ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 19/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

لقاء مع الجنرال طاووس

-3-

د. هشام الشامي

نشرنا في حلقتين سابقتين الجزء الأول و الثاني من اللقاء الصحفي الذي أجراه بمناسبة عيد تأسيس الجيش العربي السوري الزميل الصحفي مسعود الصحاف مع أحد كبار و مخضرمي الجيش العربي السوري ،الرفيق اللواء الركن الدكتور طاووس بن مهزوم النعام   ( أبو نضال ) ، قائد الفرقة الأولى في الجيش العربي السوري ، و رئيس مركز البحوث العسكرية و الاستراتيجية بدمشق، و الذي تخرج من الكلية الحربية بحمص برتبة ملازم في عام 1965م ، و شارك في حركة شباط 1966م ، و شارك في حرب حزيران 1967م في عملية إخلاء الجبهة و مدينة القنيطرة من الرفاق و عوائلهم ، كما شارك بدور فعال في الحركة التصحيحية التي قادها الرفيق الراحل حافظ الأسد، و ضمه رفعت الأسد إلى سرايا الدفاع و ذلك أواسط عام 1973م ،و أثناء حرب تشرين التحريرية ، كانت مهمته حماية القيادة السياسية في العاصمة ، و بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان ، و دخول الجيش السوري لإنهاء الحرب هناك ، ترأس فوج من السرايا شارك مع قوّات من الوحدات الخاصة و الشرطة العسكرية باقتحام مخيم تل الزعتر الفلسطيني قرب بيروت في 24/8/1976م، و رُقي بعد هذه المعركة البطولية إلى رتبة عقيد ركن ، و في عام 1979م شارك في إخماد حوادث الشغب في مدينة اللاذقية ، و في عام 1980م ، شارك في حصار و تمشيط مدينة حلب أثناء أحداث الثمانينات ، و في نفس العام شارك في متابعة و ملاحقة فلول العصابات الإجرامية في إدلب و جسر الشغور و سرمدا ،و بعد محاولة اغتيال السيد الرئيس الفاشلة  في حزيران من عام 1980م شارك في الهجوم و تصفية حوالي ألف سجين في سجن تدمر ليلة 26حزيران 1980م،و رُقي بعدها إلى رتبة عميد ركن ، و في عام 1982م شارك في حصار و تدمير مدينة حماة في المعركة الشهيرة على مدى شهر شباط كاملاً ، و في لبنان شارك في حصار مدينة طرابلس و طرد ياسر عرفات و عناصره إلى تونس في أوائل الثمانينات ، و في قتال و طرد ميشيل عون من لبنان نهاية الثمانينات 0

الزميل الصحاف : - سيدي اللواء ، قبل السؤال عن مشاركتك في حرب الخليج الأولى نريد أن نسأل عن الموقف و الحدث الهام الذي اتخذته أثناء حياتك العسكرية ، و الذي كان له بالغ الأثر على مستقبلك  و حياتك بشكل عام 00

تنهد اللواء طاووس تنهيدة عميقة و بصوت عالٍ ثم أجاب : - لعل أصعب موقف أخذه في حياتي كلها ، و أهمها على الإطلاق ، كان بعد مرض الرئيس الراحل نهاية عام 1983م ، عندما شكل لجنة سداسية لإدارة شؤون البلاد في فترة مرضه ، كانت مؤلفة من ( خدام و الأحمر و مشارقة و الكسم و طلاس و الشهابي ) ، و لم يكن القائد رفعت منها ، بل لم يكن منها أحد من الضباط المؤثرين في اتخاذ القرار و الذين كان لهم دور أساسي في حماية سلطة الأسد الراحل أثناء أحداث نهاية السبعينات و بداية الثمانينات ، مثل علي حيدر و علي دوبا و شفيق فياض و آخرين ، و كنت يومها أحد مساعدي رفعت الرئيسيين في سرايا الدفاع ، و كان رفعت مستاءاً  بشدة من إبعاده عن هذه اللجنة ، و يعد نفسه لخلافة أخيه ، و كنا كلنا مستاءين و نعد الخطط لخلافة لرفعت و لو احتاج الأمر لانقلاب عسكري ، و أصدرنا أوامرنا لتهيئة البلد و الشارع لمثل هذا الأمر ، و استنفرنا قواتنا على مدى شهور ، و شكلنا بعض الدوريات الثابتة و الراجلة و خاصة حول معسكراتنا و مناطقنا في دمشق و اللاذقية لنشعر الجميع أننا موجودون و لا يمكن لأحد أن يتجاهلنا ، و بدأنا بتوزيع صور القائد رفعت و الملصقات الدعائية الكبيرة التي تشير لأحقية القائد رفعت و أفضليته في تولي خلافة أخيه ، و نزعنا صور الرئيس الراحل من مكاتبنا ، و وضعنا مكانها صور كبيرة للقائد رفعت و هو يرتدي بدلة المظليين العسكرية و قد رفع يده اليمنى و قبض كفه كناية عن القوة و الشكيمة ، كما صدرت توجيهات لوسائلنا الإعلامية كمجلة الفرسان و منظماتنا الشعبية كنقابة خريجي الدراسات العليا ، بعقد الندوات و المهرجانات الدعائية و الخطابية ، و نشر المقالات و الكتيبات التي تبين أحقية القائد و شرعية خلافته للرئيس ، و التي تُبرأ القائد من المجازر و الانتهاكات التي حدثت في حماة و تدمر و حلب و إدلب و غيرها ، كما تبيض صورة القائد الملطخة بالأقوال و الإشاعات و القصص و الروايات التي كانت تصفه بالعنجهية ، و السكر و العربدة و خطف و اغتصاب النساء و الإرهاب و الفساد و تجارة المخدرات و سرقة المال العام ، و أنه على العكس من ذلك يمثل الحمائم في النظام و يطالب باستمرار بتطبيق الديمقراطية و بحكم القانون و الشعب ، و لكن شفاء الرئيس الراحل و عودته للظهور مع بداية الثمانينات ، و انزعاجه من تصرفات شقيقه رفعت و تحضيراته للخلافته قلبت الموازين ، و خلطت الأوراق ، و خصوصاً عندما بدأ الرئيس الراحل بحركة تنقلات واسعة للضباط الموالين لرفعت و الذين كانوا موزعين على المراكز الحساسة كالأركان و حول وزارة الأعلام و حرس الرئيس حول القصر ، و بدأ الصراع يشتعل بين الفريقين ، و كنت في موقف لا أحسد عليه ، و كان علي أن أتخذ موقفاً واضحاً من الفريقين ، فبينما أنا من رجال رفعت المقربين ، و من قواد سرايا الدفاع الأساسيين ، و من أصدقاء رفعت المعدودين ، حيث تخرجنا معاً من الكلية العسكرية عبر دورة البعث عام 1965م ، و عملنا معاً ضد البعثيين اليمينين و الشوفينيين ، و شاركنا في انقلاب شباط 1966م ، ثم عملنا ضد سليم حاطوم و الشاعر ، و بعدها تخلصنا من عبد الكريم الجندي و رجاله في الأمن العام ، و شاركنا معاً في الحركة التصحيحية في تشرين الثاني 1970م ضد صلاح جديد و رفاقه ، و بعدها التحقت بسرايا الدفاع منذ عام 1973م ، و بقيت أحد مساعدي رفعت المقربين أكثر من عشرة أعوام ، و كان لنا الدور البارز في إخماد الأحداث الداخلية و في العمليات العسكرية في لبنان ، و في التخطيط و تنفيذ عدد من التصفيات و الاغتيالات لأعداء الثورة في لبنان و الأردن و الكويت و أوربا ، و لكن خلافه الأخير مع الرئيس الراحل جعلني في موقف حرج جداً ، و كان علي أن أتخذ موقفاً واضحاً و صريحاً ، و أن أختار بين الماضي بما ذكرته لك ، و بين المستقبل الذي بدأت تتضح معالمه لمصلحة الرئيس الراحل ، و عندما شعرت أنني سأخسر كل المجد الذي بنيته ، و المال الذي جمعته ، و كل شيء لي لو بقيت مع رجال رفعت ، قررت أن أتخذ موقفي الذي هو لمصلحتي و مصلحة أبنائي و عائلتي ، و قد تقاطعت مصلحتي مع مصلحة الوطن ، لأنني أعرف من هو رفعت عن قرب ، و أعرف أنه لا يصلح لقيادة ، و لولا الدعم و الثقة التي أولاها له أخوه الرئيس ، لما وصل إلى ما وصل إليه ، و فعلاً ، اتخذت موقفي و أوصلته عبر رسائل عديدة مقربة إلى الرئيس الراحل أنني في صف الرئيس و لست في صف رفعت أبداً ، و بدأت أتغيب عن الاجتماعات و أتهرب من التحضيرات التي كان رفعت يدعو لها ، و لكن رفعت شعر بخيانتي له ، و تخليني عنه لمصلحة الرئيس ، فدعاني ذات ليلة ، و عندما تعذرت بأنني مريض ، أرسل لي مجموعة عسكرية أحضرتني بالقوة ، و كان قد جمع عدداً كبيراً من ضباط و عناصر سرايا الدفاع الذين كان يشك بولائهم له ، ثم أمر بتجريدنا من رتبنا العسكرية و خلع ملابسنا العسكرية ، و بعد أن وجه لنا مجموعة من الشتائم و السباب و الإهانات أمر جنوده بسوقنا عراة إلى الجبهة مع إسرائيل ، ثم رمونا عند الحدود في المنطقة الفاصلة حفاة عراة بلا سلاح ، و قضينا ليلة لا تنسى هناك ، اختلط بها الخوف من اليهود – الذين كنا نراهم أمامنا و هم مندهشون من هذا المنظر و ربما ظنوه تدريباً ليلياً – بالبرد الشديد و الجوع الذي لم أعتد عليه 0و رغم كل ما لاقيته تلك الليلة من إهانات و خوف و جوع و برد ، فهي الليلة التي ولدت فيها من جديد ، فلولا ذلك الموقف لم ترني الآن أمامك ، و لذهب كل المجد الذي بينته أدراج الرياح ، فولادتي الأولى كانت بعد ثورة آذار المجيدة ، و الثانية بعد أن غيرت ولائي من رفعت إلى الرئيس الراحل ، الذي أعادني إلى الجيش ، و رقيت بعدها لرتبة لواء ركن و أصبحت قائداً لفرقة هامة من فرق الجيش كما ترى 0

- الصحاف : لا أملك إلا أن أثني على إجاباتك الجريئة و الصريحة سيدي اللواء ، و أريد أن أسأل سؤالاً آخر ، ما هو دورك في حرب الخليج الأولى ؟0

- اللواء طاووس : الحقيقة أن حرب الخليج الأولى ، و بعد احتلال الكويت من قبل الطاغية صدام حسين ، كان موقفنا كسوريين كثير الحرج ، فعندما قررت القيادة دخول المعركة مع الولايات المتحدة و حلفائها ضد صدام حسين ، كنت من القوات السورية التي شاركت بقيادة اللواء علي حبيب في تلك المعركة ، و كانت تجول بخواطرنا أسئلة كثيرة ، و نحن الجيش العقائدي الذي تربى على بغض و كراهية الولايات المتحدة السند الأول و الأساسي للدولة الصهيونية ، فكيف سنشارك مع الأمريكان جنياً إلى جنب في وجه البعثيين العراقيين ؟ و شوارعنا و ثكناتنا امتلأت بالشعارات التي تهاجم الإمبريالية الأمريكية ، مثل: "تسقط الإمبريالية الأمريكية" ، و "سوريا لن تركع للإمبريالية الأمريكية" ، و "الخزي و العار للصهيونية و حليفتها الإمبريالية" ، و غيرها من الشعارات و الخطابات التي تهاجم أمريكا عدوة العرب و الشعوب و الأمم ، و لكن حكمة الرئيس الراحل ، كانت أبعد من نظرتنا الضيقة ، فهو يفكر و يرى الأمور ليس كما نراها ، و لديه مصالح لا بد من مراعاتها ، لقد كنا في الجبهة نشعر أن عدونا ليس في مواجهتنا و لكن هو بجوارنا ، و كان الأمريكان بالمقابل يتعاملون معنا بحذر ، لأنهم يعرفون حجم ثقافة الحقد و الكراهية التي ربينا عليها لهم ، و لكن سارت الأمور كما أراد لها الرئيس الراحل ، و ظهرت حكمة الأسد جلية و واضحة كالشمس في رابعة النهار ، و قطفت سوريا الأسد ثمار تحالفها هذا ، حيث أصبح دورها في المنطقة مركزياً و هاماً ، و خاصة في لبنان ، إضافة لإضعاف عدونا التاريخي نظام البعث الفاشي اليميني في بغداد ، الذي انتهى بسقوطه بعد ذلك في حرب الخليج الثانية 0

- الصحاف : قبل أن أختم لقائي معك سيادة اللواء ، أريد أن أسأل عن رأيك بالحرب الأخيرة الدائرة الآن بين حزب الله و إسرائيل ، و هل من دور لقواتنا المسلحة في تلك الحرب؟ و ما تعليقكم على قول السيد الرئيس لصحيفة الأسبوع المصرية : أن الجولان ستحررها الأيدي السورية ؟0

- اللواء طاووس يجيب بعد أن يرفع بقفا سبابته اليمنى شاربه الأيمن ، و بقفا سبابته اليسرى شاربه الأيسر : لا شك أن حزب الله قد ضرب مثلاً عظيماً في البطولة و الشجاعة و الإقدام ، و عمل ما عجزت عن فعله الجيوش العربية ، و لكن الدور السوري واضح و جلي في دعم المقاومة و لا يخفى على أحد ، و سيأتي اليوم الذي سيعترف فيه السيد حسن نصر الله بهذا الدور و يهدي نصره للسيد الرئيس ، و إسرائيل و أمريكا لم تترددا في توجيه الاتهام لنا بدعم المقاومة ، فنحن كعادتنا نقف مع المقاومة في لبنان و في فلسطين بكل ما نستطيع من دعم معنوي و خطب رنانة و مسيرات تأييد و برامج ومهرجانات و فتحنا مدارسنا و جامعاتنا و معاهدنا و قلوبنا لاستقبال الأخوة اللبنانيين النازحين ، و لا نستطيع فعل أكثر من ذلك ، فأعين أمريكا و إسرائيل مفتوحة تجاهنا ، و نحن بيننا و بين إسرائيل مسيرة سلام ، حتى أن الرئيس الراحل سُمي بعد مؤتمر مدريد ببطل الحرب و السلام 0 أما بالنسبة لتصريح الرئيس أن الجولان ستحررها الأيادي السورية ، فلست على دراية بخطط الرئيس في هذا المجال ، و أخشى أن ينخدع الرئيس بما حققه نصر الله أمام إسرائيل و يفتح جبهة الجولان بعد ثلاث و ثلاثين سنة من صمتها ، فتفتح إسرائيل نيران جهنم علينا و سأكون عندها أحد أكبر الخاسرين ، فليس هناك منطقة في سوريا إلا و لي فيها معمل أو مصنع أو مزرعة أو فيلا أو بناية أو شاليه أو شركة أو مؤسسة ، فأرجو أن يكون التصريح الأخير مثل كل التصريحات التي سبقته ، و التي هدفها إعلامي بحت ، و تسير في نفس سياق القصف الإعلامي المركز الذي توجهه سوريا الأسد منذ عقود ضد إسرائيل ، و هذا ما أرجحه على كل حال 0

- الصحاف : شكراً سيدي اللواء على إجاباتك و صراحتك و أرجو ألا أكون قد أطلت عليك ، و آمل أن يتسع وقتك للقاء قريب نتحدث فيه عن مواهبك المتعددة الكثيرة ، الفنية و الأدبية و الطبخية و النسائية 00 و عن كتبك و مؤلفاتك الزاخرة 000

- اللواء طاووس : أنا في خدمة الإعلام و الإعلاميين في أي وقت 0

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ