ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 13/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

قصص أقصر من القصيرة

بالرُّوح .. بالدَّم

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف*

وضع سمّاعةَ الهاتف حانقاً متمتماً :

ـ متى سيفهم هؤلاء، بأنّ فلسطين هي قضيّتي الأولى، وشرفي الذي لن أتنازل عنه ؟!..

ـ المستشار : مَن هؤلاء يا سيدي ؟!..

ـ الحاكم : لقد أرهقوني.. أرهقوني فعلاً يا (شعبان) : الأصدقاء.. ورؤساء الأحزاب.. ونقباء النقابات.. وغيرهم.. كلهم يطالبونني بالتحرّك لنصرة فلسطين، وتحرير الأقصى الأسير !..

ـ المستشار : وَيْحَ هؤلاء جميعاً.. ألا يعلمون يا سيدي أنكم تبذلون كل إمكاناتكم في سبيل قضيّتنا الأولى والأخيرة ؟!.. متى سيفهم هؤلاء الجاهلون حكمتَكَم، ويقدّرون جهودَكم المبذولة للتحرير ؟!..

ـ الحاكم : ألا تشهد لي يا (شعبان) بأنّ فلسطين هي هاجسي الأول في حياتي، وأنني أفديها بدمي ؟!..

ـ المستشار : طبعاً يا سيدي، ولو!.. أنا الذي أعرف، وأرى كيف تخططون منذ أربعين سنة، لتحرير فلسطين، ولإنقاذ الفلسطينيين، لكن يا سيدي أرجوك أن تعذر أولئكَ الذين يُلحّون عليكَ بالتدخل هذه الأيام، فهم يعلمون بأنّ لدينا جيشاً قوياً، ويتألّمون لِمَشاهد إخواننا أبناء الشعب الشقيق، الذين يَستبيحهم العدو، ويستبيح أرضَهم ووطنَهم وأرواحَهم ودماءَهم وأعراضهم وأموالهم !..

ـ الحاكم : فما رأيكَ يا (شعبان)، ماذا نفعل لكي نُثْبِتَ صدقنا أمام شعبنا والشعب الشقيق المستَبَاح ؟!..

اقترب المستشار (شعبان)، وهمس في أذنِ الحاكم (شعلان) بضعَ كلماتٍ رسمَتْ على وجهه (أي وجه الحاكم) ابتسامةً عريضة، فانتصب واقفاً، قائلاً لمستشاره :

ـ تحرّك يا (شعبان)، اتصل بقادة الجيش، وبكل وكالات الأنباء ومكاتب القنوات الفضائية، وسيعلم أولئكَ الجهلة كم نحن صادقون وطاهرون.. لا تدّخر جهداً ولا وقتاً.. لنتحرّك بسرعة، فقد طفح الكيل، ونفد صبرنا !..

ـ شعبان : أمركَ سيدي، حاضر، سَيَرَى الناسُ كلهم صدقَ نواياكم ونضالكم، على الهواء مباشرةً !..

بعد ساعةٍ ونصف، نقلت القنوات الفضائية صورة السيد الحاكم، يلتفّ حوله قادة الجيش التسعة، وعلى أعلى باطن ساعده الأيسر العاري.. قطعة من القطن الطبيّ ملطّخة باللون الأحمر، وكلهم خارجون من بابِ بناءٍ ضخم، تتدلّى من أعلاه لوحة ضخمة تكاد تلامس رؤوسهم، وقد كُتِبَ عليها بالخط الأحمر العريض : (بالروح.. بالدم.. نفديكِ يا فلسطين.. "مع تحيات البنك الوطني للدم")!.. فيما ظهر المستشار (شعبان) إلى يمين الحاكم وهو يقرأ تقريراً طبياً، حرّره الطبيب المختص في بنك الدم، سُجِّلَ فيه :

ـ عفواً عزيزي الحاكم، آسف لعدم قبول تبرّعكم السخيّ، فأنتم مصابون بفقر الدم المزمن يا سيدي !..

*عضو مؤسِّس في رابطة أدباء الشام

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ