ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 08/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

المستجير" بعمرو"

عثمان قدري مكانسي

اجتمع وزراء الخارجية العرب في بيروت يوم الاثنين 07-08-002 ليدرسوا الحال المزرية التي وصلت إليها أمتنا في لبنان فقط - فليس هناك من منغصات غيرها والحمد لله -  فقد اعتدنا أن نتلقى كل يوم مصيبة وننتظرما يؤول إليه وضعنا فيها ، ثم ننتظر مرة أخرى لنرى ما يقضي فيها السادة ثم يأتي دورنا بعد ذلك فنلتقي في مؤتمرات لا تقدم ولا تؤخر ، ولن تكون سوى بروتوكولات ميتة  يؤصل فيها الأمر الجديد ويثبت الوضع الذي يريده الآخرون وتضيع  الصرخات كلها في الأودية السحيقة ، وكأن شيئاً لم يكن و" تيتي تيتي :مثل ما رحت جيتي " .

كنت أستمع إلى كلمة السيد رئيس الوزراء اللبناني وهويبكي متأثرا مما يجري في البلد المنكوب لبنان ، ويكرر كلمته التي أبكته وأبكت معه ذوي الإحساس والوجدان – وما أكثرهم في بني العروبة والإسلام ، وما أقلهم في مكان المسؤولية-  " عروبتنا عروبة اختيار ، لا عروبة إجبار " فقد كان أكثرهم – إن أحسنت الظن فيهم – إذا لم أقل كلهم  يجلسون كالبلهاء أو كمن صٌبّ عليه برميل من مخلفات البشرية ! وجوه كالحة عابسة ، ليس فيها نور يتبادلون نظرات متململة لا توحي بأن فيهم خيراً يأمله من يمثلونه من أمتهم ! وإن صفقوا أخيراً فرحين بانتهاء الكلمة .

وبينما هم في لقائهم هذا كانت الطائرات الإسرائيلية تحلق في سماء بيروت دون مانع ولا رادع تقصف الضاحية الجنوبية ، وتنطلق إلى أنحاء لبنان تدمر وتقصف ، وكأنها تقول لهم : أنا هنا أفعل ما أشاء ، ولن تستطيعوا أن تفعلوا شيئاً .

ولم تكن الأمة العربية لتغفل عن هذا الأمر الذي بلته من حكامها فهي تقول لهم بلسان المقال والحال : إن اجتماعكم هذا كغيره مما اعتدنا عليه من خطابات وكلمات تظهر عجزكم  وضعفكم . وليس أكثركم الآن مع المقاومة ، بعضكم هاجمها دون هوادة ، وألب عليها الأعداء ، وانتظر أن تنتهي في أيام وأعلن ذلك . والبعض الآخر تناساها وكأنها حدثٌ في مكان بعيد لا يمت إليهم بصلة . وبعضكم الآخر دعمها وأيدها شرط أن تكون ورقة ضغط يستعملها ضد إسرائيل المتعنتة التي أبت أن تعترف به أو تجلس إلى مائدة المفاوضات معه وصرح بذلك وما يزال . وهو مستعد أن يمنع عنها الدعم إذا أعادت الإدارة الأمريكية الاعتبار إليه وجعلته لاعباً مهماً في الشرق الأوسط – كما كان -  ولن تكون دماء المسلمين في حساباته ذات قيمة ، فقد عودنا نظامه أنْ لا حرمة لهم ،  فنظامه دمر المدن وقتل الآلاف في ثمانينات القرن الماضي وما يزال . وهو يرسل الرسالة تلو الأخرى للإدارة الأمريكية يطالبها ويستعطفها !

سفير سورية في واشنطن عماد مصطفى – سورية نيوز 06-08- 002- يقول : " لقد أقنعتِ الإدارةُ الأمريكية إسرائيلَ علانية بالعدول عن الرد للدعوات السورية المتكررة لإحياء عملية السلام . وسوريا ما يزال لديها أمل بأن يتغير هذا الوضع  " . ويقول السفير بوضوح إنه تعامل مع الإدارة الأمريكية ضد الحركات الإسلامية " بعد تلك الأحداث تعاونا مع الولايات المتحدة في صراعها ضد الإرهاب " وذكر السفير  أن نظامه سلمها ملفات ضد معارضيه تقرباً إليها وطلباً لمرضاتها . يقول : " سارعنا إلى البدء بتعاون استخباراتي وأمني  مع الولايات المتحدة وقدمنا حزمة من المعلومات حول تنظيم القاعدة . " وهو في الحقيقة قدم أسماء خمسة وثلاثين ألفاً من الملاحقين من الإسلاميين الذين حاولت أجهزته القمعية أن تستأصلهم فقتلت منهم وسجنت عشرات الآلاف ولاحقت أسرهم وشتتهم في أقاصي الأرض ومنعتهم حقوقهم الإنسانية فلما خرجوا من بين يديه تقرب إلى الإدارة الأمريكية  يستعديها عليهم وهم الذين قالوا كلمة الحق وصرحوا بها فجن جنونه لذلك .

ويصرح السفير السوري في واشنطن في المقال نفسه أنه على الرغم من نبذ الإدارة الأمريكية للنظام فهو مايزال يقدم لها خدماته الاستخباراتية ، وأنه سيكون أكثر من مستعد للتعاون معها.

وهذا يدل بكل وضوح أن النظام السوري مستعد أن يتخلى عن المقاومة في لبنان وفلسطين حين يرى المصلحة في ذلك ، وليس له ثوابت قومية ولا وطنية ، فثوابته مصلحته فقط . وهو يدور حيث دارت .  وما نراه من دفاع عن الفلسطينيين واللبنانيين إلا مواقف تكتيكية تتغير وقت اللزوم وتتبدل وقت الحاجة .

وإلا فلنتساءل : أما آن الأوان أن تفتح جبهة الجولان التي أغلقت وسكت النظام عنها سكوت أهل الكهف ؟ .. ومتى يبدأ استعادتها إذا لم يئن الأوان في هذه المرحلة التي أبدى المقاتلون  اللبنانيون والفلسطينيون فيها من المقاومة البطلة ما أربك العدو الصهيوني وأظهر عورته وضعفه؟ وهل يستعيد النظام الجولان عن طريق لبنان والجبهة اللبنانية ؟! .. أم إن النظام كما قال رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في مجلس شعبه نمير غانم " إذا كان الاعتداء يمكن تمريره بتصريح أو موقف سياسي فسيتم تمريره ، أما إذا كان يتعرض للمصالح السورية فسيتم الرد عليه "

والمصالح السورية – مصالح النظام طبعاً- لن تتعرض للضياع فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه لن يضرب سورية ، هذا ما أعلنته إسرائيل ليطمئن النظام الضعيف – كما وصفته الحكومة الإسرائيلية – فيشكر لها الإبقاء عليه سالماً غانماً ! وليشعر النظام بالأمان فينطبق عليه المثل : " خلا لك الجو ، فبيضي واصفري " .

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ