ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 10/09/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

المشروع الوطني السوري..

في مواجهة المشروعات الإمبراطورية المتنافسة.

عبد الله القحطاني

1-    المشروع السوري المقصود هنا ، هو مشروع المعارضة السورية تحديداً ( فقد انحاز النظام الحاكم في سورية إلى المشروع الإيراني الفارسي، وصار جزءاً منه ، وأداة من أدواته في المنطقة العربية ! فلم ييقَ للنظام السوري مشروع قائم بنفسه ـ هذا إذا كان له في الأصل ، مشروع وطني عامّ ـ وليس مشتركاً مع شعبه في مشروع وطني محدّد).

2-    المشروع الوطني السوري هو مشروع (جبهة الخلاص الوطني) المتقاطع مع مشروع (إعلان دمشق) والمتمّم له،والذي يهدف إلى تغيير الحكم القمعي العائلي الفاسد.

3-    المشروع الصهيوأمريكي ، هو المشروع الاستعماري المعروف ، الرامي إلى إخضاع المنطقة العربية برمّتها ، للهيمنة الإسرائيلية . وقد فُصّـلت له أسماء عدّة مثل : ( الشرق الأوسط الجديد .. الشرق الأوسط الكبير!).

4-    المشروع الإيراني الفارسي ـ وقد بدأت أبعاده بالتبلور والوضوح ـ هو مشروع يتناقض مع المشروع الصهيوأمريكي ـ في الظاهرـ ويتصارع معه في الهيمنة على المنطقة العربية ، ويتقاطع معه في السعي إلى طمس معالم الأمة العربية، وحضارتها وثقافتها، وكل ما يمكن أن تطرحه لنفسها من مشروعات .. حاضراً ومستقبلاً !

5-    لكل مشروع من هذه المشروعات وسائله وأساليبه وأنصاره.

6-    موازين القوى تختلف بين هذه المشروعات :

·       المشروع الصهيوأمريكي ، يملك قوى مادية هائلة ، وقوة نفوذ واسع في المنطقة ، وفي العالم .

·       المشروع الإيراني الفارسي ، يملك قوة دولة غنية ، ذات طموح إمبراطوري عنيف ، يتّخذ من التمدّد المذهبي وسيلة فعالة في توسعه وهيمنته . ويَعدّ كلّ فرد مؤمن بالمذهب ، جندياً عاملاً، في خدمة المشروع الإمبراطوري الفارسي ، في أية بقعة من العالم، ولاسيما في المنطقة العربية والإسلامية!

·       المشروع الوطني السوري ، هو مشروع شعبي معارض في بلاده للمشروعين السابقين . وهو يعوّل في حركته أساساً ،على أبناء الشعب السوري . ولا يملك من القوى المادية ، الداخلية والخارجية، إلاّ ما يمكن أن يقدمه له شعبه ، والقوى الحيّة من الدول والشعوب التي تخشى على نفسها من تهديد المشروعين السابقين . إذ هو المجسّد الوحيد في سورية، لمشروع النهضة العربية ، بمفهومها العريق الأصيل، وحضارتها السامية ، وآفاقها الرحبة. وهو بالتالي،  يتقاطع مع كل مشروع عربي أصيل ، لأيّة دولة عربية تريد المحافظة على سيادتها واستقلالها ونموّها وازدهارها.كما يتقاطع مع كل مشروع يطرحه أي حزب عربي ، يطمح إلى سيادة أمته وحريتها ونهضتها واستقلالها.

7- السباق بين المشروعات الثلاثة في سورية ، قائم على قدم وساق . فسقوطها التامّ في براثن أحد المشروعين الإمبراطوريين ، يعني انهيار جدار آخر من جدران البيت العربي الأصيل العريق ، ويمهد لانهيار جدران جديدة ، تحت ضربات أحد المشروعين التوسعيّين الغريبين .. ولاسيّما أن النظام الحاكم في دمشق ، أباح سورية كلها ، لسدَنة المشروع الإيراني ، ويأتي في مقدّمة ذلك ، التمدّد المذهبي الفارسي، وبناء المؤسسات التي تخدمه ، في كل محافظة من محافظات البلاد..! ( مع التذكير بأن التنوع المذهبي ، هو سمة بارزة من سمات المجتمع السوري ، ضمن الإطار الوطني . والمذهبية الوطنية مصونة في المجتمع السوري التعددي . إنما الشاذّ الخطير، المرفوض بشكل قاطع ، هو المذهبية الوافدة ، المفروضة بقوة النظام الطائفي الحاكم، والتي تهدد الدولة برمّتها ، والمجتمع بأسره ، بالانهيار التام ، نتيجة  للصراعات الشاذة المدمّرة ، التي لا تبقي ولا تذر، إذا استمر هذا العبث الرهيب ، بعقائد الناس وأفكارهم ، ومصائر أجيالهم ، في سورية الأبيّة المبتلاة الصابرة ! ولا يغيب عن ذهن عاقل ، أن ما يجري في العراق اليوم، من ويلات ومآسٍ طائفية ، لم يكن إلاّ بسبب المذهبية الوافدة التي فُرضت عليه فرضاً ، بعد أن عاشت المذاهب فيه قرابة ألف وثلاثمئة عام ، دون أن يحصل فيه شيء ممّا هو حاصل اليوم ، من استباحة للدماء وهدر للحياة الإنسانية !) . هذا، مع أن المشروع الصهيوأمريكي، ما يزال يرى في النظام السوري الحالي ، أفضل منفّذ لمخططاته ، داخل سورية وفي المنطقة كلها ! لذا يصرّح قادة إسرائيل علناً ، بأن النظام الحاكم في سورية ، هو عنصر ضروري للأمن القومي الإسرائيلي ! وذلك برغم كل ما يرفعه هذا النظام ، من شعارات الصمود والتصدّي والممانعة ، في وجه المخططات الإسرائيلية ! وهنا تقاطَع المشروعان: الإيراني والصهيوأمريكي ، في دعم النظام السوري وحمايته..! ولم يَبق من يتصدّى للمشروعين معاً داخل سورية ، سوى المشروع الوطني السوري الذي تحمله المعارضة ، التي تمثل اليوم ، الحارس الوحيد في سورية ، لمستقبل سورية ، الذي هو جزء من مستقبل الأمة العربية ..   حتى يأذن الله لهذه الأمة، حكاماً وشعوباً ، بأن تعِدّ لنفسها مشروعاً نهضوياً حياً طموحاً، تتجاوز فيه (نصاب البقاء!) ، إلى مستوى المبادرة الجريئة الفاعلة ، المكافئة لقدْر الأمة ، وحجمها ، وقواها الهائلة الكامنة في أعماقها(البشرية ، والثقافية ، والمادية ، والجغرافية، والحضارية)! فإنها بعد حفظ (نصاب البقاء) ، ليس أمامها سوى أحد طريقين : المبادرة القوية الجريئة ، لإثبات وجودها بين الأمم الحيّة ! أو الخضوع لسنّة الاستبدال ، كما قال الله عزّ وجلّ ( وإنْ تتولّوا يَستبدلْ قوماً غيركمْ ثمّ لا يكونوا أمثالَكمْ ).

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ