النظام
السوري يحارب الإرهاب !..
بقلم
: الدكتور محمد بسام يوسف
يبدو أنّ ذكور
النظام السوري، قد خرجوا لتوّهم
من كهف أهل الكهف، ليُتحفونا
بأسطوانتهم العتيقة المشروخة :
إنهم يحاربون الإرهاب منذ
ثلاثين سنة!.. وأهم ما في هذه
النكتة التي تُضحِك من باب : شر
البليّة ما يُضحك .. أنها خير
دليلٍ على أن السلطة الوراثية
المتسلّطة على شعبنا السوريّ ..
ما تزال تفكّر وتعالج الأزمات
بعقلية ستينيات وسبعينيات
القرن الماضي، شديدة التخلّف
والهمجية !..
كل العالَم
القريب والبعيد من حولنا قد
تطوّر وتغيّر .. إلا عقليات
هؤلاء التقدميين !.. الذين لا
يزالون يعيشون هواجس الظروف
التي صنعوها بأيديهم طوال
أربعين عاماً !..
كل الناس من حولهم
نضجوا وتفتّحت عقولهم .. إلا
هؤلاء الشواذ من ذكور الحزب
الواحد القائد الحاكم !..
كل أهل الدنيا من
حولهم بدأوا يبحثون عن طريقٍ
للانفراج والانفتاح والوحدة
الوطنية .. إلا عُتاة الأجهزة
الأمنية السورية، المتسلّط
ذكورها وإناثها على البلاد
والعباد، مع الحاكمين بأمرهم من
واجهات النظام الوراثيّ
التقدّميّ !..
الأجهزة
المستبدّة التي ما تركت وسيلةً
تعتب عليها من وسائل القمع
والاستبداد والتعذيب والسحق
وانتهاك أبسط حقوق الإنسان ..
خرجت أبواقها الجوفاء علينا
فجأةً، لتذكّرنا بفضائحها،
وعوراتها المكشوفة، وسيوفها
الخشبية، وجرائمها الشنيعة،
وفسادها المتأصّل الذي أتى على
الوطن وأهله، وشذوذها
وتخلّفها، وتاريخها الإرهابيّ
المخزي .. ثم لتزعم أنها إنما
كانت تحارب الإرهاب منذ ثلاثين
عاماً !..
نفس اللغة، وذات
اللهجة، ونفس المفردات
المتحجّرة المملّة، منذ أربعين
عاماً .. إنما بممثّلين آخرين،
وأقنعةٍ جديدة، وأدواتٍ حديثة ..
فمن وزارة الإعلام التي أعلن
وزيرها في صيف عام 1979م (إنذار
غورو السوري) ضد الإسلام
والإسلاميين السوريين .. إلى
الإمّعات الذين ورثوا النفاق
والشقاق وسوء الأخلاق أباً عن
جَد .. إلى طرزانات الزيف والخدع
السينمائية على الفضائيات .. إلى
بعض الوزراء من محلّلي الأغاني
وهواة الطرب، الذين أصبحوا
بقدرة قادرٍ : محلّلين سياسيين،
بعد أن كانوا وزراء تشجيع سياحة
العهر وقلة الذوق !.. كل هؤلاء
وأولئك .. كانوا يحاربون الإرهاب
منذ ربع قرنٍ أو يزيد !..
هل حقاً يظن
السفّاحون، من مرتكبي مجازر :
حماة وحلب وحمص واللاذقية وجسر
الشغور وسرمدا وسجن تدمر ..
الذين سفكوا خلالها دماء عشرات
الآلاف من أبناء شعبنا المسحوق
.. هل يظنّ هؤلاء أن المواطن
السوري قد نسي جرائمهم وخزيهم
؟!..
هل يظن هؤلاء
الشواذ، أن ثلاثة أجيالٍ
متعاقبة، من الذين ما يزالون
يعانون من سطوة إرهابهم وفسادهم
وجرائمهم، التي يرتكبونها بحق
جيلٍ جديدٍ كاملٍ .. لمجرّد
حقدهم على جيلٍ معارِضٍ سبقه ..
هل يظنّ هؤلاء المنتهِكون لأبسط
حقوق الإنسان .. أنّ كل أولئك
المظلومين المقهورين يمكن أن
يعذروهم ؟!..
هل يظنّ مغتصبو
السلطة، وأبطال بدعة الجمهورية
الوراثية المغتصَبة .. أنّ
المواطن السوريّ لا يفهم
ألاعيبهم البلهاء ؟!..
ما الذي لم
يرتكبوه، وما الذي لم يقترفوه
محاربو الإرهاب (السوبر) هؤلاء
في سورية .. من الجرائم
الإرهابية المتعدّدة الأشكال
والأنواع طوال أربعين عاماً ؟!..
بدءاً من اغتصاب السلطة وإعلان
الأحكام العُرفية وقوانين
الطوارئ، وتمزيق المصاحف،
وانتهاك المساجد وتهديمها فوق
رؤوس أهلها .. وانتهاءً بتدمير
المدن السورية، وارتكاب
المجازر المروّعة، وصناعة
المقابر الجماعية، وسرقة الوطن
ونهب موارده .. ومروراً بتهجير
مئات الآلاف من أبناء الشعب
وحجب حقوق المواطنة عنهم،
وانتهاك الأعراض، والعدوان على
المواطن والتنكيل به واعتقاله
وتغييبه، وتنفيذ الإعدامات
العشوائية وسياسة الاغتيالات
داخل الوطن وخارجه، وتحويل
الوطن إلى سجنٍ كبيرٍ يمارَس
فيه البطش وسفك الدم والتعذيب
والتمييز الطائفيّ والقمع
بأبشع صُوَرِه !..
هؤلاء المجرمون
العتاة من أخلاّء الإرهابي
العالمي (كارلوس) وحَواريّيه ..
يحاربون الإرهاب، وأميركة
المجرمة التي تحتلّ أوطان
المسلمين وتفتك بالزرع والضرع ..
تحارب الإرهاب، وشارون المجرم
السفّاح الذي يسفك دمنا بلا
رقيبٍ ولا حسيب، ويُهلك الحرث
والنسل .. يحارب الإرهاب، فما
الإرهاب إذن.. لارحمكم الله أيها
الـ .. ؟!..
حقاً : (إذا لم
تستحِ فاصنع ما شئت) !..
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|