ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 06/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

أسود الصمود والتصدي

أبو عمر الأسدستاني

الصمود والتصدي ... كلمتان اجترهما النظام وأبواقه ليل نهار على امتداد سنين حكمه واستخدمهما كذريعة لتمديد العمل بحالة الطوارئ إلى أجل غير مسمى وللإلصاق تهمة التآمر ووهن عزيمة الأمة على من يشاء , وأيضاًً لإسكات الأصوات المعارضة التي تطالب بالتعددية والديمقراطية بحجة أن الوقت غير مناسب للحديث عن أي تغيير وبلدنا إما في حالة (صمود) في وجه الإملاءات والضغوطات الخارجية أو(تصدي) للهجمات الصهيونية والمؤامرات الامبريالية .

واستطاع المواطنون طوال هذه الفترة التأقلم مع (الصمود والتصدي) بأن تجاهلوا وتجنبوا عن عمد أي حديث عن هاتين الكلمتين من قريب أو بعيد كي لا يتذكروا الأسود والمهرجين وجوقاتهم وموشحاتهم فأصبحنا نقول مثلاً لدى مشاهدتنا مباراة بكرة القدم أفلح الدفاع في الوقوف أمام هجوم الخصم عوضاً عن (صمد) الدفاع أمام هجوم الخصم وأيضاً نجح حارس المرمى في إبعاد الكرة عوضاً عن (تصدى) حارس المرمى للكرة .. ولكن الآن ونظراً للعدوان الإسرائيلي الهمجي على لبنان و للمجازر المروعة التي ترتكب بحق المدنيين العُزّل وما نراه من دمار هائل في الأبنية والجسور والمرافق والممتلكات مع كل ما يحز في النفس والكرامة والرجولة لرؤية جثث الأطفال والشيوخ والنساء بين أنقاض بيوتهم المهدمة فوق رؤوسهم أصبح ضرورياً أن نسأل أسود السيرك هل أنتم جاهزون فعلاً للصمود والتصدي أم أن شعاركم الخالد هو من أساسه هراء في هراء؟  فمهرج الإعلام هدد منذ مدة قريبة بأنكم لن تقفوا مكتوفي الأيدي في حال اقتربت إسرائيل من الحدود السورية (صفقة طلائعية للثوار والمناضلين) أمن المعقول أن تكون النخوة قد تحركت فيكم أخيراً ؟ أو مللتم من الفرجة على المذبحة البشعة في لبنان بينما تبحث عقولكم أو (دهائكم السياسي) عن مكاسب ما بعد الحرب لترسيخ نظامكم وتوريثه جيلاً بعد جيل وأسداً بعد أسد إلى يوم الدين.

بداية لن أطالبكم بالتدخل العسكري لنصرة شعب لبنان أو إيصال المعونات الإنسانية المحمية بقوة السلاح للمتضررين من العدوان لأنني أعرف تماماً من أنتم وما هو حجمكم ولكن ما أريد سؤاله لأسود السيرك والمهرجين ,هل هيئتم أنفسكم وشعبكم وجيشكم للحرب قبل النهيق بشعارات الصمود والتصدي ؟؟ أم ركنتم واكتفيتم بقوة وفاعلية شعاركم (سوريا الله حاميها) لإسقاط الطائرات الإسرائيلية إذا أغارت على سوريا ؟

وسأبدأ بسؤالكم عن الصمود أولاً والسؤال الذي أطرحه على أسود السيرك ومهرجيهم كيف ستصمدون في وجه القصف الإسرائيلي ؟ كيف ستواجهون تدمير مدنكم ؟ كيف ستسعفون الجرحى ؟ كيف ستنتشلون الأحياء والأموات من تحت الأنقاض ؟ ولكي أكون أكثر دقة في الأسئلة سآخذ مثالاً على ذلك مدينة دمشق باعتبارها العاصمة وأكبر المدن وأقربها إلى جبهة القتال وأعود لسؤال أسود السيرك المروضة من جديد كم ملجأ بنيتم منذ استيلائكم على السلطة ورفعكم لشعار الصمود والتصدي حتى الآن باستثناء ملاجئ قصوركم طبعاً ؟ هل جهزتم مشافي دمشق لاستقبال ألاف الإصابات وتقديم الإسعافات اللازمة للمصابين ؟ هل تستطيع فرق الدفاع المدني (إذا افترضنا وجودها في كل الأماكن) بمعداتها البالية والصدئة دخول أكثر من خمسين بالمائة من شوارع دمشق الضيقة وخاصة في أماكن المخالفات لرفع الأنقاض وإسعاف الجرحى ونقل الجثث ونفس الشيء أيضاً ينطبق على سيارات الإطفاء ... ومن الذي سمح أصلاً ببناء هذه الشوارع والأبنية؟ هل جهزتم ما يلزم  لتوزيع المعونات الغذائية على مواطنيكم المدنيين ؟ وإذا كان جوابكم بنعم فكيف تريدونني أن أقتنع بصحة كلامكم إذا كان جيشكم نفسه جائع ؟ ثم أين اللباس؟ أين الخيام؟  أين الماء؟ أين الدواء؟ أين سيارات الإسعاف؟ أين خطة الإخلاء لسكان دمشق ؟ هل تستطيعون حماية الطرق المؤدية لدمشق من القصف إذا رغب مئات الألوف من المواطنين بمغادرتها ؟ ولكي أختم أسئلتي عن الصمود سأطرح عليكم سؤالاً واحداً وحيداً..اذكروا لي أي شيء مهما كان تافهاً فعلتموه من أجل الصمود؟ أي شيء حتى ولو كان تجهيز أحياء دمشق بصفارات الإنذار ؟ إنني أتحداكم أن تثبتوا أنكم أنجزتم أي شيء استعداداً للحرب ولو بنسبة واحد في المائة قياساً لاستعداد إسرائيل ؟ من الواضح للأسف أنكم اكتفيتم فقط بتوسيع حناجركم وصقل حبالكم الصوتية قبل البدء بمعركة النهيق والنعيق ضد (أبناء العم) في إسرائيل .

للتذكير ... أقول للأسود بأننا نملك تجربة سيئة معكم في (الصمود) لدى انهيار سد زيزون إذ ما زلنا نذكر إلى الآن كيف فشلتم في إغاثة المواطنين وإنقاذ المنكوبين وتقديم الإسعافات الأولية وتوفير الطعام والدواء والمسكن  لهم علماً بأن انهيار السد يعد كارثة بسيطة مقارنة بالحرب وعلماً أيضاً أن عدد المتضررين والمحتاجين للمعونات والإغاثة كان محدوداً قياساً لضحايا الحرب ولكنكم كعادتكم حاولتم التكتم على انهيار السد في البداية وبعد افتضاح الأمر بدأتم تنقلون للمتضررين قلق وأسى وتضامن الرئيس والقيادة معهم عوضاً عن نقل الطعام والخيام والبطانيات مما اضطر المنكوبين إلى رفع أيديهم بالدعاء إلى الله وانتظار المعونات الخارجية (والتي سرقتموها فور وصولها) ؟؟؟ 

إذا ً نحن نعرفكم جيداً بأنكم ثلة من اللصوص والقتلة والمرتشين والمزاودين والتافهين والمنافقين والمفسدين وبائعي الأوطان لذلك لا بد أن نسألكم من جديد ماذا أعددتم للصمود والتصدي غير الكذب والشعارات ؟

ولنأت الآن إلى التصدي وهو نكتة مبكية أخرى يطول شرحها.. ولنبدأ بالجيش أولاً باعتباره الجهة المؤهلة والمهيأة للتصدي لأي عدوان خارجي ولنسأل بداية عن معنوياته ..أعتقد أنها عالية جداً بعد أن صار دفع الجزية أو الخوة لضباط الجيش العقائدي من مسلمات ومبادئ الخدمة الإلزامية ناهيك عن المعاملة السيئة والضرب والشتم وإهانة الكرامات دون أن نتطرق لأحوال المجندين الشديدة البؤس من المسكن السيئ إلى الطعام الرديء واللباس البالي الممزق والذي استحق عليه لقب (أبو شحاطة) والمرتب الشهري الهزيل و ما ينجم عنه من ضغط نفسي ومادي هائل على المجند وأهله يحطم عنفوانه وكبريائه ..., أما عن التدريب فحدث ولا حرج إذ من المفترض أن يكون تدريب الجيش العقائدي أعلى بضعفين أو ثلاثة أضعاف على الأقل من جيش إسرائيل لجسر الهوة التقنية بين عتادنا وعتادهم ولكن الواقع يقول والمجلات العسكرية العالمية المتخصصة تقول بأن الجيش الإسرائيلي يتلقى تدريباً أكثر بعشر مرات مما يتلقاه جيشنا أما العتاد فمعروف أنه من مخلفات الستينيات والسبعينيات وبأحسن الأحوال ثمانينيات القرن المنصرم والأنكى من هذا أنه بدون جاهزية قتالية حقيقية بسبب الإهمال والفساد والسرقات وانعدام المحاسبة وحس المسؤولية.

ولعل نقطة الضعف الأسوأ لدى الجيش العقائدي هي الضباط والقادة من الذين لا يفقهون شيئاً في العلوم العسكرية أو في التكتيك الحربي بل جرى اختيارهم للأسف بناءً على انتمائهم الطائفي والحزبي وولائهم للنظام وليس بسبب كفاءتهم أو مهارتهم أو وطنيتهم وهم بدورهم انتسبوا لهذه المؤسسة العسكرية وفي نيتهم أن يرتزقوا على أكتاف المجندين لا أن يخدموا الوطن أو يدافعوا عنه وشغلهم الشاغل فقط هو استغلال الظرف الشاذ الحالي إلى أبعد حد ممكن لجمع أكبر كمية من المال وبأية وسيلة كانت فابتزوا المجندين وسرقوا طعامهم ومخصصاتهم الهزيلة أصلاً وعملوا في التهريب وزراعة الحشيش وتهريب المخدرات ونهبوا بيوت المواطنين وقطعوا أيدي النساء للحصول على الحلي والمجوهرات ومارسوا الضغط والابتزاز على أهالي المعتقلين وارتكبوا العشرات بل المئات من الموبقات الأخرى .. وطبعاً لتغطية جرائمهم وآثامهم أخذوا يتفانون ويحارون في إظهار الطاعة والولاء للنظام ولآل الأسد وهم مستعدون لارتكاب المجازر والفظائع ضد مواطنيهم أو بالأصح ضد العدو الداخلي حفاظاً على النظام الذي يضمن لهم مناصبهم ومكاسبهم ويـُنمي ثرواتهم كما حدث في حلب وحماة وجسر الشغور وسرمدا أما الولاء للوطن والدفاع عنه أو الموت في سبيله ضد العدو الخارجي فلم يسمعوا عنه شيئاً لا من مدربيهم ولا من قادتهم ولا من أسرهم ولا من بيئتهم , ولكي يزداد الطين بلة كما يقال وترتفع معنويات الجيش أكثر فأكثر يجب أن لا ننس دور أجهزة المخابرات بفروعها المتعددة والتي أصبحت تعتقل من يصلي وتسرح من الخدمة من يصوم وتسجن من يقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء وتـنـكل بالضباط المشكوك بولائهم وبصف الضباط والمجندين وأصبح الحديث داخل قطعات الجيش أو إبداء الرأي في أي موضوع حتى ولو كان عسكرياً من الممنوعات والمحرمات وبات همّ الضباط والمجندين درء الشبهات عنهم بزيادة عدد الصور المعلقة على جدرانهم للسلالة الأسدية وبالتدرب على ترديد الشعارات وحفظها وبتلميع البساطير استعداداً لإظهار الولاء بالدبكة في مواسم الأعياد والأفراح القومية لآل الأسد .

من الممكن أن يكون رهان الأسود على الشعب لا على الجيش ؟ إذا كان الأسود يراهنون على شعبهم الجائع والمنهك والمسلوب الإرادة والكرامة (ليقف ويلتف ويصطف) خلف قيادتهم الحكيمة والرشيدة في مواجهة إسرائيل فقد كان حرياً بهم إعادة الاعتبار لأحفاد سلطان باشا الأطرش وحسن الخراط وإبراهيم هنانو وصالح العلي بعد أكثر من أربعة عقود من الظلم والتنكيل والقهر والقتل فكم (قانا) ارتكب هذا النظام المجرم بحق شعبه وكم مدينة دمرها (كبنت جبيل) وكم جثة طفل وجدت مدفونة مع ذويه وانتشلت من تحت الأنقاض حتى أضحى العلم السوري والجيش السوري والرئيس السوري رموزاً للبطش والإرهاب ,  لقد قلت للأسود سابقاً بأن الأرقاء والعبيد لا يقاومون وعبيدكم لن يقاوموا دفاعاً عن مزرعة حافظ الأسد وبشار الأسد وماهر الأسد وبشرى الأسد وشركائهم من آل مخلوف وشاليش وشوكت والأخرس ...وتذكروا واعتبروا بما حل بالمهيب صدام حسين وبأبنائه ومهرجيه .

على الأرجح أن الأسود وضعوا ثقتهم الكاملة في الانتهازيين والوصوليين والساديين والموتورين الطائفيين الحاقدين من جلاوزة الأمن والمخابرات ومخبريهم ليدافعوا عن الوطن , ومن الممكن أيضاً أنهم خططوا لمطاردة الطائرات الإسرائيلية (ببساط الريح) ثم إسقاطها (بعضو الثور) ؟ لا.... أيها الأسود والمهرجين لن تطاردوا ببساط الريح وتسقطوا بعضو الثور غير كرامة ونخوة ورجولة الشرفاء من مواطنيكم وصدقوني هم فقط من يستطيعون الدفاع عن الوطن والموت في سبيله.

أخيراً ولإنصاف أسود السيرك المروضة لا بد من القول بأنهم يعرفون جيداً مقدار حب شعبهم لهم ويعرفون إمكانيات جيشهم العقائدي بعتاده وضباطه وأفراده لأنهم هم أولاً وأخيراً من أوصل الجيش إلى هذا المستوى المزري والمبكي ولذلك لم يجرؤا إلى الآن على (الــمــواء) في وجه إسرائيل فما بالكم (بـالــزئــيــر) .

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ