ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 12/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

البحث عن البطولة ..

بين نَزعتَيْ التدمير والتسمير!

عبدالله القحطاني      

1-الدولة الصهيونية المتحكّمة بقرارات دولنا العربية ، عبر هيمنة حليفتها أمريكا على هذه الدول .. تسعى جاهدة إلى تدمير كل شيء في بلادنا ، بدءاً بشخصية الإنسان ، وانتهاء بالأرض والماء والهواء ..! وتدميرُها للإنسان يشمل تدمير الحاكم والمحكوم ، على حدّ سواء ، كلّ بما يناسبه . والعنصر الأساسي المشترك بينهما ، الخاضع للتدمير قبل غيره ، هو الأخلاق ! وحين يتمّ التدمير يَتبعه التَسمير ( أي التثبيت بمسامير أو بما يماثلها من وسائل التثبيت)! فالحاكم إذا دمّرتْ أخلاقه ، اتّخذ مِن كرسيّه وثناً يعبده ، وصار تهديده بنزع هذا الوثن منه ، يقصم ظهره ، ويجعله يحني رأسه ، ويلبّي كل ما يطلبه منه القويّ الذي يهدّده بنزع الوثن أو إبعاده عنه ! وأهمّ ما يطلَب منه في العادة ، هو أمران : * السلبية تجاه أيّ خطر أو ضرر يأتي من القويّ المتحكّم ، فيصيب جيرانه أو إخوانه ، أو يصيب حتى وطنه ( وفي حالات معينة ، يطلَب منه التعاون في صناعة هذا الخطر أو الضرر)! ** المشاركة في تدمير شعبه وبلاده ، بإفساد أخلاق الشعب ، وتحطيم مروءاته ، وتزييف وعيه .. ثمّ تدجينه وتسميره ، وشلّ قدرته عن أيّ فعل يقاوم فيه الشرّ والفساد والخراب ، ممّا يوجَّه إليه ، أو إلى شعبه ووطنه ..!

1- وبين التدمير والتسمير القادمَين من الخارج ، ومثيلَيهما النابعَين من الداخل ـ عَبْر الحكّام المدمَّرين المسمَّرين ـ يصبح المواطن كتلة هلامية ، ليس لها مرتكزات شخصية ! وكل ما يتبقى لديها هو مجموعة من الأحلام ( أحلام : بالبطولة، والشجاعة ، والحرية ، والعزّة ، والكرامة.. والجهاد ضدّ أعداء الأمّة الذين يدمّرونها ويسمّرونها ..!)

2- وهنا يَبرز (البطل !) .. البطل الذي يدغدغ الأحلام ، ويستقطب الأماني والطموحات، ويَمنح الشعارات قيمتها وصدقها وروعتها!

3- فمن هو البطل ؟ وماذا يفعل ؟ لا تفكّر الكتل الهلامية عادةً ، بحقيقة البطل : مَن هو؟ ومن أين جاء ؟ ومَن وراءه ؟ وما أهدافه الحقيقية ؟ ولحساب مَن يمارس بطولاته؟ وما النتائج المتوقعة لبطولاته ؟ ومَن يحصد هذه النتائج ..!؟ المهمّ هو ما يفعله! المهمّ هو البطولة : التصدّي لأعداء الأمة بالفعل ( أو بالشعار.. في الحدّ الأدنى !). فإذا مارسَ الفعل ، وجابَه العدوّ بمقاومة تَسرّ الكتل الهلامية ، كان بطلاً ! وإذا ضَرب العدوّ فأوجَعه ، كان بطلاً عملاقاً ، تُرفع صوره ، ويُلهَج بذكره ، وينادَى به زعيماً للأمّة ..! وقد يُرفع قدره إلى مصافّ العظماء الخالدين في تاريخ الأمّة ..! فإذا أخطأ في قول أو فعل ، فخطؤه عَين الصواب ..لأن البطل لا يخطئ ! وكلّما ازداد إحساس الجماهير بالذلّة والهوان ، ازداد تلهّفها لرؤية البطل بين صفوفها ( وهي غير مؤهلة بالطبع ، للتمييز بين البطولة الحقيقية والبطولة الزائفة ، ولا بين بطولة الفعل الرشيد وبطولة الفعل الأحمق ، ولا بين البطولة الموظّفة لحساب الأمّة وتلك الموظفة لحساب أناس آخرين على حساب الأمة ..! لأن هذا التمييز يحتاج إلى قدرات خاصّة : قدرات على حساب الواقع وتعقيداته ..وقدرات على توقع المآلات الناجمة عن الأفعال الكبيرة ..!)

4- فإذا جرّ البطل الأمّة إلى كارثة فظيعة ، ثم وقف يعترف بتحمّله المسؤوليةَ عنها، والتخلّي عن موقعه في القيادة .. خرجت الجماهير إلى الشارع تتوسّل إليه أن يبقى قائداً لها ، لأنها ستشعر باليتم إذا غاب عنها ..! وإذا ألقى بمصيرها في يد دولة أخرى ـ تحت ذريعة ما ـ فلا بأس ، مادام هو يرى ذلك صواباً ، على أن يظلّ رافعاً للشعارات التي تحبّها الجماهير وتلتفّ حولها ..! دون أن تدرك أن هذه الشعارات ، ربّما كانت حبالاً خانقة ، تلتفّ حول أعناقها ..!

5- وإذا فعلت الأقدار فعلها بالأمّة ، واكتشفت ـ بعد نهاية دور البطل ـ أنه كان مزيفاً، مصنوعاً في دوائر غريبة عن الأمّة ، وأن الذي كان مطلوباً منه هو دور معيّن قد أداه ومضى في سبيله .. إذا اكتشفت الأمة هذا ـ بعد فوات الأوان ـ يكون دور البطولة الزائفة قد فعل فعله فيها .. في شعوبها وأوطانها وأجيالها .. لتعود بعد ذلك تداوي جراحها ، وتلملم ما تبعثر من كيانها ، وتصحح ما زُيّف من وعيها.. بانتظار بطل جديد حقيقي ، غير مزيف (وربّما يمنّ الله عليها ببطل حقيقي ، وربّما يبتليها ببطل مزيّف جديد ، يمارس أساليب جديدة ، ويستخدم وسائل جديدة ، ويبتكر في الخداع فنوناً باهرة جديدة ، أكثر من سابقتها إحكاماً ، لتضليل عقولٍ حسبتْ الكؤوسَ المُرّة التي جرّعها إيّاها أبطالُ الخِداع ، قد شكّلت لها مَطاعيمَ واقيةً من الخداع، وحصّنتها ضدّ الخداع والمخادعين ..!).

6- فما دور العلماء والمفكرين ، والمربّين والموجّهين ، والقادة السياسيين ، في الأمّة .. في توعية أبناء الأمّة ، وإكسابهم القدرة على إدراك الفروق ، بين البطل الحقيقي والبطل الزائف ، وبين الزعيم الحرّ المخلص ونظيره المخادع الدجّال ..! ونفترض هنا بالطبع ، أن هؤلاء المندوبين لإكساب شعوبهم ملكةَ التمييز ، يملكون هم أنفسُهم ـ أو أكثرهم ـ هذه الملكة ، ويملكون ـ كلّهم.. أوجلّهم ـ الحدّ الأدنى المطلوب لمن في مواقعهم ، من الوعي والإخلاص ..والتمييز!

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ