الـوعـد
الصـادق
بدرالدين
حسن قربي
حسناً
فعل حزب الله عندما وافق سماحة
السيد/ حسن نصرالله على ان تتسلم
الحكومة اللبنانية المفاوضات
وترعاها لإجراء تبادل بين
المعتقلين والأسرى والجنديين
الإسرائيليين الأسيرين وتمارس
سيادتها في هذا الأمر المهم
والخطير.
ولئن
جاءت هذه الموافقة متأخرةً،
وبعد الدمار والهجمات
الإسرائلية الوحشية ( 350 قتيلاً
من الجانب اللبناني، 37 قتيلاً
من الجانب الإسرائيلي فضلاً عن
الدمار الشامل الذي عمّ أغلب
مرافق لبنان حتى تاريخه، وترتبت
على ماسمي بالوعد الصادق) فهو
خير وأبقى، لأنه
لايصح في النهاية إلا الصحيح.
ولئن
كان سماحة السيد/ حسن نصرالله قد
قام بدور سابق ومشرّف في هذا
المجال، فكفّى فيه ووفّى وزيادة.
فحقق مبادلاتٍ على مئات الأسرى
مما يُحسب في رصيد إنجازاته
لتحرير أسرى ومعتقلين لبنانيين
وعربٍ لدى " يهود " ،
ومبادلتهم ببعضٍ من رفات يهود
أو أسير. وكانت الزيادة وعداً
سمي فيما بعد بالوعد الصادق،
ودفع لبنان أرضاً وشعباً الثمن
غالياً غالياً وفاءً بوعد سماحة
السيد كمواطنٍ ومقاوم لبناني ذي
نخوةٍ وحمية. مواطن لبناني
وَعَدَ فكان ماكان من ثمن
الوفاء تدميراً وهمجيةً
ووحشيةً في جانب، وثباتاً
ومقاومةً وصموداً وكبرياءً في
الجانب الآخر. تُرى
لو كان الوعد من الرئيس
اللبناني نفسه أوغيره من
الرؤساء، فهل كان الثمن والرد
سيكون على الصورة التي رأينا!!؟
والشيء
بالشيء يذّكر، فإن عدد الأسرى
العرب عدا الفلسطينين في السجون
والمعتقلات الإسرائيلية على
الشكل التالي:
عددالأسرى
الأردنيين: 35، عدد الأسرى
السوريين: 13،
عدد الأسرى اللبنانين: 1،
عدد الأسرى السعوديين: 1
أما
عدد الأسرى والمعتقلين العرب
عدا الفلسطينيين في السجون
السـورية فلا توجد إحصائيات ولا
جهات محايدة تفيد أو تنفع في هذا
المجال لاعتباراتٍ وأسبابٍ
شتى، ولكن مايمكن قوله تحقيقاً
أن هنالك المئات في تلكم
الزنازين والمعتقلات.
فاللبنانييون وحدهم يزعمون أن
أسراهم ومعتقليهم بالمئات،
وكذلك الفلسطينيون والأردنيون.
ولطالما
أن أمر الأسرى وقضيتهم
ومبادلتهم باتت في يد الحكومة
اللبنانية، فإننا نقترح على
الحكومة اللبنانية – ولاسيما
أن الأمر في منتهاه سيُعَالَج
كجزءٍ من تسوية في المنطقة أو
حلٍ كبيرٍ لعدد من القضايا ذات
الصلة – أن تربط إطلاق سراح
الأسرى اللبنانيين في سـورية مع
هذه التسوية من خلال المؤتمر
الدولي المزمع عقده في روما بعد
يومين ولاسيما أن قضية الأسرى
ستكون الفقرة التالية لوقف
إطلاق النار بين حزب الله
وإسرائيل. وسيما أن ماقامت به
المقاومة اللبنانية نخوةً
ومروءةً وما تحملته من دمار
وتخريب لن يقابله لبنانياً سوى
إطلاق سراح لبنانيٍ واحدٍ مع
الآخرين من الأسرى العرب في أقل
الأحوال فيما نظن، فليكن إطلاق
أسرى لبنان من السجون السورية
تعويضاً ومقابلاً عن إطلاق
الأسرى السوريين لدى إسرائيل،
ومن ثمّ إغلاق هذا الملف
الإنساني الذي يرفض النظام
السوري إغلاقه كغيره من الملفات
العالقة كترسيم الحدود
والاعتراف الرسمي بالدولة
اللبنانية وتبادل التمثيل معها.
نحن
نعلم يقيناً أن ليس لدى الدولة
اللبنانية أسرى سوريين أحياءً
أوأمواتاً لتبادل عليهم، ولكن
الأمل كبير وكبير جداً أن
يُوجِدوا طريقةً أو آليةً في
هذا المضمار لمعالجة قضية
الأسرى - التي وُضعت أمانةً بين
يدي الحكومة - في المؤتمر الدولي
كرزمة كاملة. ولئن جاء الأمر على
غير ذلك أو رفضت سـورية لسوف
يكون – حقيقةً – أمراً مخجلاً
وبكل المقاييس.
يعني نستطيع أن نحقق
انجازاً بل انجازاتٍ على صعيد
مبادلة الأسرى والمعتقلين عند
اليهود ونكون عاجزين أو معجّزين
عن فعل مثلها أو أقل عند
السوريين.
وَعَدَ
السيد/ حسن نصرالله ووفّى. فقال
سماحته عن وعده (الوعد الصادق)،
وقال الناس عنه ماقالوا. فقال
الخليجيون: كانت مغامرة. فصحح
بعض العروبيين والقومجيين
الثوريين وقالوا: نعم !! كانت
مغامرة. ولكنها كانت مغامرةً
محسوبةً، ثمّ أنتم – ياأيها
الخليجييون – تشترون السلاح
والعتاد والطائرات بالمليارات،
فمن ستحاربون أو تقاتلون!!؟ أجاب
الخليجيون: نحن أهل سلمٍ وسلام،
ونشتري مما لابد منه حفظاً
لأنفسنا، ولا نريد حرباً ولا
قتالاً - إن استطعنا- مع أحدٍ حتى
لو كان من اللئام. ولكن قولوا
لنا عن أنفسكم تريدون منّا 150
مليار دولار دعماً لصمودكم
وقتالكم وحربكم ومقاومتكم، وقد
عجزتم - بما قدمْنا ودَعمْنا من
مليارات الدولارات - أن يكون لكم
مقاومة كمقاومة جاركم وهو أقل
منكم مالاً
وعدداًً وأضعف جنداً، لقد شبعنا
من صمودكم ومقاومتكم وشعاراتكم
وخطبكم، فلو أردتم المقاومة
والتحرير لأعددتم للأمر عدته
ولكن...!!
عقّب
المقهورون الصامتون من عموم
الجماهير، وصاحوا: ياأيها
القومجيون وياأيها العروبيون!!
لماذا لاتحسبون كما حَسَبُوا،
وتقاومون كما قاموا، وتغامرون
كما غامروا؟ فقالوا: الويل لكم
الويل..!!! نحن نفهكم ونعرفكم،
تريدون توريطنا والخلاص منا!!؟ (ده
بعدكم) فنحن على صدوركم باقون،
واقتراحكم علينا بالمقاومة في
كل أحواله هو مقامرة، وأمنيتكم
علينا بالمغامرة(محسوبة أو غير
محسوبة) هي مؤامرة. ونحن (عارفين
كويس) من أين تؤكل الكتف ونعرف(البازارات)
والمتاجرة. وحياة (اللي) خلقكم (نحنا
عارفين كويس) قيمة كراسينا، كيف
تثبت وكيف تزول، وبشعاراتنا
ومزاوادتنا كيف ننازل ونصول،
وبخطاباتنا كيف نلف ونجول، و(عارفينو
كويس لأنّو) شعبنا (ونحنا منّو)،
وربيناه على الكذب والدجل والذل
والقهر والمرمطة، والتشبيح
والهبش والمرمرة، وأمورنا كلها
ماشية مناورة بمناورة.
تحيةً
من أعماق أعماق قلوبنا إلى كل
المقاومين على ثغور الوطن
وحدوده، يقدمون حياتهم رخيصةً،
ويكتبون بدمهم على سفوح لبنان
وشعابه ووديانه وهضابه – حقاً
وحقيقةً – أن لبنان الله حاميه
رغم كيد الكائدين ومكر الماكرين
وحقد الحاقدين، وشعارهم: سيبقى
لبنان، سيبقى لبنان، سيبقى
لبنان.
الذل
والعار لمن يتاجر بالمقاومة
والمقاومين، ويبيع ويشتري
بالوطن والمواطنين، وهو عن
تحرير أرضه من الغافلين.
الحرية
والحياة الكريمة العزيرة
لأسيرنا/ سمير قنطار ومن معه في
سجون العدو الإسرائيلي من
المقاومين الأعزاء بمطالبهم
وطموحاتهم وآمالهم وأهدافهم
وحبهم لوطنهم.
الحرية
والكرامة لكل قناطيرنا في سجون
الشقيق ممن حالهم أسوأ ممن هم في
سجون العدو، فلا نعرف عنهم
شيئاً ولم نسمع عنهم خبراً، وهم
في ظلمات زنازين الشقيق
مُغَيّبون.
الحرية
والمجد والفخار لكل (القناطير
المقنطرة) من أشراف الأمة
وأطهار الوطن المقاومين
لأعدائه، والصامدين في سجون
الأنظمة والطغاة والجلادين،
يرفضون الذل والهوان، ويأبون
الاستزلام والخنوع لقيم القمع
والاستبداد والفساد.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|