لـمَ
لا يطالِب علماء السنّة في
العالم ، السيدَ (خامنئي)..
بإصدار
أمر لأتباعه، بالكفّ عن ذبح
إخوانهم السنّة في العراق!؟
ماجد
زاهد الشيباني
لابدّ من طرح هذا
السؤال ، بدايةً ، مع الحديث عن
المناصرة والتأييد ، والهتاف
والتصفيق .. للسيّد خامنئي
وعسكره في لبنان ، اللبناني
منهم والإيراني على حدّ سواء.. ـ
إذا صحّ أن ثمة مقاتلين
إيرانيين يحاربون الصهاينة في
لبنان ..! ـ (( مع التأكيد على أننا
نبارك كل يد تطلق رصاصة ، أو
صاروخاً ، أو ترمي حجراً .. في
وجه الغطرسة الصهيونية المجرمة
، التي تسعى إلى إهلاك الحرث
والنسل .. ولا تكتفي بتدمير
البشر والشجر والحجر، بل تسعى
إلى إفساد التراب والماء
والهواء..!))
لماذا لابدّ من طرح
السؤال !؟
1- لأن علماء
المسلمين عامّة ، أصحاب مبادئ (
لا مبدأ واحد ) ، وأصحاب سياسات (لا
سياسة واحدة )! هذا كله بحسب
الأصل !
2- ولأن قدسية
الجهاد ، نابعة من النصوص
المقدسة التي تقرره ، والتي
يضمّها الكتاب ذاته، الذي يقرر
حرمة قتل المسلم ، سواء أكان
أسلوب القتل تعذيباً في السجون
، أم ثَقباً للرأس والعيون
بالمثقب الكهربائي ، أم رصاصاً
في الرأس ، أم هَدماً للبيوت فوق
رؤوس أهلها الأبرياء ، أم
اختطافاً من الشوارع والمكاتب
لمن يحمل اسماً معيّناً يدل على
مذهب صاحبه ، وتعذيبَه وقتله ،
وإلقاءَ جثّته في شارع أو نهر أو
صحراء..! وسواء أكان القاتل
مرتدياً زيّ الشرطة أو الجيش أو
المغاوير ، أو الميليشيات
المحميّة من الممسكين بزمام
السلطة في البلاد !
3- ولأن خامنئي هو
المحرك الأول للجبهتين في
العراق والشام ، وهو المهيمن
الأول على العناصر الفاعلة
فيهما ـ هيمنة مذهبية ـ .. عربية
كانت هذه العناصر، أم فارسية ..!
4- ولأن شيعة العراق
تدعمهم دولتان
: * دولة العراق التي يمسكون
بمقدّراتها، ويهيمنون على
مؤسّساتها ومواردها وقراراتها
.. ويستعينون بالاحتلال
الأمريكي على ذبح السنة فيها ..!
** ودولة إيران وهي دولة
إقليمية قوية في المنطقة . في
حين أن أهل السنة لابواكي لهم !
ولا دعم لهم من أحد ، سوى
العبارات الفارغة ، والنصائح
الباهتة ، والتلميحات الخجلى ،
إلى احتمال إبادتهم ، واحتمال
تعرض المنطقة لأخطار طائفية
تهدّد الدول الآمنة المستقرة ..!
5- ولأن من مقتضيات
المبدئية ، أن تسأل عن أخيك الذي
يُذبح ، فيمَ يُذبح ، ومَن
يَذبحه!؟
6- ولأن من مقتضيات
الأخوة و السياسة والمصلحة ،
ألاّ تترك إخوانك العرب
المسلمين
– إن كنتَ عربياً مسلماً ـ
يُذبحون في العراق بأوامر
فارسية ، وتسكت على هذه الأوامر
، لأن الجهة التي تصدرها، تصدر
أوامر أخرى ، بمحاربة العدوّ
المشترك بينك وبينها، في فلسطين
و لبنان ..! إذ الأصل في هذه الحال
، أن تحافظ على طاقات إخوانك
العرب المسلمين هؤلاء ، وتسعى
إلى زجّها في معركتك العربية
والإسلامية هذه ، وتقنع حلفاءك
الفرس المسلمين بأهمية هذا
الأمر ..! لا أن تغضّ النظر عن
ذبحهم عمداً ، وتمَنع غيرك من
التذكير بمأساتهم ، بحجّة أن
الأيدي التي تذبحهم ، ذاتُ صِلة
بالأيدي التي تحارب عدوك ، في
جبهة قتال لست أنت صانعَها، ولا
مشعل فتيلها..! وذلك بدعوى أن هذه
الجبهة ، تَفرض على مَن حَولها،
السكوتَ عن أية جريمة تقترفها
أيدٍ ذاتُ صِلة ، قومية أو
مذهبية ، بالأيدي التي تخوض
حرباً في هذه الجبهة المشتعلة ..!
7- ولأن من مقتضيات
السياسة ، ألاّ تقدّم تأييداً
مجّانياً من حسابك ، وأنت تعمل
في حقل سياسي شديد الخطورة
والحساسية والتعقيد ..! بلهَ أن
تقدّم هذا التأييد المجّاني على
حساب أناس آخرين أبرياء ، من
أهلك وإخوانك ، لحساب الذين
يذبحونهم !
8- ولأن من مقتضيات
السياسة والمبدأ معاً ، أن تدرك
أن الذي يقاتل العدو المشترك
بينك وبينه ، إنما يقاتله
لحسابه هو ، لا لحسابك أنت ! لكنه
حين يقتل أخاك ، يقتله من حسابك
لحسابه ! فإذا خسرت أخاك في
الجبهة التي يُذبح فيها،
وتعمدتَ إهمال دمه، والتغطية
على ذبحه ـ وهو يُذبح من حسابك ـ
لتصفّق في الجبهة الثانية ،
لليد التي تقاتل لحسابها،
العدوّ المشترك ، وهي فرع من
اليد التي تَذبح أخاك .. دون أن
تكسب من هذه الجبهة الثانية ،
سوى الظنّ بأن نتيجة الصراع
فيها قد تنفعك ، أو يكون لك حظّ
منها ! فتخسر هناك ـ على سبيل
اليقين ـ ولا تربح هنا سوى الظنّ
باحتمال ربح، لو حسبت معادلته
جيداً لوجدته قبْضَ الريح ، أو
شيئاً يشبه ذلك ..!
نقول: إذا فعلت هذا،
وجَب عليك أن تعيد النظر، في
فهمك للمبدأ والسياسة معاً..!
9- ولأن من مقتضيات
المبدأ ، أن تصارح المقاتل الذي
يقاتل معك عدواً مشتركاً،
دفاعاً عن المبادئ
ـ إن كان صادقاً في دفاعه عن
المبادئ ـ بخطورة ما يفعل ، من
ذبح إخوانك في الجبهة الأخرى !
لا أن تتعمّد التغطية على فعله
ذاك ، على سبيل السياسة أو
المبدئية! فتخسر السياسة
والمبدئية معاً، وتخسر أخاك
الذي غطّيتَ جريمة ذبحه ، ثم تجد
نفسك أخيراً معلّقا بين السماء
والأرض .. لا حفظت أخاً، ولا مبدأ
، ولا سياسة ..! وتجد نفسك فريسة
ضائعة بين التخوم ، في صراع
الفرس والروم ..!
10- ولأن مطالبة (الأصدقاء
والحلفاء !) بالكفّ عن ذبح
الأشقاء ، لا تكون إعلامية
علنية بالضرورة .. فالأصل فيها ـ
سياسةً ـ أن تكون سرّية ودّية ،
لاسيّما في الظروف الحساسة
الصعبة ، كظروف الحرب ، التي
يؤدي استغلال الكلمات والمواقف
فيها إعلامياً ، إلى نتائج غير
محمودة ..! لذا ، لا خوف من
الاستغلال الإعلامي المغرض ،
ولا حجّة لمن يحتجّ بهذا الخوف ،
من أجل إبطال هذه المطالبة
المشروعة..!
11-ولأن هذا النوع من
المطالبة ، لا يعدّ ابتزازاً
للحلفاء والأصدقاء في ظروف
الحرب ، ولا ثمناً لموقفِ تأييد
أو مناصرة..! لأنه لا يقتضي
تنازلاً عن حقّ ، أو تخلّياً عن
مصلحة، أو إخلالاً بموقف سليم ،
أو إضراراً بسياسة رشيدة ، أو
تركاً لواجب شرعي أو سياسي! بل
هو انتصار
لأخ مظلوم ، وأداء لواجب شرعي
سياسي إنساني ! إلاّ إذا كان
الأصدقاء أو الحلفاء، يرون في
هذه المطالبة ، ذلك
المذكورَ ـ كلّه،
أو بعضَه..من التنازل عن الحقّ ،
حتى ترك الواجب ـ ! وعندئذ يكون
للتحالف أو الصداقة ، هنا ، معنى
آخر ، ينبغي على الذين يدركون
معاني الصداقات والتحالفات ، أن
يتأمّلوه جيداً ، على ضوء
المبادئ والسياسات الواضحة
الحكيمة الواثقة ، لا الضبابية
العابثة العاجزة !
ولله في خلقه شؤون .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|