وضرب
لنا يوم القيامة موعدا
دكتور
عثمان قدري مكانسي
أكد وزير خارجية
النظام السوري – في بيروت عشية
انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية
العرب في بيروت لنصرة لبنان –
أن سورية
1- بدأت تستعد ،
وسترد على أي اعتداء إسرائيلي
فوراً .
وقال إن النظام لا يخفي
استعداداته .وقال أهلاً وسهلاً
بالحرب الإقليمية .
2-
وقال في لقاء مع وزير خارجية
لبنان في الوقت نفسه حين التقاه
في عاصمة الشمال : إنه يضع نفسه
في تصرف السيد حسن نصر الله في
سبيل الدفاع عن لبنان .
3- وقال لرئيس
الحكومة اللبنانية : أنت أقوى
كرئيس للحكومة اللبنانية بفضل
المقاومة اللبنانية
وصمودها ، وإلحاقها الهزيمة
العسكرية بإسرائيل .
4- وقال: إن الطريق
الصحيح إلى معالجة مشاكل
المنطقة من جذورها هو السلام
العادل الشامل
5- ودعا إلى تبادل
الأسرى بين الطرفين اللبناني
والإسرائيلي .
حين يصدر عن مسؤول
كلام ينبغي أن يكون متزناً
وموزوناً . أما الاتزان فيدل على
التمكن والفهم الصحيح لما يقوله
، ويوحي بالصدق والشفافية كي لا
يسمح لأحد أن ينتقده بما لا
يتناسب ومكانته الرفيعة في موقع
المسؤولية . وأما الوزن فلأن
كلام المسؤول
يتسم بالواقعية
والتخطيط المستقبلي الواعي
، وإمكانية التنفيذ . فإن اختلف
تصريحه عن هاتين الصفتين سقط في
ميزان المتعاملين معه وسقط معه
من يمثله .
فالوزير يقول كما
ورد عن أخبار الخليج 07-08-006-: إن
سورية بدأت تستعد ، وسترد على أي
اعتداء فوراً .وهذا يدعونا إلى
تساؤلات كثيرة
تطرح عليه وعلى من ينطق
باسمهم :
1- متى بدأ النظام
يستعد ؟ آلآن أم قبل الضربات
الموجعة في عين صاحب أم في
انسحاب الجيش السوري عام اثنين
وثمانين حين اجتاحت القوات
اللإسرائيلية لبنان وبيروت ؟ أم
قبل ذلك بسنوات ؟ !.. إن كان
الاستعداد بدأ قبل عقود فمتى
ينتهي ؟! وهل يسير سير السلحفاة
أو هو يتعثر فيمشي خطوة إلى
الأمام وثلاثاُ إلى الوراء ؟!
وهل مشيته مشية السكارى
المترنحين يميناً وشمالاً ثم
يقع في الوهاد ويتعثر في الحفر
العميقة ، وينكسر فلا ينجبر إلا
بعد حين وحين.. ليعود إلى سيره
المتكسر ! إو إنه يستغرق في نومه
المتثاقل ما شاء له أن يستغرق ثم
يعود إلى الوراء ويظن أنه يتقدم
؟! . فإذا به يسوم شعبه سوء
العذاب ويظنه العدوّ المرتقب ،
ويصب عليه جام غضبه ؟! .. إن كان
هذا فيا سوء ما فعل ، ويا ويلتاه
من ردة الفعل حين تبدأ .
وإن بدأ الاستعداد
بعد أن مر شهر على المقاومة
اللبنانية فشرِّد أكثر من مليون
لبناني ، وجرح عشرات الآلاف
منهم ، وقتل أكثر من ألف شيخ
وطفل وامرأة وشاب فبئس نظاماً
هذا النظام المتخاذل الذي ورط
الأمة ونأى
بنفسه عن آآلامها ، ووقف
وقفة المتفرج !. ويدّعي أنه
النظام العربي القومي .
ولسوف يُسأل عن تخاذله تلك
العفود المديدة ، وعن دجله
وكذبه على الأمة كلها .
إن نظاماً يقتات على جراح
أمته ويستغبيها ويخذلها في
الأوقات العصيبة نهايته وخيمة
وآخرته وبيلة . ثم يتبجح قائلاً:
أهلاً بالحرب الإقليمية ! وهو
لمّا يستعد لها ....ولم تكون
إقليمية وليست عربية ؟ أو أكبر
من ذلك ؟! فيقع
في خيانتين كل واحدة منهما أكبر
من أختها .. التواني والتخاذل ،
والكذب والتبجح !
2- ولماذا يضع نفسه
في تصرف السيد حسن نصر الله
وكيف يفعل ذلك وهو لا يكاد
يستطيع حمل جرمه الثقيل ؟ وهل
تضع دولة كبيرة نفسها تحت تصرف
ميليشيا محلية لدولة صغيرة ؟! أم
ينبغي أن يقول إننا سنرمي بثقل
جيشنا السوري المسلح المدرب
أحسن تسليح وتدريب !! طوال هذه
السنوات في معركة بدأتها قوات
عربية بطلة فتحت لنا الطريق إلى
الجهاد والكرامة ! وينبغي أن
نلقن أعداء الأمة درساً لن
تنساه ، إن لم نمحها من الوجود –
عفواً فإن
محوها من الوجود يعتبر إرهاباً
تحاربه الأنظمة العربية قبل أن
تحاربه القوى العالمية ، فلننس
هذا التعبير حتى نكون حضاريين
جداً!- لكن النظام السوري الذي
يلعق حذاء إسرائيل وينادي مرات
ومرات بالجلوس معها إلى مائدة
المفاوضات راغباً
برضاها ملتمساً عفوها ليس
مستعداً للقتال فهو لمّا يستعد
له ، ولن يستعد أبداً فليطمئن
الجميع ...ليطمئن الجميع .
3- وصدق وزير خارجية النظام – وهو كذوب –
حين قال لرئيس الوزراء اللبناني
: أنت أقوى كرئيس للحكومة
اللبنانية بفضل المقاومة
اللبنانية وصمودها ، وإلحاقها
الهزيمة العسكرية بإسرائيل .
وسيردد الشعب السوري – وهو صدوق
- قائلاً
للنظام الكلام
نفسه فالقائد قوي بشعبه المقاتل
، ولا يكون الشعب مقاتلاً إلا
حين :
-
يعيش حراً كريماً يختار
الحاكم بطريقة ديموقراطية ،فلا
جبر ولا وراثة
، يحاسب المقصرين ويختار
المصلحين .
-
يمارس حقه دون أجهزة قمعية
تحصي عليه أنفاسه .
-
تفتح أمامه الحدود ويُدعم
في استعادة حقه .
وحينها تستعاد
الحقوق دون استجداء الآخرين
...وحينها لا تفكر إسرائيل ولا
غيرها بسلب الحقوق وفرض ما
يريدون .... وحينها يسعى غيرنا
لاسترضائنا ومد جسور الاتصال
المكافئ لنا ، ويحترمنا العدو
قبل الصديق .
4- ولئن كان الطريق إلى معالجة المشاكل من
جذورها هو السلام العادل بين
الجميع فإن على الحاكم أن يمد
هذه الجسور أولاً بينه وبين
شعبه ، جسور العدل والمساواة ،
جسور المحبة والوئام ، فالشعب
هو العدة الحقيقية والقوة
الضاربة التي على أكتافها تنال
الرغائب ، وتقضى الحوائج .
والشعب هو السيد الحقيقي للحاكم
، وليس الحاكم إلا خادماً لشعبه
وأمته . والحاكم
العاقل يستقوي بشعبه على العالم
كله ويتشرف بخدمته
، ولا يتشرف بالكرسي يغتصبه
، ثم يستقوي بالأغيار ليكتم
أنفاس شعبه
ويجثم على صدره . فهل كان
قانون الطوارئ الذي صار القانون
الثابت في دولة الظلم الأسدية
يبني علاقات صادقة بين الشعب
وحاكمه؟! وهل صارت القوانين
الاستثنائية هي الرابط بينهما
؟! وهل صارت حمامات الدم
والمجازر هي القاعدة الأساسية
للعلاقة بين الشعب وظالميه؟! ثم
ينبري تجار الكلام ينصحون غيرهم
بما ينكرونه في بلادهم ؟!
5- ومن الشعور بالمرارة أن يدعو وزير
خارجية النظام السوري إلى تبادل
الأسرى بين لبنان وإسرائيل
- وهذا حق يسعى إليه
اللبنانيون بمقاومتهم البطلة –
وينسى النظام نفسه فيعتقل عشرات
الألوف من أبنائه عقوداً طويلة
في الزنازين والأقبية ، فيحرمهم
من أبسط حقوق الإنسانية
ويقتل عشرات الألوف الأخرى
في المدن والقرى ويشرد مئات
الألوف في أرض الله الواسعة
" أتأمرون الناس بالبر
وتنسون أنفسكم "! وهو بذلك
يهدم الركن الركين لمقوّمات
الشعب المتماسك القوي ويدمرها .
ويسجن من اللبنانيين الألوف ثم
يقتلهم في سجونه ، ويترك الكثير
منهم حتى هذه اللحظة يتجرعون في
سجونه مع إخوانهم السوريين
مرارة الذل والأسر .
حين وصل وليد
المعلم إلى بيروت في أول زيارة
لمسؤول سوري منذ الانسحاب
السوري من لبنان وأثارت
تصريحاته اللبنانيين نظموا
مظاهرة تستنكر زيارته . وأبرز
الزعيم الديموقراطي وليد
جنبلاط استياءه من تصريحات
المعلم قائلاً : هذه التصريحات
مزايدة على آخر نقطة من دماء
الشعب اللبناني ، ولولا أصول
الضيافة واللياقة لوجب طرده من
البلاد . وتمنى البعض الآخر من
الوزير المعلم أن يجلب معه
الأسرى اللبنانيين والمفقودين
الذين لا يزالون في السجون
السورية .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|