ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 03/09/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

مصالح إيرانية في حروب أميركية!

صبحي غندور*

تتميّز السياسة الخارجية الأميركية، منذ استلام جورج دبليو بوش إدارة الحكم في مطلع العام 2001، بالنزعة إلى الحروب وإلى استخدام القوة العسكرية الأميركية لفرض نظام دولي جديد تتثبّت فيه الهيمنة الأميركية على العالم وعلى مواقع الثروات النفطية فيه. وليس صحيحاً ما تقوله إدارة بوش بأنَّ سياستها هذه هي ردّة فعلٍ على ما حدث في واشنطن ونيويورك من أعمال إرهابية يوم 11 سبتمبر 2001. فنائب الرئيس الأميركي تشيني زار المنطقة العربية في مطلع العام 2001 من أجل إقناع بعض الحكومات بدعم الخطة الأميركية لإحداث تغيير شامل في العراق عن طريق القوة العسكرية. وقد جاءت جولة تشيني في وقتٍ كانت حكومة شارون فيه تمارس الحرب الإسرائيلية المفتوحة على المدن والقرى الفلسطينية في ظلِّ دعمٍ أميركيٍّ كبير لحكومة شارون وأساليبها العدوانية على الشعب الفلسطيني.

 

لقد أعطت أحداث سبتمبر 2001 العذر والتبرير لما كان قائماً من أجندة خاصَّة للمحافظين الجدد في إدارة بوش، ولم تكن (هذه الأحداث) هي التي صنعت أجندة الحروب الأميركية المعاصرة.

 

حتى الآن، خاضت الإدارة الأميركية حروباً مباشرة في أفغانستان والعراق، ودعمت هذه الإدارة حربيْ إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وفي لبنان. وتخوض وتدعم إدارة بوش هذه الحروب كلّها  تحت مبرّر "الحرب على الإرهاب" وبذريعة حماية أميركا والردّ على ما حدث في 11 سبتمبر 2001، في حين لا زالت قيادة جماعة "القاعدة" التي أعلنت مسؤوليتها عن هذه الأحداث طليقة، ولم تربطها أيّة علاقة مع النظام السابق في العراق أو مع قوى المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية، وهي حتماً ليست على علاقة مع حكومتي طهران ودمشق اللتين تخضعان الآن لضغوط أميركية ولاحتمالات المواجهة العسكرية معهما في المستقبل.

 

لكن بمعيار النظرية البراغماتية التي تقوم عليها الحياة الأميركية، فإنَّ "الأعمال بنتائجها". ونتائج أعمال الإدارة الأميركية حتى الآن هي الضرر الكامل للمصالح الأميركية وللعلاقات الأميركية/العربية تحديداً، كما مع سائر شعوب العالم الإسلامي.

بل إنَّ السياسة الأميركية الراهنة أدَّت إلى تقوية خصومها بدلاً من إضعافهم، وأعطت هذه السياسة زخماً للتطرّف الديني والسياسي، كما انها زادت من مشاعر الغضب الشعبي في شتّى أنحاء  العالم ضد الحكومة الأميركية.

وربّما يكون الآن أحد حوافز الموقف الأميركي المتشدّد تجاه طهران هو إدراك واشنطن أنَّ حروبها المباشرة وغير المباشرة في السنوات الخمس الماضية قد أدّت إلى تقوية النظام السياسي في طهران، بدلاً من إسقاطه، كما كانت مراهنة "المحافظين الجدد" على تفاعلات الاحتلال العسكري الأميركي لكلٍّ من أفغانستان والعراق.

فصحيح أنَّ الوجود العسكري المباشر في كابول وبغداد يشكّل تهديداً لإيران، لكن نتائج هذا الوجود حتى الآن هي إسقاط نظاميْ حكم كانا على حال عداءٍ شديد مع النظام الإيراني؛ فنظام طالبان في أفغانستان، ونظام صدام حسين في العراق، كانا أشدّ خطورة على إيران من الواقع الحالي الذي باتت فيه القوات الأميركية بهذين البلدين أشبه حالاً بالرهائن الممكن استهدافهم إذا جرى تصعيد عسكري للأزمة السياسية القائمة الآن بين واشنطن وطهران.

وقد فشلت الإدارة الأميركية في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في العراق وأفغانستان، وأصبحت القوات الأميركية في البلدين مستهدفة بشكل يومي ممّا يجعل هذا الأمر وتداعياته تصبّ لصالح إيران وليس الإدارة الأميركية وسياستها في المنطقة.

 

أيضاً، فإنَّ الدعم الأميركي الكبير لحرب شارون على الفلسطينيين، والتي بدأت أصلاً ضدَّ القيادة "الفتحاوية" للسلطة الفلسطينية، أدّت إلى تعزيز نهج المقاومة المسلحة في الأراضي الفلسطينية وإلى فوز "حركة حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة ممّا عزّز قوّة السياسة الإيرانية في المنطقة الداعمة لهذا التيار الإسلامي المقاوم.

الأمر نفسه تكرّر في لبنان، حيث فشل العدوان الإسرائيلي المدعوم من إدارة بوش بإضعاف "حزب الله" وقوّة المقاومة في لبنان، بل على العكس، كانت نتائج العدوان الإسرائيلي هي تعزيز نهج المقاومة ضدَّ الاحتلال على امتداد المنطقة كلّها.

 

المشكلة بالنسبة لواشنطن الآن، أنَّ أيَّ تصعيدٍ عسكري أميركي (أو إسرائيلي) ضدّ إيران سيحمل مخاطر جمّة على المنطقة وعلى العالم كلّه، ولن يحمل أيَّ نتائج إيجابية للسياسة الأميركية وسيكون تكراراً لمأساة هذه السياسة في العراق وأفغانستان وفي لبنان وفلسطين.

ولن يكون الحلّ الأفضل لإدارة بوش باستمرار حالة "اللاحرب واللاسلم" مع حكومة طهران بسبب ما تحصده إيران من نتائج الزرع الأميركي الفاشل في السنوات الخمس الماضية.

 

هذا مأزق وضعت إدارة بوش نفسها فيه، وهي تحاول الخروج منه من خلال محاولة عزل إيران عن الصراع العربي/الإسرائيلي وإضعاف تأثيرها في المشرق العربي وذلك عبر التفسير الأميركي للقرار 1701 واستخدام الضغوط الدولية والعربية على سوريا ولبنان من أجل إنهاء حالة المقاومة المسلحة مع إسرائيل.

المشكلة، عربياً، هي انعدام المرجعية العربية السليمة لشعوب المنطقة وقضاياها. فهناك تسليم من بعض العرب بأنّ ما يحدث الآن في المنطقة هو صراع خارجي (إقليمي/دولي) لا شأن للعرب فيه!. وينظر هذا البعض للأطراف العربية التي تتبنى نهج المقاومة وكأنها تخدم المشروع الإيراني للمنطقة والمصالح والرؤى الإيرانية لمستقبل الأوضاع فيها. إنّ في ذلك إجحافاً للقضايا العربية ولحق المقاومة المشروعة ضد الأحتلال، وهو تعبير عن عجزٍ عربيٍّ فاضح وعن فراغ حاصل في القيادة العربية، وبالمرجعية العربية، وعن غيابٍ طويل لمشروع عربي أو رؤية عربية جامعة وشاملة وفاعلة.

 

الأمَّة العربية ليست فقط ساحة صراع إقليمي/دولي، هي أمّة مستهدَفة بذاتها وبثرواتها وبأرضها وبوحدة كياناتها. وما لم تنهض شعوب هذه الأمّة وتصحّح واقعها، فإنَّ الاحتلال سيستمر والتمزيق سيزداد، وستتحول الصراعات الأقليمية/الدولية إلى حروب أهلية عربية، وستعجز مشاعل المقاومة، المحدودة في أماكنها وإمكانياتها، عن إزالة ظلامٍ دامس عمره أكثر من ربع قرن، يزيده قتامةً الواقع الرسمي العربي وخطايا السياسة الأميركية!

* مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن

alhewar@alhewar.com

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ