الوعد
الأسدي الصادق
أبو
عمر الأسدستاني
بعد وقف الأعمال
القتالية في الجنوب أقيمت
مسرحية طليعية على مسرح طلائع
البعث سُميت (الوعد الأسدي
الصادق) للإشادة بدور سوريا
الأسد في دعم المقاومة في لبنان
ونصرة شعبه .
أبطال المسرحية :
1- بشبش : طليعيي لا
يجرؤ على الحلم أو لعب دور رئيس
الجمهورية إلا بعد حصوله على
موافقة أمنية .
2- بلبل : طليعي يحلم
بأن يصبح وزيراً للإعلام .
3- بسبس : طليعية
تحلم بأن تصبح وزيرة ً
للمغتربين .
4- ديدو : طليعي يحلم
بأن يصبح وزيراً للخارجية .
5- حبوش : طليعي يحلم
بأن يصبح مديراً لمركزٍ
للدراسات الإسلامية.
ورفعت الستارة وسط
تصفيق ٍحاد من الحضور يتقدمهم
كبار المهرجين والمزاودين
وخبراء الشعارات المحليين
والكوريين الشماليين ورهط من
الهتيفة البعثيين من مرتزقة
التصفيق في المسرحيات القومية
الهادفة ؟؟.
وعلى خشبة المسرح (وقف
واصطف والتف) أبطال المسرحية
على شكل قوس خلف الميكرفون
المثبت في منتصف الخشبة .
بشبش : يا وزيري
بلبل .. هل انسحب العدو خاسئاً
خاسراً من لبنان ؟
بلبل : بلى مولاي
عاد العدو أدراجه مدحوراً
ذليلاً بفضل الصمود الأسطوري
لسوريا الأسد تحت قيادتكم
الحكيمة يا مولاي ؟
بشبش : دع المواطنين
يعلمون هذا يا بلبل ... دع العالم
كله يعرف كيف دحر صمودنا وضبط
النفس من قبلنا العدو
الإسرائيلي الغاشم ؟
ووقف من بين الحضور
هتيف ومرتزق تصفيق : أسد العروبة
والعربان بشارُ ..... يا من دحرت
جحافل التتارُ .... الموت في سيفك
للأعداء بتارُ .. إذا أقدمت ولّى
عدوك الأدبارُ .
تصفيق حاد من
الحضور مترافق بتبادل ابتسامات
التفاهة والرضا بين المسؤولين .
بلبل : المعادلة
بسيطة يا مولاي .. إذا لم يحقق
العدو أهدافه فهذا يعني أنه
انهزم تلقائياً أو ما يسمى في
الملاكمة الفوز بالنقاط ونحن
منعنا العدو من تحقيق أهدافه
بتوريط سوريا في الحرب .. إذاً
فقد هزمناه يا مولاي بالنقاط .
بشبش : أحسنت يا
بلبل سنأمر خازن بيت مال
المسلمين بإعطائك ألف ألف ليرة
وسنعينك كبير المسؤولين عن
حرملك التلفزيون .
بلبل : شكراً لكم
مولاي على عطائكم وعلى تعييني
في منصب كبير الديوك لدجاجات
التلفزيون .
هتيف ومرتزق تصفيق
ثاني : بشارُ أنت الجود والكرمُ
... أنت العطايا.. ومنك المنايا
..... وفيك الشعب يفتخرُ .
تصفيق حاد من
الحضور من جديد مترافق بتبادل
نفس ابتسامات التفاهة والرضا
بين المسؤولين .
بسبس :
اسمح لي مولاي أن أجوب
العالم من شرقه إلى غربه ومن
شماله إلى جنوبه شارحة لجاليتنا
المغتربة أبعاد نصركم العظيم .
بشبش : ألا تعتقدين
يا بسبس بأن صدى انتصارنا
المؤزر سيصل إلى جاليتنا
العزيزة لوحده ؟
بسبس : أنا لست
ذاهبة للفسحة أو للتسوق يا
مولاي .. أنا ذاهبة للدفاع عن
انتصاركم الفائق للعادة أمام
المغرضين والمعارضين المغتربين
في كل مكان والذين هدفهم هو
تقويض وتشويه انتصارنا الكبير
وتقديمه للشعب وللمغتربين
المؤيدين لنا على أنه تخاذل
وجبن ضعف وهزيمة لسوريا الأسد
لا سمح الله .
بشبش : أعوذ بالله
من شر المغرضين والحاسدين وكل
معارض لعين .. اذهبي يا بسبس على
بركة الله ولكن عودي إلينا
بأسرع فرصة فأنت من رائحة
القائد الملهم الخالد والشعب لا
يستطيع التخلي طويلاً عن رائحة
الرمز الخالد في كل يوم وكل ساعة
وكل دقيقة وكل نفس من أنفاسه...
كما سنأمر خازن بيت مال
المسلمين بأن يحمّلك القناطير
المقنطرة من اليورو والدولارات
لتعطيها لمؤيدينا من المغتربين
ولا تنس أن تأت من رحلتك بأسماء
جديدة للمغرضين المعارضين كي
نتصرف معهم .
هتيف ومرتزق تصفيق
ثالث : سلام أيها الأسدُ .. سلمت
ويسلم البلدُ .. وتسلم أمة ٌ فخرت
.. بأنك فخرُ من تلدُ .
تصفيق حاد من
الحضور أشد حرارة مما سبق
مترافقاً أيضاً بتبادل
ابتسامات التفاهة الأعرض من
سابقاتها وهمهمات الرضا وهز
الرؤوس من المسؤولين تأييداً
لما سمعوه .
بشبش : وماذا فعلت
أنت يا ديدو في الاجتماع الأخير
لوزراء العرب العاربة ؟
ديدو : مولاي .. لقد
عرضوا علينا تجييش الجيوش
العاربة المحاربة ووضعهم تحت
قيادتنا وإحياء قوات الردع
العربية لدخول لبنان من جديد
وقطع إمدادات النفط عن الدول
الامبريالية المتصهينة إلا
أنني رفضت هذه العروض جملة
وتفصيلاً وقلت لهم (نحن لا نريد
سيوفكم ولا نريد قلوبكم..
ما لكم شغل فينا .. فكوا عنا ..
خليكم على الحياد) إن سوريا
الأسد قادرة بجيشها الجرار
وقائدها المفدى بشار على دحر
المغول والتتار ....
هتيف ومرتزق تصفيق
رابع : يا قاهر التتار ... يا أسد
يا بشار ... اسحب سيفك البتار ....
يا بطل يا مغوار .
تصفيق حاد من
الحضور أقل حرارة مما سبقه
مترافقاً بالطبع بتبادل
ابتسامات التفاهة والرضا بين
المسؤولين .
ديدو : كما شرحت
لوزراء العرب العاربة أيضاً أن
قوة سورية ومنعتها هي في وقوف
والتفاف واصطفاف الشعب خلف
القيادة التاريخية الحكيمة
لسيادتكم يا مولاي .
بشبش : لا فُض فوك يا
ديدو أحسنت وأجدت حين تكلمت ..
لقد نطقت درراً وأسمعت من به
صمماً ... سنأمر خازن بيت مال
المسلمين بأن يعطيك وزنك ذهباً
مكافأة لك على براعتك
الدبلوماسية شرط أن تخضع لريجيم
قاس لا تقل مدته عن ثلاث سنوات
كي لا يفلس بيت مال المسلمين .
وغرق الحضور في
ضحكٍ نفاقي ٍسمج تعليقاً على
نكتة بشبش قاطعه نباح هتيف
ومرتزق تصفيق خامس : يا أسدُ يا
صنديدُ يا مقدامُ ... أنت الرجولة
ودونك الأنصاف والأقزامُ .
تصفيق حاد وطويل من
الحضور (على الواقف) مترافقاً
حتماً بتبادل ضحكات الرياء
والتفاهة والرضا بين المسؤولين
.
بشبش : وأنت ياحبوش
... ماذا لديك لتخبرنا عن شعبنا
المؤمن هل وصلته أخبار
انتصاراتنا الأخيرة .
حبوش : إن عبيدكم يا
مولاي وأنا واحد منهم يرفعون
لكم أسمى آيات الطاعة العمياء
والولاء المطلق ...
هتيف ومرتزق تصفيق
سادس : ما شئت لا ما شاءت الأقدار
..... احكم فأنت الواحد القهار .
ومرة أخرى ... تصفيق
حاد متصاعد الوتيرة من الحضور
وسط دهشة وإعجاب الرفاق
الكوريين الشماليين بمداخلة
الهتيف الأخيرة .
حبوش : مولاي ... لقد
أجمع العبيد على خلع لقب خليفة
المسلمين عليكم تقديراً
لجهودكم المضنية في توحيد الأمة
ولقب سيف الله البتار للمغول
والتتار تقديراً منهم
لانتصاركم الباهر الأخير .
هتيف ومرتزق تصفيق
سابع : حللك يا الله حللك ... تحط
الأسد محلك
وانفجرت القاعة
بتصفيق جنوني غير مسبوق فيما
أخذ بعض الرفاق الكوريين
الشماليين بخلع قبعاتهم
تعبيراً منهم عن جودة وأصالة
المنتج الشعاراتي أما القسم
الآخر فقد استل قلمه وبدأ
بترجمة الشعار وكتابته على راحة
يده كي لا ينساه .
بشبش : أحسنت وأفصحت
بكلامك المدغوم بالغنـّة .. لن
نأمر لكم بأي مكافأة سوى
استمراركم في خدمتنا وخدمة
عرشنا .
حبوش : منحنياً
ومتراجعاً ببطء إلى الخلف ...
شكراً لكم مولاي .. شكراً لكم
مولاي ... شكراً لكم مولاي .
وتقدم جمع
الطليعيين إلى حافة المسرح
ليحيوا الجمهور الواقف لهم
والمصفق لأدائهم هاتفين بمخزون
أربعة عقود من الشعارات الثورية
.
وأسدلت الستارة
وأسدل معها نصر أسدي جديد
للتاريخ والأمة .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|