ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
محاولـة
لفهـم السـياسـة الأسـدية – 2 الدكتور
خالد الاحمد* غمـز يسـار واذهب
يمين : منذ الثمانينات
انتشرت نكتة سياسية في سوريا
والعالم العربي خلاصتها أن
نيكسون زار دمشق (1974) وفي طريقه
من المطار إلى الضيافة مـر
بدوار يصلح فيه الذهاب من
اليمين أو اليسار ، ولما سأله
سائق سيارة الضيافة : سيدي أتحب
الذهاب من اليمين أم اليسار ؟
فأجاب نيكسون : غريب منك هذا
السؤال ! ضع غماز اليمين واذهب
من اليمين . وبعد مدة غير
طويلة زار الرئيس الروسـي دمشق
وفي نفس المكان ونفس السائق
ونفس السؤال فقال الرئيس الروسي
: غريب منك هذا السؤال ! ضع غماز
اليسار واذهب من اليسار . وبعد مدة كان
الرئيس الراحل حافظ الأسـد
عائداً من رحلة خارجية ، ونفس
السائق والمكان والسؤال فأجاب
الرئيس الأسـد : غريب منك هذا
السؤال ؟ متى تفهم عليّ ؟ ضع
غماز اليسار واذهب من اليمين . نـظام الشـعارات
الفارغـة : والنظام الأسدي
من أكثر أنظمة العالم في طـرح
الشعارات الجوفاء ، التي ينساق
عامـة الشعب السوري ، وعامة
الشعب العربي ، وأحياناً بعض
المثقفين العـرب ، الذين
انخدعـوا بشعار ( بلد الصمود
والتصدي ) ، ودفعوا مليارات
الدولارات لحافظ الأسـد ، التي
حولها لأرصدتـه الخاصة ، وأرصدة
أولاده ، وأشقائه ، وأنسبائه ،
وأزلامـه من قادة الوحدات
الأمنيـة الذين سهروا على تثبيت
حكمـه وحكم أولاده من بعده ..وسوف
نمشي مع هذه الشعارات واحداً
بعد الآخر ، لنرى كم هو الفرق
بين الشعار والتطبيق في الواقع
... ومن إلقاء نظرة
على سياسة الأسـد العربية ،
نتذكر أن مصطفى طلاس وهو من
حواريي حافظ الأسد ، يقول قبيل
حرب (1967) : في منتصف
الستينات عندما صعد البعثيون
الحرب الإعلامية على اليهود ،
بعدمحاولات إسرائيل تحويل مياه
نهر الأردن لتحرم العرب منه ،
وشكلت قيادة عربية موحدة بين
مصر وسوريا والأردن بقيادة
الفريق علي علي عامر(مصري)،
وارتفعت عاطفة الشباب وصرنا نعد
الأيام لنزور حيفا ويافا
والقـدس بعد طرد اليهود منها،
وراحت الإذاعة البعثية في سوريا
تغني بصوت ( لودي شامية ) بصوت
مرتفع وتقول : [ نهر الأردن
مابـيتحول ... فيرد عليها الكورس
: مابيتحول مابيتحول ]. وفي نيسان أو أيار(
1967م) نظم اتحاد الطلبة في مدينة
حمص محاضرة في سينما الأوبرا
حضرها مئات الطلاب ، وقد وصف لي
شـاهد عيـان هذه المحاضرة يقول
واصفاً المقـدم مصطفى طلاس: (
دخل المقدم أبو فراس بلباس
المغاوير وقفز من أمام المسرح
ليصل إلى مكان المحاضر فارتفع
التصفيق للبطل المغوار ، وبدأت
المحاضرة فقال المقدم أبو فراس
بعد أن علق خريطة على الجدار
وأمسك بيده عصا خاصة بكبار
الضباط قال سـوف تتحرك قواتنا
باتجاه الجنوب لتدك قصر الرجعية([1])
أولاً ثم نتجه غرباً في اليوم
الثاني، وخلال هذين اليومين
تكون القوات المصرية اجتازت
سيناء ووصلت إلى ساحل فلسطين،
وفي اليوم الثالث سوف نطبق فم(الكماشة)على
اليهود و...) فصاح الطلاب مرة
واحدة (ونرميهم في البحر ) فعلا
الهتاف ( أمـة عربية واحدة ذات
رسـالة خالدة ، أهدافنا
وحدة حرية اشتراكية ،
الخلود لرسالتنا وللجيش
العقائدي) ... هذا الشعار الذي
ينادي بـه مصطفى طلاس ، أثبت
الأسديون عكسـه تماماً في حرب
(1967) ، حيث يقول الملك حسين في
كتابه ( حربنا مع إسرائيل ) : يقول الملك حسين
في هذا المعنى (فوت علينا تأخر
الطيران السوري فرصة ذهبية كان
يمكن أن ننتهزها لمصلحة العرب ،
فلولا تردد السوريين!!! لكنا قد
بدأنا عمليات القصف الجوي في
وقت مبكر،ولاسـتطعنااعتراض
القاذفـات الـمعادية وهي في
طريق عودتها إلى قواعدها بعد
قصفها للقـواعـد المصرية ، وقد
فرغت خزاناتها من الوقود ونفذت
ذخيرتها ، وكان بإمكاننا حتى
مفاجأتها وهي جاثمة على الأرض
تملأ خزاناتها استعداداً لشن
هجمة جديدة ، فلو قيض لنا ذلك
لتبدل سير المعركة وتبدلت
نتائجها
. الزمن وحده سيكشف
تفسيراً لأمورعديدة ، لكن
ماتأكدت منه أن الطيران السوري
لم يكن جاهزاً للحرب يوم(5)
حزيران ، وكانت حسابات
الإسرئيليين صحيحة عندمالم
يتركوا سوى اثنتي عشرة طائرة
لحماية سمائهم ، بينما استخدموا
كل سلاحهم الجوي لضرب مصر).
انتهى كلام الملك حسين . ويتذكر الشعب
العربي السوري أغنيــة
البعثيين عن طائــرة الميغ
عندما يقول ذلك الساقط ( ميراج
طيارك هرب ، مهزوم من نسر العرب .
والميغ طارت واعتلت بالجو تتحدى
القدر ) ، ويؤكد عبد الناصر أن
البعثيين هم الذين ورطوه في
الحرب ، ثم لم يقدموا شيئاً
أبداً، ومن خلال قـراءة كتـاب
سقوط الجولان يلاحظ أن البعثيين
لم يسمحوا للجــيش أن يقاتل ،
حتى أن خسائر ســوريا كانت
حوالي (120) جندياً فقط ([2])،
بينما بلغت خسائر مصـركما
أعلنهـا عبد الناصر (5000 1)عسكـري
بينهم (1000) ضــابط منهم (35)
طياراً . أرجو أن لايمل
القراء من التكرار ، فالمدرس
يكرر كي يرسخ المبدأ أو القانون
الذي يريد أن يصبح بدهية لدى
الآخرين ، وأتمنى أن يصير من
البدهي أن النظام السوري يرفـع
شعاراً أي شعار ، ويقصد آخـر ... ،
وغالباً يقصـد عكسـه ، فتعالوا
نطبق هذه البدهيـة التي زرعت في
تفكيرنا ، تعالوا نطبقها على
أهداف النظام السوري الأسـدي من
رفع شـعار المقاومـة في لبنان ،
وتبجـح الرئيس بشار الأسـد
بانتصار المقاومة الايرانية ،
وكأنه عائد للتـو من ساحة
المعركة في ( بنت جبيل ) أو (
مروحين ) أو ( مارون الراس ) أو
حتى ( البقاع ) الذي ملكه ضباط
النظام الأسدي عشرات السنين
يزرعون فيه المخدرات ويتاجرون
فيها في العالم ، بعد نقلها على
متن طائرات الجيش السوري
وسياراته ... حتى هذا البقاع ... لم
يتشجع النظام الأسدي للدفاع
عنـه... أما الجولان ، فقد
نسيه النظام الأسدي ، أو أن عقد
الايجار لم ينتـهِ بعـد ... وقد
شهدت دولة العصابات الصهيونية
أن النظام السوري ( وفي ) حافظ
على الهدوء في الجبهة الشمالية
للعدو طيلة عقود مضت ، حتى صارت
أسعار العقارات في الجولان
وأجرة الشقق السكنية
، أغلى من جميع مناطق الأرض
المحتلة ... لقد رفع بشار
شـعار المقاومـة ، لكن من
الجنوب اللبناني ، وليس من
الجولان ، حتى هذا الشعار يقصد
بـه النظام الأسدي شيئاً آخـر !!!
فماذا يريـد !!!؟ لقد عودنا
النظام الأسدي على أنه يطرح
شعاراً ويريد خلافه في الغالب ،
طرح شعار أمة عربية واحدة ووقف
مع الفرس والأمريكان ضد العرب ،
وطرح شعار الوحدة ، وكرس
التجزئة والإقليمية ، ومزق
سوريا نفسها إلى مشروع كيانات
لاسمح الله ... وطرح شعار الحرية
وبنى سجوناً في سوريا وصرف
عليها أكثر مما صرفه على
التعليم ، وطرح شعار الاشتراكية
التي تقضي على الفقر ، وحول (95 % )
من الشعب السوري إلى فقـراء .. إذن يطرح الشـعار
ويقصد خلافـه ، تماماً حسب
القاعدة ( غمز على اليسار واذهب
يمين ) ، فماذا يريد بشار من طرح
شعار المقاومـة !!!!؟ وهذه عـدة نقول من
مواقع الانترنت ، أجمعها كي
أحاول الإجابة على السؤال
التالي : ماذا يريـد
الأسـد !!!؟ من طرح شعار المقاومة
!!؟ ذكرت القناة “الاسرائيلية”
العاشرة مساء امس الاثنين ان
وزير الحرب عمير بيرتس تلقى
رسالة من الرئيس السوري بشار
الاسد بوساطة رجال أعمال من
فلسطينيي ،48 قبل العدوان على
لبنان ابدى
فيها استعداده للتفاوض مع “اسرائيل”.
واشار المعلق السياسي للقناة
رفيف دروكر، الذي أورد النبأ
الى أن الأسد أبلغ في رسالته
استعداده لإبداء مواقف اكثر
مرونة من مواقف والده الرئيس
الراحل حافظ الاسد. ولفت دروكر
الى ان بيرتس الذي اهتم
بالرسالة سارع الى ايصالها
لرئيس وزراء الكيان ايهود
أولمرت الذي تحفظ عليها. ووسط كل ذلك
تغازل تل أبيب دمشق، ملوحة
بالجزرة، محتفظة بالعصا. وهذا ما يمكن تلمسه
من التقرير الذي نشرته صحيفة
هارتس في عددها الصادر اليوم، وكشفت فيه على أن
وزيرة الخارجية الإسرائيلية
عينت أحد موظفي وزارتها الكبار وهو يعقوب ديان، ليرعى
مشروع مفاوضات محتملة مع سوريا. رؤيتــان لدور دمشـق وكتب عكيفا الدار
في هارتس بان يعقوب ديان الذي
عينته ليفني "مدير مشروع" في مفاوضات محتملة مع
سوريا، تولى إلى عهد قريب
مسؤولية العلاقات الدبلوماسية
في وزارة الخارجية، وانه عقد
في الأسبوع الماضي، اجتماعا في
تل أبيب مع البروفيسور ايتمار رابينوفيتش، الذي
تراس الوفد الإسرائيلي الذي
فاوض سوريا في منتصف التسعينات في عهد رئيس وزراء إسرائيل
الأسبق اسحق رابين. و شكلت ليفني
مجموعة عمل حول سوريا
من اجل التحضير لحوار محتمل مع
هذا البلد كما اعلنت وزارة
الخارجية في بيان اليوم
الاحد. وجاء في البيان ان وزيرة
الخارجية كلفت ياكوف دايان
رئاسة هذه المجموعة
التي "ستدرس كل المشاكل بين
سوريا واسرائيل بهدف الاستعداد سياسيا". وبحسب وسائل
الاعلام الاسرائيلية فان هذه
المجموعة يفترض ان تسلم تقريرا حول فرص استئناف
المفاوضات مع سوريا المقطوعة
منذ كانون الثاني/يناير 2000 والتي تتناول خصوصا المطلب
السوري باستعادة هضبة الجولان
المحتلة التي ضمتها اسرائيل عام 1981. وكان وزير
الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس
اكد الثلاثاء ضرورة ان تعد اسرائيل الظروف لاجراء
حوار مع سوريا. وقال بيريتس غداة
وقف الاعمال الحربية بين اسرائيل وحزب الله في
لبنان، "ان كل حرب تخلق فرصا
لعملية سياسية موسعة (..) ينبغي اجراء محادثات مع
لبنان واعداد الظروف لاقامة
حوار مع سوريا". وفي اليوم
نفسه اعلن الرئيس السوري بشار
الاسد انه لا يتوقع سلاما في وقت
قريب مع اسرائيل التي وصفها بانها "عدو". وحسب هارتس، فان
الخبراء الإسرائيليين في
الشؤون السورية منقسمون، فيما يتعلق بتحليل نوايا الرئيس
السوري بشار الأسد. وتقول بان
الاستخبارات العسكرية تدعو إلى اخذ تهديدات الأسد
الأخيرة لإسرائيل بجدية، في حين
أن فريق وزارة الخارجية الإسرائيلية يميل إلى اخذ
دعوة الأسد للسلام على محمل
الجد.
وحسب هارتس، فان
رئيس الوزراء ايهود اولمرت يعارض أي انحراف عن
سياسة صارمة لمقاطعة دمشق، ودعم
الموقف الأميركي الذي يضعها على قائمة الدولة
الداعمة للإرهاب. إزاء ذلك يصبح
سؤالنا منطقيا: ماذا يريد
النظام السوري؟. إنه يؤسس
لمرحلة من الخلافات العربية، بدليل
الهجوم الشديد للصحافة المصرية
على خطاب الرئيس الشاب ، وكذلك الصحف الإماراتية
التي اعتبرت خطابه غير مسبوق في
حدته... وكذلك مرحلة من العزلة لهذا النظام بدليل
أن وزير الخارجية الألماني ألغى
زيارته لدمشق بسبب التصريحات الغوغائية
للرئيس الشاب، التي تصور نظامه
وكأنه الدولة العظمى الوحيدة في العالم والكل يرتجف منها
خوفا، في حين أن الصحف المصرية
في حملتها عليه كشفت بعض المستور، عندما أكدت أن
الرئيس الشاب طلب من مسؤولين
عرب أن ينقلوا للقوى الغربية أي الولايات المتحدة
الأمريكية أن دمشق لا تفكر في أي
دعم عسكري للمقاومة وأن دعمها يقتصر على الدعم الإعلامي
فقط. الواقع أنّ الذين
راقبوا وتابعوا، لم يطل
اسنغرابهم ولادهشتهم إذ سرعان
ما لمحو شبح الرئيس المرحوم
الحريري يخيم في فضاء القاعة
الضخمة الفخمة، وأنّ هذا الشّبح
لايفارق مخيّلة الزعيم الملهم!!
لذلك فإنّ الذي يتابع أحاديث
الزعيم الصاعد، يجد أنّه لايخلو
حديث له من التأكيد على براءته
من دم الحريري، وتحديده للفاعل،
وكانت مجزرة(قانا)الثانية آخر
الأدلة القاطعة! التي برهن بها
على أنّ الفاعل واحد، وإن
اختلفت الطرق والأساليب وأدوات
التنفيذ؛مع عدم الالتفات إلى
فارق جوهري؛وهو أنّ(إسرائيل)
اعترفت بمجزرة(قانا) على الرغم
من بشاعتها وشناعتها، بالرغم من ذلك
اعتقد انني ربما، والله اعلم،
املك حقيقة قد لا يعرفها
الكثيرون، كون هذا الخطاب
الخشبي موجه لاسرائيل
والولايات المتحدة والغرب اكثر
منه للشرق والعرب، ويحمل في
طياته صيحة بائع متجول في سوق
شعبية، يعرض ما عنده من بضاعة
فاسدة للبيع، والدعوة لعقد صفقة
في البازار، سلم واستلم،
الاستسلام الكامل والشامل
والانبطاح التام والخروج من
التحالف مع ايران والتوقف عن
دعم المتطرفين من الحركات
الاسلامية وعدم ابتزازها
واستخدامها من الجانب السوري،
مقابل نسيان جريمة اغتيال رفيق
الحريري، والتوقف عن التحقيق في
القضية، او الاستمرار في
التحقيق مع تزوير الحقيقة،
وتقديم صك براءة للنظام السوري،
الهاجس الذي يؤرق القصر كل
القصر في سورية، وربما
التصريحات الاخيرة لوزير
الدفاع الاسرائيلي"عمير
بيرتس" بالبحث عن سبل كفيلة
للبدء بمحادثات سلام مع النظام
السوري، جزء من الطبخة التي
يراد تحضيرها قريباً، وبداية
النهاية للنفاق السياسي للنظام
السوري. التخبط واليأس
والتأزم الشامل، الذي ألم
بالنظام السوري بعد اغتيال
الرئيس رفيق الحريري، انعكس
بشكل واضح على ذلك الخطاب من
تهجم على النهج العربي
العقلاني، وتخوين الاوفياء،
وقلب الحقائق، والافتراء. لا يمكن لأي كان،
الوقوف على حقيقة السياسة
السورية الحالية وأسبابها
ودوافعها، وفهم المواقف الشاذة
المراهقة للرئيس السوري،
والحقد الذي يحمله على الاحرار
اللبنانيين من قوى "14 اذار"،
بمعزل عن عقدة الخوف والهاجس
المرعب لمقتل رفيق الحريري،
الذي يقلق القصر في سورية
ويؤرقه، حيث يجول شبح الرئيس
الحريري في فنائه ولا يغادره
حتى يتم الكشف عن الحقيقة،
وتقديم الجناة للعدالة. بعد مرور اسبوعين
على المعارك، بدأت دمشق تحسب
الكثير من الحسابات، كان
مسؤولون اوروبيون واميركيون
يزورون لبنان، وبدأ جس النبض عن
استعداد دمشق للمساعدة في وقف
الحرب وتجريد حزب الله من سلاحه
لقاء ثمن رفض المساومون من
الطرف الآخر ان يكون مرتفعا. كل
مسؤول نقل الى بلاده العرض
السوري. كانت المانيا اكثر
المتحمسين. ولم تطلب واشنطن من
الامين العام للامم المتحدة قطع
اتصالاته بالرئيس السوري. واشنطن بعد تردد
وافقت على اعطاء الفرصة وزار
بيروت سرا احد رجال الكونغرس
الاميركي واستمع من قبل احد
الوسطاء لاستعدادات سوريا،
فكان رده ان الثمن سيكون دعما
لاقتصادها واعادة بحث اتفاقية
الشراكة السورية ـ الاوروبية،
مقابل ان تساهم دمشق في عملية
نزع سلاح حزب الله وتسهيل تطبيق
القرار الدولي 1701 الذي كان
متوقعا صدوره بعد ايام. اما قضية
الجولان فانها لن تبحث الا ضمن
التصور الذي كان اعلنه رئيس
الوزراء البريطاني طوني بلير
والرامي الى اعادة احياء عملية
السلام العربي ـ الاسرائيلي
بمجرد ان تنتهي الحرب على
لبنان، حيث ينوي بلير القيام
بجولة شرق اوسطية قد تشمل سوريا.
غادر رجل
الكونغرس لبنان وعرج على فرنسا
وابلغ المسؤولين الذين التقاهم
بان بلاده وافقت وهو عائد الى
واشنطن، وما على المانيا الا ان
ترسل وزير خارجيتها فرانك والتر
شتاينمر الى دمشق لاتمام
الاتفاق رسميا والبدء في العمل. في خطابه الرنان
الذي القاه الرئيس السوري قبل
ظهر الثلاثاء الماضي، اعتقد انه
يريد ان يلقن المسؤولين العرب،
كيف تأخذ الدول مواقفها بكل قوة
وتهديد وتفتح النار على الدول
الكبرى فتهرع هذه الى مناشدة
هذه الدول العاصية. كان يعرف ان وزير
خارجية المانيا سيصل ظهرا حاملا
معه الموافقة على العرض والقبول
السوري به، مساعدات اقتصادية
وتأجيل البحث في قضية الجولان
لتدخل ضمن الرزمة التي يطرحها
بلير، مقابل مساهمة سوريا في
المساعدة في نزع سلاح حزب الله
وموافقتها على القرار 1701. وكان
وصل الى الرئيس الاسد ان حديثا
جانبيا دار في اروقة الامم
المتحدة يدعو الى ابطاء البحث
في المحكمة الدولية في قضية
اغتيال رئيس الوزراء اللبناني
رفيق الحريري، وهو قال لأحد
ضيوفه من وزراء الخارجية العرب
انه حتى لو عُقدت المحكمة فانه
سيقدم احد الضباط الصغار مثل
رستم غزالة. واذا كان العالم
العربي، رغم كل المآسي التي
يعيش فيها، لا يتردد في عدم اخذ
الامور الجدية بجدية، الا ان
وزير خارجية المانيا الذي كان
استقل الطائرة في عمان في طريقه
الى دمشق، الغى سفره فورا بعدما
احيط علما بخطاب الرئيس السوري.
لان الوضع حساس وخطير والموضوع
جدي، ولا ترغب اوروبا ان تتحول
الى سلعة للابتزاز. اراد الرئيس
السوري تلقين المسؤولين العرب،
انصاف الرجال، كيف تكون المواقف
وهو يعرف ما كان يظن انه حاصل
عليه، فاذا بالامور تنقلب عليه.
اذ ليس من المقبول بعد تدمير
لبنان وتشريد ثلث شعبه، وخراب
بيوت ناسه وغرق اكثر من 40% من
شبابه في البطالة بسبب الحرب،
ان تُعلن بطولات خادعة اعتمدت
على «عملية ربط بين القرار 1559
والقرار 1680 والقرار الاخير 1701
واغتيال الحريري والحرب
الاخيرة ودور هذه القوى
اللبنانية ودور بعض القوى
العربية اصبح الربط واضحا» ـ
قصد الرئيس الاسد قوى 14 آذار
التي اخرجت الجيش السوري من
لبنان من دون ان ترفع قطعة سلاح
بوجهه، وهو اشاد بحزب الله الذي
اخرج القوات الاسرائيلية عام 2000
من جنوب لبنان بقوة عملياته
العسكرية وجرأتها. اما «بعض القوى
العربية»، فانها نفسها التي حمت
نظامه بعد خروج جيشه من لبنان،
انطلاقا من حفاظها على سوريا كي
لا تدب فيها الفوضى الدموية. امر آخر قد يكون
دفع بالرئيس السوري الى القاء
هذا الخطاب المطول الذي شرّع
الحرب الكلامية في كل
الاتجاهات، هو انه على الرغم من
الغارات الجوية الاسرائيلية
على البقاع وعلى كل الطرق
المؤدية الى سوريا، تم تهريب
المزيد من الاسلحة الحديثة
ومنها صواريخ ارض جو المحمولة
على الاكتاف وقاذفات من انواع
اخرى كي تبقى ترسانة حزب الله
غير ناقصة من جهة الصواريخ
القصيرة المدى. وبعد وقف اطلاق
النار وصلت الى حزب الله صواريخ
اضافية وشحنات من الاسلحة، كما
قامت سوريا ـ بعد الاعلان عن وقف
اطلاق النار ـ بحشد قواتها
وفرقة الدبابات الرئيسية لديها
على طول حدودها الجنوبية مع
اسرائيل. واعترف عسكريون غربيون
ان سلاح الجو الاسرائيلي فشل في
وقف شحنات الصواريخ المضادة
للدبابات ـ من النوع الروسي
الحديث ـ من سوريا الى لبنان. قبل القاء خطابه،
ربما تأكد الرئيس السوري ان
بلاده ستحصل على كل ما تتمناه،
اذ صرح وزير الدفاع الاسرائيلي
عمير بيريتس: «ان كل حرب توفر
فرصة لعملية سياسية جديدة، وانا
متأكد من ان اعداءنا يدركون
الآن انهم لا يستطيعون الحاق
الهزيمة بنا بالقوة.. علينا ان
نفتح حوارا مع لبنان ونوفر
الظروف لفتح حوار مع سوريا». بعد هذا التصريح
يمكن الاعتبار بان اسرائيل تفكر
علنا باجراء محادثات مع سوريا،
إلا ان صاحب هذا التصريح ـ
بيريتس ـ ليس بالمسؤول الاكثر
شعبية في اسرائيل خصوصا بعدما
بدأ استدعاء كبار المسؤولين
فيها للتحقيق.بعد انتهاء الحرب
الاهلية في لبنان، التقيت بأحد
مسؤولي القوات اللبنانية
فأخبرني هذه القصة. قال: في
اواخر السبعينات كانت علاقة حزب
الكتائب بسوريا لا بأس بها،
التقينا مرة في دمشق بأحد كبار
المسؤولين السوريين الذي بادر
الى اتهامنا بالغباء السياسي
كوننا لا نعرف اخفاء علاقاتنا
باسرائيل. سألنا المسؤول السوري
يومها، هل هناك دولة اكثر من
الدولة السورية تشتم وتهدد
اسرائيل صباحا ومساء، وهل تجرؤ
أي دولة عربية على نزع شعار قلب
العروبة النابض من سوريا؟ لكن
هل من دولة عربية اقامت توافقا
واتصالات سرية مع اسرائيل مثل
سوريا؟ فلماذا لا تتعلمون منا..». قد تكون هذه
الحنكة في زمن الرئيس الراحل
حافظ الاسد، اما الآن فعلينا ان
نترك الرئيس بشار مستمتعا في
الضحك، ألم يقل في خطابه الاخير:
«وطبعا سنضحك كثيرا اذ هناك
الكثير من الكوميديا السياسية
الآن في الطبقة السياسية
اللبنانية». هل استطعت أن أقدم
إجابـة واضحـة على أهداف بشـار
الأسـد من رفع شـعار المقاومة ،
مقاومة العـدو من الجنوب
اللبناني ، وليس من الجولان ...
قالوا : يريـد من الغرب أن يطمس
جريمة إغتيال الحريري ... هذه هي
المقاومة الأسدية !!! ولاشيء
غيرها هذه هي المقاومة التي
تحافظ على كرسي الحكم لنظام
الأسـد ... وغير ذلك فليذهب إلى
الجحيم .... لبنان ، والجولان ،
وحماس ، وحزب الله ... وكل ما عدا
كرسي حكم آل الأسـد فليذهب إلى
الجحيم .... وكل آت قريب ... *كاتب
سوري في المنفى ([1])
وهكذا من بدهيات البعثيين أن
محاربة ااـرجعية أهم من
محاربة إسرائيل ، وكنا نظن
ذلك على سبيل الكناية ، حتى
تأكد لنا أنه على سبيل
الحقيقة ، فقد حاربوا
المسلمين وقتلوا العلماء
ودمروا المساجد ، ولم يعكروا
أمن إسرائيل بعد . [2]
ـ
وعدد الجنود الذين قتلوا حول
منزل رئيس مجلس الرئاسة
محمد أمين الحافظ في يوم
(22/2/1966) حوالي (200) جندي ، واصيب
الرئيس نفسـه ، وابنتـه بجرح .
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |