وقفة
مع الوزير "المعلم"
دكتور
عثمان قدري مكانسي
في حديث إلى صحيفة "
ريبوبليكا " الإيطالية نشرت
يوم الأربعاء 26- 07-2006 تصريحاً
لوليد المعلم وزير خارجية
النظام السوري ، يقول فيه :إن
سورية مستعدة للتعاون بحثاً عن
حل أزمة لبنان في حال " التوصل
إلى وقف لإطلاق النار وتبادل
أسرى " .
وقال الوزير المعلم : " إننا
مستعدون للتدخل من أجل القيام
بدور إيجابي . ونطلب أن تضغط
الولايات المتحدة على إسرائيل
لكي توافق على وقف إطلاق النار
وتبادل أسرى
" .
ونفى المعلم أن تكون دمشق
زودت حزب الله الشيعي بالسلاح ،
كما أن السلاح الإيراني لا يمرر
بواسطة سورية .
نهمس في أذن المعلم : منذ ُ كمْ
وأنتم تسيـّرون الحكم في لبنان
؟ فهل حللتم أزمته أو زدتم الطين
بلة؟! لقد كان لبنان يئن تحت
وطأة حكم المخابرات السورية ،
وكنتم تغتصبون حريته وكرامته
واقتصاده حتى نفد الصبر وضاقت
الحِلـَق ، فلما خرج النظام
السوري من الباب غير مأسوف عليه
يريد أن يعود من النافذة ؟!
اكفوه شروركم أيها المفسدون في
الأرض ودعوه يرتب أمره بعيداً
عن تدخـّلاتكم
، وارحموه منها
. بل إن المضحك المبكي أن
المعلم يريد أن يبحث عن حل لأزمة
لبنان في حال التوصل إلى وقف
إطلاق النار وتبادل أسرى . وهنا
أقول :
ما جدوى التدخل إذا انتهى
القتال وتبادل الطرفان الأسرى ؟
أم يريد النظام كعادته أن يقطف
الثمار بعد أن تنضج دون أن يتعب
نفسه لينسب إلى نفسه النصر
والظفر ،واللبنانيون هم
الضحايا ؟!
وتأمل معي كلمة " أسرى "
غير معرفة بأل . وهذا يؤكد أن
العملية كلها التي تجري على
الأرض يفهمها النظام بل يريدها
تكتيكية ليس غير . أما أن تُحل
أزمة الأسرى الفلسطينيين
والأسرى اللبنانيين فهذا ليس في
دائرة اهتمام النظام الوطني
جداً جداً!
وإذا كان النظام حريصاً على
الأسرى اللبنانيين في السجون
الإسرائيلية فإننا نقول له :
وكيف حال الأسرى اللبنانيين
المغيبين في سجونك ، هذا
بالإضافة إلى الأسرى السوريين
بخاصة والعرب بعامة الذين ذاقوا
الأمرّيـْن بل المرار كله أكثر
من عقدين عذاباً وقتلاً
وتشويهاً ؟!
والوزير يعلن أن النظام مستعد
أن يتدخل من أجل القيام بدور "
إيجابي " . ونقول له : إنّ
نظاماً كله مساوئ وسلبيات منذ
أن وجد لن يستطيع أن يغيّر جلده
، فقد قيل للسيئ " كن مليحاً
" قال : " لا أحب أن يكون لي
اسمان " . ولعله يريد أن سكون
إيجابيا مرة أخرى مع أسياده
الذين أعطوه ضوءاً أخضر لدخول
لبنان ، فلما زكمتهم رائحته
النتنة أخرجوه بطريقة مخزية من
جنته ليؤدبوه
، فهو نادم يعلن توبته ويجدد
العهد أن يكون خادماً لأسياده
مطيعاً هذه المرة ، و يتشوّف ان
يعود إلى لبنان ليثبت حسن
الولاء لهم .
ولأنه جبار على شعبه فهو ضعيف
أمام غيره جبان مهزوم – الحاكم
قوي بشعبه ضعيف دونه- يستعين
بأمريكا على إسرائيل ويطلب منها
– أمريكا - أن تضغط على إسرائيل
لكي توافق على وقف إطلاق النار ..
فمرحى لهذا النظام مرحى .. لقد
أثبت أنه وإن ملك جيشاً فإنه لا
يستطيع أن يحارب به بل لا يريد
ذلك ، ومن ثـَمَ يستعين
بميليشيات تدرأ عنه قوة العدو
وبأسه ! .
والمعروف أن الطفل إذا كسر
كأساً أو خرّب شيئاً أنكره وقال
: هو انكسر ، وخرّب نفسه بنفسه .
وهكذا النظام السوري يرسل المدد
إلى حزب الله أو هو الواسطة إلى
ذلك ثم ينفيه . فلنسألْه : كيف
يصل السلاح إلى حزب الله ؟ أعن
طريق مطار بيروت؟ أو عن طريق
البحر الذي تحوط شاطئَه البوارج
الإسرائيلية ، فتمنع العصفور أن
يدخل إلا موسوماً بموافقتها ؟
أم عن طريق الأرض الفلسطينية
المحتلة نفسها ؟ ! وأظن أن
النظام الوطني القومي ! يفخر أن
يكون إمداد المقاتلين عن طريقه
، ويسعد لذلك . وأين الخطأ في أن
يكون النظام الشريف جداً!
داعماً للمقاتلين الذين يذودون
عن بلادهم غائلة الأعداء ؟! ... إن
النظام السوري يخشى أن يوصف
بالوطنية إذا كلن هذا الوصف
يقزّمه أمام السيد المطاع –
أمريكا والغرب – لأن النظام
يلعب على حبال واهية ستنقطع به
عاجلاً مهما كان بهلوانياً .
بقيت كلمة أخيرة في هذه
العجالة . فالمعلم يؤكد أن حزب
الله لن ينهزم على الصعيد
العسكري أمام إسرائيل لأنه يمثل
ثلث سكان لبنان .. وأصوب هذه
المقولة الجاهلية ، فقد قال بعض
ضعفاء الإيمان " لن نُغلب
اليوم عن قلة ، فلم يفلحوا . إن
النصر يحتاج إلى إيمان وتعلق
بمنزّل الصبر – الله – شاء من
شاء ، وأبى من أبى . وسينتصر
اللبنانيون لأنهم أصحاب حق
ولأنهم ينطلقون عن إيمان بالله
وابتغاء مرضاته ، ولصبرهم على
لقاء العدو ، ليس لأنهم يمثلون
ثلث لبنان . " كم من فئة قليلة
غلبت فئة كثيرة بإذن الله
، والله مع الصابرين " .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|