الله
يا ريّس : أنت أسطورة
عامر
هلال
النظام السوري في
حالة لا يحسد عليها اليوم ,
فالرئيس الشاب الوارث عرشه عن
أبيه بطريقة" دستورية" جدا
, وبعد أن ألقى خطابه "الرجولي"
الأخير بدأ عند كل مطلع شمس
يتراجع عما جاء في خطابه , جو
الصالة الحار التي ألقى فيها
معلقته , والنصر الذي حققه "نصر
الله" والتصفيق المستمر من
الحضور حتى لو "كحّ" الرئيس
. كلها أثرت بشكل "إيجابي"
على قريحة الخطيب , والذي لو
التزم بما جاء في ورقة الخطبة ,
لكان أجدى له ولموظفيه , من عناء
تقديم الاعتذارات أو التراجعات
عما قاله , متأثرا ببطولات ونصر
غيره . قبل أيام قالوا إن الرئيس
لم يقصد أيا من الزعماء العرب
بقوله "أنصاف الرجال" وقال
هو إن لم يقصد بقوله "المنتج
الإسرائيلي " قوى 14 آذار أو
أيا من اللبنانيين وغدا لا نعرف
عما سيتراجعون عنه , ربما سيخرج
علينا أحد الجهابذة من نوع شارل
أيوب أو الماركة الوطنية
الدكتور عماد الشعيبي ويقولون
بأن الرئيس لم يلقي خطابا أصلا ,
وإنما هي من مؤامرات
الإمبريالية والصهيونية ,
المتكررة , في شق الصف العربي .
ونأمل ألا ينسى شارل وعماد أن
خطابات الرئيس الابن الوارث
وقبله المورث دائما توصف
بالتاريخية , والتاريخ اليوم
يسجل بدقة , مثلما سجل التاريخ
القديم من استقوى بكسرى على
أشقائه , " الشوام" أي أهل
دمشق لديهم مثل شعبي يقول (
الطبل بدوما والعرس بحرستا) طيب
مادام أن حزب الله قاتل وانتصر
وهذا عليه خلاف , وهذا الحزب في
لبنان لماذا نشوة نصر غيره هذه
تدفع الرئيس وهو في "حرستا"
أن يقيم عرسا وعلى حرارة
التصفيق وهز الوسط من قبل
الحضور , يوزع الرئيس شهادات
الطلاق من العروبة والرجولة .
لقد فقد النظام كل أوراق اللعبة
التي كان يمسك بها قي السابق ,
ولم يبقى له إلا أن يهدد بإغلاق
الحدود مع لبنان , بعد أن قطع
الكهرباء عنه , ونأمل أن يفكر
قبل ذلك أنه هو الخاسر الأكبر من
هذه الخطوات فلبنان هذا البلد
الصغير جغرافيا , يعول عدد كبير
من العائلات السورية مثلما تفعل
الأردن والسعودية , وقبل ذلك
عليه إن يتذكر أنه هو النظام
الذي فرض على اللبنانيين
معاهدات الأخوة والتنسيق , ورفع
لسنين طويلة شعار شعب واحد في
بلدين . أم أن أكاذيب الشعارات
المرفوعة منذ أربعين عاما بدأت
تتجلى . وبان من لا يستطيع اثبات
وجوده الا ضمن وجود خلافات
وتشققات قومية ووطنية .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|