ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 21/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الأسد يتزحلق على قشور موز جمهوريته!

د. فاضل الخطيب / بودابست

على ضوء الخطاب "التاريخي" للقائد "التاريخي" بشار الأسد والذي استكمل فيه بوضوح سياسة نظامه تجاه لبنان وغير لبنان, وهذا الهجوم المتعدد الوجوه وهذا الهروب السريع للأمام, ذكّرني سيادته بالموز وجمهوريات الموز وقشور الموز!

الموز, الفاكهة الغنية بمذاقها وفائدتها والجميلة المنظر والبعيدة عن الملايين في بلادنا,

هذه الفاكهة كنت أحلم بها بعد أن رأيت صورها في كتب الدراسة يوم كنت تلميذاً صغيراً في إحدى قرى المقرن الشرقي, ويوم ذقتها لأول مرة بعد أن جاء بها أخي الكبير العائد من لبنان, يوم كان لبنان سليماً وحاضنة ليس فقط للفكر بل حاضنة للقضاء على الفقر. كان ذلك اليوم مميزاً في حياتي, فبالنسبة لأسرتنا أسوة بمئات وآلاف الأسر القاطنة في قرى المقرن الشرقي كانت فاكهتنا الوحيدة تقريباً هي العنب الذي حبى الله بنا في ريفنا الذي يقع على هامش الخريطة الجغرافية للوطن, وكان الدبس المستخرج من العنب هو حلويات الشتاء.

وبعد أن كبرت وتعرفت على أناس يفهمون بالجغرافيا ويقرأون الصحف ويستمعون إلى الأخبار, صرت أقلدهم في فضولهم هذا إلى أن سمعت يوماً عن جمهوريات الموز في أميركا الوسطى, وحينها طاف خيالي في حقول الموز ذات الرائحة والطعم اللذيذ, ورغم أنني ما عدت طفلاً, ورغم أنني أكلت الموز بعد أن ذقته في ليلة صيفية مميزة من عمري, إلأّ أنني حسدت سكان تلك الجمهوريات الموزية, ورجوت الله أن يُخلقني في حياتي المقبلة في جمهورية موز, لأنها تعني الكثير الكثير بالنسبة لي وآمل أن يحقق الله ابتهالاتي تلك.

لكن أحد أصدقائي الخجولين, والذي يقرأ الصحف بخجل, وينظر في عيون الناس بخجل, ويحلم بخجل قالها ذات مرة وبخجل "إنك تعيش في جمهورية قشور الموز!", وفي الحياة القادمة _إن حقق الله أمنيتك ستعيش بين مزارع الموز ولكن ليس في جمهوريات الموز_, صديقي الخجول خربط مُخي ورأسي, فلا أدري أية جمهورية أَحبُ إلي _جمهوية دبس أم جمهورية موز_, ولكنني وجدتها أخيراً حين غمست الموز بالدبس, فسيّان إن قلنا جمهورية موز وحقول دبس أو جمهورية دبس في حقول موز, فهذه وتلك فاكهة!

وعودة إلى موز القائد "المُصطفى" وخطابه التاريخي كيوم انتخابه التاريخي و"زحلقاته" التاريخية, لوجدنا أسلوباً واحداً في سياسته وسياسة نظامه _إمّا تابعاً أو متبوعاً_, اختار أن يكون تابعاً إيرانياً وأراد أن يكون حزب الله تابعاً له.

ورغم الدعم البيانياتي الشعاراتي الذي قدّمه خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان وتصريحات وتحذيرات رموز نظامه "سورية لن تسكت إذا دخلت إسرائيل الأراضي اللبنانية,... لن تسكت إذا اقتربت إسرائيل من الحدود السورية,...لن تسكت... وسترد...إلخ." والحقيقة أن نظام الأسد الغالي لم يسكت, لكن عدم سكوته لم يمنع استشهاد طفل أو تدمير منزل, لم يمنع حبس دمعة. بل كان يسمع التطمينات الإسرائيلية أن نظامه غير مستهدف,

ورغم محاولاته إطالة الحرب, وتصريحاته ضد القرار الدولي بوقف القتال وسياسته الانتقامية من لبنان وحكومتها وأكثرية شعبه إلاّ انه وجد نفسه وحيداً مهملاً منسياً في قصره بين مستشاريه الأمنيين الفاسدين.

لم يكن يوماً رضاء إسرائيل عن نظام سوريا كما هو اليوم, وقد تكون إيران وإسرائيل النظامين الوحيدين الذين يدعمان بقاء هذا النظام الضعيف التابع الجاهل في قمعه وسياسته.

لو قرأ شخص خطاب الأسد وبدون معرفة كاتبه, لكان ردّه على الأرجح أنه كلام غير مسؤول وصبياني ويحتاج إماّ إلى طبيب نفسي أو إلى محاكمة قانونية.

وقد يكون موقف الأسد من حليفه في لبنان السيد نصر الله كمثل طبيب يُخبر مريضه الذي تمت له عملية قطع رجل بعد انتهاء العملية "عندي خبرين أحدهما سيئ والآخر جيد, الخبر الجيد استطعنا تطبيب رجلك المريضة والخبر السيئ أننا قمنا بالغلط بقطع رجلك السليمة".

اتركوا لبنان يُضمد جراحه, يُنظّف قيح الجروح التي سببتموها, لأن شهداءه تتظاهر ضد سياستكم في لبنان وفي سوريا,

اتركوه يتعلم من دروسه, فبعد هذه الضحايا والمشردين وهذا الدمار الفظيع لا أعتقد أنه يمكن الحديث عن انتصار, ورغم الصمود البطولي الحق لكن النتيجة لم تكن سوى الدمار.

لم يتم تحرير الأسرى, ما تمّ فوق كل الخسائر هو الزعيق والعاطفة التي نعيش منذ قرون,

إنها أزمة نفسية وحالة غير صحية عندما تتباهى والدة ضحية بفرحتها لاستشهاد إبنها! إن هذا الموضوع يحتاج تحليل ودراسة من الأخصائيين في علم الاجتماع وعلم النفس, لأننا نعيش تناقض وتخبط ونفاق وانفصامية, نعيش أمراضاً بحاجة إلى تشخيص وشجاعة في التحليل العلمي.

وأخيراً كمواطن سوري لا بُدّ لي من مغازلة القائد الملهم الأسد إبن الأسد والحاكم للأبد وبلهجة شعب البلد.

"والله تقبرنـي يا أسـد.....إنت ونجـادي السند.

حَكيَـك حلو مثل الشهد.....وإنت القائـد للأبـد.

*    *    *

بِتّاجـر بالـدم اللبناني.....وبتبيعـه للأمريكانـي.

بورصتك كسدت يا معثّر.....واوراقك شعّلها الإيراني.

*    *    *

شوف بلادك أحسن لَكْ.....واترك لبنان بحالـو.

فتّح عينـك عا شـعبك.....سجنتو وسرقت مالو.

*    *    *

لا تزعل مني يا كويّس.....الزمن ماشي يا عريس.

الشعب السوري بيستاهل.....حكـم نظيف يا ريّس.

*    *    *

خِلفة حافظ عقل وأدب.....والله انتقـاك ووهـب.

لو تسمع مني وتسكت.....سكوتك أغلى من الذهب.

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ