من
هم
تجار حساب ال -
99%
؟!
د.نصر
حسن
الذي قاله السيد
حسن نصر الله بأنه لم
يكن يتوقع ولو بنسبة واحد في
المئة حجم الدمار والعدوان على
لبنان نتيجة عملية اختطاف
الجنديين الإسرائيليين ,كانت
حسابات بمعنى من المعاني غير
دقيقة ولانريد التفصيل أكثر من
ذلك ,وهذا يلخص أمرين أساسين : الأول
هو الصدق والجرأة غير المعهودة
في تقييم مقدمات العدوان
ونتائجه على لبنان في وسط عربي
رسمي هو على النقيض من هذه
الواقعية , والثاني هو قطع
الطريق بل الألسن التي تحاول أن
تعطي الموضوع بعدا ً للصمود
والممانعة وعلى الأخص النظام
السوري ورئيسه الذي لايملك غير
الهزائم والصياح ودق طبول غيره
على أنغام يريد أن يسمعها إلى كل
الأطراف بمايشبه مزادا ً
للمتاجرة بدماء اللبنانيين
ورقصا ً دنيئا ً على عذابهم
ومآسيهم .
ماقاله هو إيضاح
لتاريخ وامتداد لسلوك قل من
يملكه وندر من يجرؤ على هذا
الموقف , لكنه ملك الشجاعة لقوله
في وجه كل الأبواق التي شوشت
عليه حربه وسلمه محاولة ً
المساومة عليه وعلى لبنان
لأهداف رخيصة وبسلوك منحرف
وبتاريخ مليء بالهزائم والكذب
على الشعوب .
والشيء الذي يمكن
الإستفادة منه بعد أن توقفت آلة
الحرب والعدوان , هو ماأراد
السيد حسن نصر الله الوصول إليه
لتوضيح الصورة لبنانيا ً وعربيا
ً وإقليميا ً بما يعني اعتذار
للشعب اللبناني وهذه سابقة لم
تحدث سوى مرة واحدة يتيمة في
التاريخ العربي الحديث وفي
سلسلة الحرب والمحاربين مع "
إسرائيل " والتي شكلت الهزيمة
عنوان مزمن لها ,يخادعون
ويضللون الشعوب على أنها
إنتصارات متتالية ومنتصرين على
الدوام .
وقد تكون هي الصدق
والواقعية في النظرة إلى مقدمات
الحرب ونتائجها ورداً على كل
تجار الشعارات الذين لم يقدموا
للمقاومة سوى نصائح الإنتحار
ودق طبول العار والترنم على على
خراب لبنان وتصويره على أنه
إنتصار , إنه القول الذي يفصل
بين الجد واللعب بين الصدق
والخديعة بين الحفاظ على لبنان
وبين التفريط به ودفعه إلى حرب
أخرى ولكن داخلية هذه المرة .
ولعل النظام السوري
والرئيس بشار أسد تحديدا ً
سيزيد عليه ضغط حبل الحصار وعلى
خططه التي يريد أن تتم على حساب
دماء اللبنانيين واستقرارهم ,
وأظهرأن حسابات المقاومة
اللبنانية مختلفة وهي حسابات
بيدر وليست حسابات وأوهام حقل
النظام السوري المليء بالكذب
والخالي من كل محصول سوى محاولة
سرقة محصول الآخرين والصياح
والنعيق بأنه هو الزارع وهو
أولى من اللبنانيين بجنى
محصولهم وبيعه على أرصفة السلام
والشرق أوسط الجديد...!.
وبالمقابل من
المبكرالحديث عن نصر أو هزيمة
إلى أن يتحرر المفهوم من
تداخلات اللاعبين الإقليميين
اللفظيين ,لكن الذي أحدثه
العدوان من خسائر إنسانية
ومادية هو مؤشر لايزال تتجاذبه
قوى شريرة , ولايزال
يتحرك ولم يقف على قيمة معيارية
محددة بعد .
ولعل في الصدق
والجرأة مايمثل العزاء الوحيد
لآلام اللبنانيين , وهذا يعني
الرجوع إلى حسابات الواقع
اللبناني أولا ً والخارجي ثانيا
ً , وليس إلى حسابات الأطراف
الإقليمية وحسابات بشار أسد
التي أصبحت أكثر من واضحة مما
استدعى الأمر إلى عزل حسابات
المقاومة عن ألاعيب الآخرين
واعتماد الشجاعة والصدق تمييزا
ً عن أوصاف الآخرين.
بقي أن نقول : أن في
هذه الواحد في المئة تكمن كل
مؤشرات النصر أو الهزيمة , وفيها
تكمن الواقعية السياسية التي
تحدد المدخل الصحيح لمحاكمة
الأمور , وقد تفرض إعادة النظر
في شكل الإنتماء وعمقه وسقفه
وجغرافيته , وفيها بعدا ً واضحا
ً يشير بأن الإنتماء للبنان
وليس إلى فضاء مجهول أولا ً وعلى
أساسه سيعاد تشكيل مفاعيل
العلاقة مع الآخرين ثانيا ً ,
وإعادة النظر في العدة والعتاد
وتوضيح أبعاد الدور وأهدافه
والتمعن في حفر التكتيك التي
حفرها الآخرون لقبر لبنان كله
ثالثا ً ,وفيها يكمن ملامح طريق
جديد على الساحة اللبنانية
عنوانه العام هو الإنتماء
للبنان رابعا ً , والإقرار
بالواقعية العملية أن
اللبنانيين الذين صمدوا
وبرهنوا عن وعيهم وشجاعتهم على
احتضان المقاومة هم المعنيون
وليس تجار الحروب خامسا ً, وأن
الدور الذي ستلعبه المقاومة
مستقبلا ًهو في تجنيب لبنان
فتنة جديدة كبرى تطبخ من قبل كل
أعداء لبنان , وتحديد واضح للدور
السياسي الذي يحافظ على لبنان
واحدا ً مستقلا ً وعلى أساس
مصالحه سوف تبنى العلاقات مع
الأقربين والأبعدين وأن تجار ال
99% قد
بارت تجارتهم وهم في خسارتهم
يتخبطون .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|