلمين في الأقطار العربية، مستغلا سماحه بوجود مكتب لحركة "حماس" في دمشق. ما لم يستطعْه النظام السوري، كان فتح علاقة ما مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بسبب رفض مكتب الإرشاد في مصر لهكذا علاقة مع بقاء القانون 49 لعام 1980ساري المفعول ، الذي يحكم بالإعدام على مجرد الانتماء لتنظيم الإخوان المسلمين السوريين، وهم مكوّن أساسي في التنظيم الدولي، ومراقبهم العام "البيانوني"عضو فعال في مكتب الإرشاد.

ولا نذيع سرا إذا قلنا: إن الإخوان المسلمين السوريين كانوا غير مرتاحين لمشاركة بعض أعضاء "جبهة العمل الإسلامي" في عدة مؤتمرات عقدت في دمشق في ظل سريان القانون 49 أعلاه. ويعتقد بعض المطلعين أن قواعد الإخوان المسلمين في الأردن عاقبت قيادات إخوانية كان لهادور في توطيد العلاقة مع النظام السوري وأسقطتها في الانتخابات الأخيرة ،ما حرمها من العودة إلى مراكزها القيادية في الجبهة.

ونحن إذ نسجل هذه العلاقة المشتبكة بين تنظيمات الإخوان المسلمين بين قطر وآخر، إلا أننا نعتبرها علاقة صحية ليس فيها رفض للآخر الخارجي أو انغلاق على المكون الداخلي ، لنعجب من العلاقة الوطيدة التي ربطت النظام السوري وحزب الله، لكنها لم تدفع الحزب ليدخل في وساطة –وهو قادر على ذلك دون أدنى ريب- بين النظام والإخوان المسلمين، وإنهاء هذا التورم السرطاني بين الطرفين بما يعود على سورية جميعا ،نظاما ومعارضة وشعبا، بالسلم الوطني. ونعتقد جازمين أن الشيخ "حسن نصر الله" كان يدرك أن الاشتباك السياسي بين الطرفين ما لم ينتهي بصورة سلمية، لابد أن ينتهي بزوال أحد الطرفين. ولقد كانت هذه القضية تشكل نقطة سوداء في سجل نصر الله تجاه أهل السنة وهو الداعية الذي رفع عاليا الرغبة في مقاتلة إسرائيل تحت راية إسلامية.

قارن أيها القارئ الكريم هذا الموقف السلبي من "نصر الله" مع مواقف القيادات الإسلامية في الأردن حيث قادت جبهة العمل الإسلامي في الأردن مؤخرا المظاهرات التي نددت بالحرب الشرسة الصهيونية ضد لبنان وعناصر حزب الله. وكلنا شاهد "محمد مهدي عاكف" المرشد العام لجماعة الإخوان في مصر، الذي قاد تظاهرة حاشدة وألقى فيها كلمة ندد فيها بالتخاذل العربي عن نصرة لبنان. ولم يتأخر الإخوان المسلمون السوريون في إصدار بيان دعا إلى نصرة لبنان في وجه الحرب الصهيونية المجرمة.

ما أردت أن أقوله أن تحالفات الأحزاب والجماعات مع الأنظمة ،ما لم يأخذ بعين الاعتبار ما يرفعه من شعارات، فإن هذه التحالفات سوف تنتهي عندما تجد الأنظمة أن علاقتها معها تنتهي عندما تبدأ مصالح الأنظمة بعيدا عن هذه العلاقة.

*كاتب سوري    

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ