خطاب
هام و تاريخي لزعيم عربي مقاوم
د.هشام
الشامي
يدخل الزعيم العربي
الكبير قاعة النصر للمؤتمرات ،
محفوفاً بعشرات الشباب
العابسين ؛ حليقي الرأس ؛ ضخام
الجثة ؛ و قد غطوا عيونهم
بنظارات شمسية سوداء ، وسط
تصفيق الآلاف من الجمهور
المحتشدين داخل القاعة ، و
الذين وقفوا جميعاً فور إعلان
عريف الحفل عن وصول سيادة
الرئيس القائد ، و قفوا يتلفتون
متلهفين لرؤية طلته البهية و
يحاولون أن تصل نظراتهم إليه من
بين أجساد حرسه الشخصي طوال
القامة المحيطين به كما يحيط
السوار بالمعصم ، و هم يصفقون
بحماس شديد و اندفاع عاطفي جياش
و حب أسطوري صادق ، تحية لقائد
مسيرة النضال و التحرير و
البناء و التطوير و الحرية و
التنوير و الوحدة العربية و
العدالة المطلقة و الصمود و
التصدي و المقاومة و الثبات على
المبادئ و القيم في وجه كل
الأعاصير و الأنواء و الرياح
العاتية التي تحيط بعالمنا
العربي الكبير .
- مقدم الحفل ( أحمد
سعيد الصحاف ) : أهلاً سيدي
الرئيس ، أهلاً بك أيها القائد
العظيم ، يا صانع أمجادنا ، يا
أمل أجيالنا ، يا رمز عزتنا ، يا
عنوان صمودنا ، يا شمس نهارنا و
قمر ليلنا ، يا أنشودة الأطفال و
غناء الكبار و دعاء العجائز و
الشيوخ ، يا ملهم الشعراء و
الأدباء يا ناصر الضعفاء يا
مهجة الفقراء ، يا من تهفو إليك
قلوب العرب كل العرب من المحيط
الهادر إلى الخليج الثائر ، يا
قائد الثوار يا قلعة الأحرار يا
قبلة الأبطال ، تفضل فأتحفنا
بكلامك الهادر و خطابك الثائر ،
تفضل فأسمعنا فأننا في غاية
الشوق و التلهف لتلك المعاني
التي تطرب آذاننا و تهز مشاعرنا
و تحيي حماسنا و تبعث أمجادنا و
تسمو بنا فوق كل العالمين ، تفضل
سيدي الرئيس فلا كلام قبل كلامك
، و لا خطاب بعد خطابك .
يتقدم الرئيس
القائد وسط تصفيق و هتاف
الجمهور الهائج على قلب رجل
واحد :
بالروح بالدم نفديك يا
قائدنا ، بالروح بالدم نفديك يا
أملنا ، بالروح بالدم نفديك يا
حبيبنا ...
- الرئيس القائد :
باسم الأمة العربية الواحدة ،
باسم الشعب العربي العظيم من
المحيط الغربي إلى الخليج
الفارسي ، باسم الأحرار و
الثوار في فلسطين و العراق و
لبنان و السودان ، باسم أهلنا في
الجولان و اللواء و عربستان و
هرر و أبو موسى و طنب الكبرى و
الصغرى و سبتة و مليلة و دارفور
و جنوب السودان و الصومال ، باسم
المناضلين و المجاهدين و
الثائرين و جنود العرب الساهرين
على كل التخوم و الثغور ، باسم
الشعب العربي الهارب إلى أمريكا
و أوربا و أستراليا و جنوب
أفريقيا و أفريقيا الوسطى و
تشاد و موزنبيق و زمبابوي و في
كل مكان داخل الوطن أو في الشتات
، نبدأ خطابنا التاريخي الهام .
كان الجمهور يصفق
بحماسة و يهتف بقوة و لا ينقطع
عن التصفيق و الهتاف ، و فجأة و
بلمح البصر يسكت الجميع و
يجلسون خاشعين بينما ينتصب أحد
الجمهور واقفاً و يهتف بصوت
جهوري :
" ما شئت لا ما شاءت الأقدار
** فاحكم فأنت الواحد القهار "
.
و يعود الجمهور
للتصفيق و الهتاف و الحماس من
جديد بتسلسل مسرحي متقن.
ليقف رفيق آخر و
يهتف بصوت أعلى من الرفيق
السابق :
" أمنت بالبعث رباً لا
شريك له ** و بالعروبة ديناً ما
له ثاني ".
و تستمر الجماهير
بالهتاف و التصفيق ..
- السيد الرئيس :
أيها الشعب العربي في كل
مكان ، لقد تكالبت الإمبريالية
و الصهيونية و الرجعية و أعداء
الشعوب و مصاصي الدماء و
الاستعمار القديم و الحديث
و كل أعداء التحرر علينا ، و
لكننا صامدون ، و سنبقى صامدين
إلى أبد الآبدين .
- يقف هتيف جديد و
يقول :
" تنبهوا و استفيقوا أيها
العرب ** فقد طما الخطب حتى غاصت
الركب "
و تعود الجماهير
للتصفيق و الهياج و الهدير و
الثوران من جديد ...
- السيد الرئيس :
أيها المواطنون ، إننا اليوم في
لحظة تاريخية حرجة ، و منعطف
مصيري خطير ، و ليس أمامنا إلا
المقاومة و الصمود و التصدي ،
فهو خيارنا نحن الرجال الأشاوس
، و لا نقبل بخيار أشباه و أنصاف
الرجال ، من الخونة و العملاء و
المنبطحين و المهزومين .
يعلو هتاف الجماهير
، و ترتفع درجة حرارة حماسهم ،
فيقف عمرو كلثوم نافخاً ريشه
هاتفاً :
" إذا بلــــغ الفطام لنا
صبيٌ ** تخــرّ له الجبابر
ساجدينا
و نشرب إن شربنا الماء صفواً **
و يشرب غيرنا كدراً و طينا "
- السيد الرئيس : نحن
نعرف أننا ندفع ثمن صمودنا و
ضريبة تصدينا ، و أن الأعداء قد
تكالبوا علينا لأننا لا نرضى
بالدنية ، و سنبقى رافعين
رؤوسنا ، سنبقى صامدين و لن نركع
، لن نركع ، لن نركع ..
- الجمهور بصوت واحد
: لن نركع أبداً لن نركع ** لن
نركع أبداً لن نركع .
- القائد المفدى : لن
نسمح لأحد أن يتدخل في شؤوننا ،
نحن أدرى بقضايانا ، و نعرف كيف
نحرر أراضينا ، الوقت ليس مهماً
في حياة الشعوب و الأمم ، سنصبر
سنين و عقوداً و قروناً ،
المهم أن نبقى نطالب بحقنا ،
و لن يضيع حقٌ و راءه مطالب .
- يقف الشيخ الدكتور
حبش المتنبي هاتفاً :
" عش عزيزاً أو مت و أنت
كريمٌ ** بين طعن القنا و خفق
البنود "
ثم يجلس مطأطئاً
رأسه ، و هو يدفع بإصبعيه حبات
المسبحة الطويلة التي يحملها
بيده اليمنى ، و يحرك شفتيه
مستغفراً و مسبحاً بخشوع و قنوت
.
- ثم تقف الدكتورة
بثينة شعبولا و تهتف :
" خلقت مبرءاً من كل عيبٍ **
كأنك قد خلقت كما تشاءُ "
القائد المفدى :
سنبقى على الطريق ، طريق حزبنا
العربي العظيم ، و لن نتراجع عنه
ولو بقينا لوحدنا ، و لو خان أو
ضعف أو صمت الجميع ، لكننا على
العهد ، و سنصل إلى هدفنا و لو
بعد قرون .
- يقف الدكتور محسن
بهلول هاتفاً :
" أمة عربية واحدة ** ذات
رسالة خالدة " فيرد الجميع
خلفه بصفقة طلائعية منتظمة.
- القائد الرمز :
إننا نرفع رؤوسنا عالية ، بجنود
الله البواسل في لبنان ، و برجال
المقاومة الأشاوس في فلسطين ، و
بأبطال العراق الأماجد في أرض
الرافدين ، كما نرفع رؤوسنا
بأهلنا الصابرين الصامدين
المحتسبين الخانعين الراضين
بقضاء الله و قدره في الجولان
الحبيب و في لواء الاسكندرون
العظيم ، فارفعوا رؤوسكم معي
بشجاعة المقاومين و بصبر و صمود
أبنائنا في الأراضي المحتلة
.
- يقف الدكتور عماد
صطوف السفرجي هاتفاً :
" فالجبن عارٌ و في الإقدام
مكرمة ** و المرء بالجبن لا ينجو
من القدر "
-الزعيم الأوحد : إن
تجمّعكم المبارك هذا هو خير
دليل على صمودكم في وجه
المؤامرات التي تحيكها
الصهيونية الجبانة بمساندة
الإمبريالية الخسيسة ، فليسمع
الجميع صوتكم العالي ، و ليسمع
الجميع هتافكم المدوي ، و ليسمع
الجميع تصفيقكم العنيف ، فصوتكم
و هتافكم و تصفيقكم أقوى من كل
المدافع ، و أعلى من أزيز الرصاص
و هدير الطائرات و أعظم من
انفجار الصواريخ و القنابل و
المتفجرات و سيهزم كل دبابات
الميركابا و طائرات الإف16.
- يقف الدكتور عماد
فيلسوف الشعوبي قائلاً :
" إذا لم يكن من الموت بدٌّ
** فمن العار أن تموت جبانا ".
- الزعيم الأوحد :
سنتابع طريق الصمود و التحرير
حتى النهاية ، خضنا معارك
البطولة و الفخار ، خضنا حرب
السادس من حزيران و خرجنا
صامدين معززين مكرمين بحزبنا و
قيادتنا ، و خضنا معركة تشرين و
خرجنا معززين مكرمين بقيادتنا و
حزبنا ، و تابعنا مسيرة المعارك
و الانتصارات في لبنان عام 1982 و
عام 1996 و انتصرنا مع المقاومة
عام2... و عام 2..6م ، كما خضنا هناك
معارك المخيمات ، فكان اقتحام
مخيم تل الزعتر البطولي في 24/8/1976
أسطورة من أساطير النضال ، و كان
حصار طرابلس و مخيمات البداوي و
البارد عام 1984م و ما زلنا نحارب
الصهاينة و عملائهم في لبنان
حتى تحرير مزارع شبعا التي
سننطلق منها لتحرير الجولان ،
لأن لبنان هو خاصرة سوريا ، و
كذلك شبعا هي خاصرة الجولان .
و
خضبنا معركة حماة الخالدة في
شباط 1982ببطولة و شجاعة فريدة ، و
قبلها معركة اقتحام سجن تدمر
المظفرة و معارك الشرف و
البطولة في حلب و جسر الشغور و
جبل الزاوية و إدلب و باقي المدن
و القرى السورية ، و ما زلنا
نخوض تلك المعارك في القامشلي و
عفرين و السويداء و في كل مكان
من وطننا العزيز الغالي حتى
نسحق كل أعداء الحزب من
الإمبرياليين و الصهاينة و
الرجعيين و الليبراليين و دعاة
الديموقراطية و أدوات الشرق
الأوسط الجديد على الطريقة
الأمريكية .
- يقف وليدو الوزير
هاتفاً :
تسقط
الإمبريالية الأمريكية .
فترد الجماهير تسقط تسقط
تسقط
يعيش
حزبنا العظيم .
فترد الجماهير يعيش يعيش
يعيش
نحن
جنودك يا قائد .
فترد الجماهير خلفه : نحن
جنودك يا قائد .
- القائد الأوحد : كل
شيء للوطن ، كل شيء للقضية ، لا
صوت يعلو فوق صوت المعركة ،
سنبقى ننفق أموالنا و نخصص
ميزانية الدولة في سبيل التجهيز
للمعركة الفاصلة مع العدو ، تلك
المعركة التي سنحدد نحن زمنها و
مكانها ، مهما طال الزمن و مرت
الأيام و السنون و العقود و حتى
القرون ، سنحقق التوازن
الإستراتيجي و توازن الرعب مع
العدو في يوم من الأيام ، و لن
نبخل في سبيل ذلك ، سندفع من
أموالنا ، من لقمة عيشنا ؛ من
حليب أطفالنا ؛ من أدوية آبائنا
، سنشد الأحزمة على البطون و
نجوع و نجوع في سبيل المعركة ، و
لن نمد أيدينا و نشحذ من أحد ،
أما الرفاق الاقتصاديون الكبار
من أبناء أخوالنا العصاميين ، و
أخوتنا و أبناء أعمامنا
المقدسين ، و أبناء عماتنا و
أصهارنا المناضلين ، فيستكفلون
ببناء اقتصادنا المتين الذي
سيصمد أمام كل الأنواء و الحصار
و الضغوط ، و لن نسمح لأحد أن
ينتقدنا أو يزاود علينا ، فنحن
في معركة الوجود ، فإما أن نكون
أو لا نكون .
- يقف الرفيق العجوز
المخضرم أحمد علي الحاج و يصرخ
بحماس و عصبية :
" نطق الرصاص فما يبُاح
كلامُ ** و جرى القصاص فما يُتاح
ملامُ "
- القائد الرمز : يا
أحفاد إبراهيم هنانو و يوسف
العظمة و صالح العلي و سلطان
باشا الأطرش ، سنبقى على العهد ،
سنسير على نفس الطريق الذي سار
عليه والدنا الراحل ، و سنربي
طفلنا الصغير و نرضعه القيادة
مع اللبن ، و سنزرع فيه حب
الزعامة و عشق الصمود و التصدي و
نعلمه كما علمنا والدنا الخالد
خطاب الصمود و لهجة التصدي و
كيفية دعم المقاومة ، حتى لا
تتيتمّوا إذا
ما أصابنا مكروه ، أو اُستدعينا
إلى محكمة دولية إمبريالية و لم
نعد ، فسيكمل المشوار و سيبقى
على العهد صامداً مقاوماً
صنديداً رعديداً خطيباً مفوهاً
خير خلف لخير سلف يسوق الجماهير
بكل شموخ و كبرياء و إباء إلى
نصر آجل في دهر من الدهور و جيل
من الأجيال.
المجد و الخلود
لشهدائنا الأبرار ، و النصر
لقضية شعبنا المغوار ، و إلى
خطاب قادم جديد
و منعطف تاريخي آخر ،
و كل خطاب و منعطف و أنتم
بخير ...
و يخرج القائد
المفدى و هو يلوّح بكفيه تارة و
يقبضهما تارة محيياً جماهير
الهتاف و العويل و التصفيق و
التمجيد و النفاق و التأليه
التي تدافعت خلفه لتحييه (
كتدافع الحجيج إلى الجمرة
الكبرى يوم الحج الأكبر ) ، و
حرسه العابسون تحلقوا حوله
يمنعونهم من الوصول إليه ، و هو
يرفع رأسه مغروراً و فخوراً
بخطابه المثير ، و حفله الكبير ،
و نصره الأخير. و تبقى الجماهير
الهاتفه تتدافع خلفه حتى يدخل
سيارته السوداء المظللة ، و
يغيب بين العشرات من السيارات
السوداء المماثلة في موكب النصر
المهيب خارج قاعة النصر
للمؤتمرات ، ليسير الموكب
العظيم في طرق حلزونية سرية
مخفية تحت الأرض بعيداً عن أعين
الشعب المكمم الأفواه و الأسير
حتى يصل القائد الملهم التاريخي
الفذ الأسطوري الرفيق الفريق
الركن الدكتور الصنديد الرعديد
العنيد الخالد ابن المخلد
إلى قصر الشعب العظيم في قمة
جبل يطل على عاصمة البلاد ( قلب
العروبة النابض ) ، هناك حيث
سيستريح بعد هذه المعركة
التاريخية البطولية ، و ليبدأ
من جديد في التحضير لخطابه و
معركته المصيرية المقبلة .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|