ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 10/09/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

المعارضة السورية والمسألة الوطنية

معقل زهور عدي

ثمة أسئلة متعددة مازالت بدون جواب حول أسباب عجز المعارضة السورية كيلا نستعمل شماعة القمع ونرتاح. من تلك الاسئلة:

هل الغموض وعدم وضوح البدائل السياسية للمسائل الرئيسة التي يطرحها الواقع الحي سبب من تلك الأسباب؟

نشأت المعارضة في صورتها الحالية كبذرة في رحم ربيع دمشق، ورغم اجهاض ذلك الربيع فان ما تبقى منه، أعني ما أصر على محاولة البقاء والتمدد هو ما أعطى للمعارضة ملامحها الراهنة.

أفضل مافيه كان دمج الفكر بالسياسة ونزول المثقفين لساحة الفعل السياسي، ذلك ما أعطى المعارضة عمقا معرفيا وسمح بتأسيس العديد من المفاهيم السياسية التي بدأت تغزو العقل السياسي السوري، وتخلق حقلا من الدلالات المعرفية انتشر من اطاره الأصلي الضيق نحو الفضاء الثقافي آ– الفكري السوري حتى أصبح من السهل تتبع أثره في الصحافة الرسمية التي يفترض ان تكون احدى قلاع الثقافة الشمولية.

لكن ذلك الانجاز لم يكن بدون ثمن على ما يبدو، فدخول الثقافة للسياسة تسبب في ولادة سياسة ثقافية تميل نحو ارجاع ماهو سياسي الى ما هو ثقافي لتتعامل معه في حقل الثقافة قبل ان تعيده الى الحقل السياسي (ان فعلت) ذلك يعني حل الاشكالات السياسية ثقافيا.

لكن حلا كهذا سييظل أعرج فالسياسة في النهاية سوقها أوسع من سوق المثقفين، وما لم تتم صناعتها وفق متطلبات استهلاكها لن تعدو ان تكون ترفا مثل السيارات الرياضية المكشوفة.

السياسة تتطلب الوضوح وبناء الاستراتيجية والتكتيك وتقديم البدائل والأجوبة للمسائل المختلفة وفق الأرضية التي تطرح فوقها وليس عبر قلبها وتحويلها الى مسائل ثقافية أو فلسفية وابقائها في هذا الحقل.

أحد مظاهر ذلك الخلل خوف النخب المعارضة من الاهتمام بما تطرحه التطورات والمتغيرات السياسية وحنينها المستمر للعودة للحقل الثقافي. البعض أصبح يرى في تناول القضية الوطنية منافسة للمسألة الديمقراطية ذارفا الدموع حين بدأ يفتقد الخطاب التقليدي الثقافي ذا البعد الواحد، لقد بحث مليا في المسألة الوطنية فلم يجد لها مفردات في ألواح الثقافة الديمقراطية.

هل ينبغي ان نقول للناس اما ان تكونوا وطنيين أو تكونوا ديمقراطيين؟

ذلك بالضبط ما يريده الاستبداد.

يعيدنا مثل ذلك الخطاب لاشكاليتين :

الأولى هي فهم وظيفة وحدود حقل الدلالات المعرفي الثقافي الديمقراطي ومكانته في العقل السياسي السوري.

الثانية هي اخراج السياسة المعارضة من ان تكون ناتجا بسيطا لذلك الحقل، يمكن رد أي جزء منها في أي وقت اليه على طريقة الاستدلال بالنص.

من المفارقات أنه تحت وهج الحرب في لبنان وما أثارته من عواصف وجدت جمعيات مثل جمعية حقوق الانسان نفسها مضطرة للخوض في المسألة الوطنية بينما يعمل بعض أطراف المعارضة على تحويل المعارضة السياسية آ– حسب ماهو مفترض آ– الى مجرد جمعية لحقوق الانسان.

كيف يمكن للمرء ان يكون ديمقراطيا وهو يخاف من شعبه وينظر بحذر شديد للروح الوطنية لحظة صعودها؟

الآن دعونا نطرح السؤال التالي:

هل هناك مسألة وطنية تتمثل باحتلال اسرائيل للجولان أم لا؟

اذا كان الجواب نعم فهناك سؤال آخر يطرح نفسه : هل يمكن للمعارضة الاستقالة من المسألة الوطنية بمجرد القول ان حلها مؤجل لما بعد بناء الديمقراطية والتنمية.

كمعارضة سياسية تمثل مشروعا وطنيا ديمقراطيا متكاملا لا يمكن ابقاء المسألة الوطنية خارج ذلك المشروع تحت اية ذريعة.

ثمة فارق بين القول ان تحرير الجولان يتطلب جبهة داخلية محصنة باعطاء الحريات للشعب وازالة الاحتقانات ومحاربة الفساد ونحن نطالب بذلك كمقدمة لوضع استراتيجية وطنية عقلانية يتم التوافق عليها لتحرير الجولان وبين التهرب من تحديد المسألة الوطنية كمهمة راهنة وابقاء الغموض حول حقيقة الموقف منها.

ويزداد الارتياب حين تهاجم ثقافة المقاومة كثقافة (تعبوية تحريضية) لا تتماشى مع التقاليد (الديمقراطية). فهل تتطلب التقاليد الديمقراطية ثقافة الهزيمة وقبول الاحتلال.

ببساطة من ناحيتي أجد أن ثقافة المقاومة تتطلب الديمقراطية وحين تحتاج الأولى للثانية ينتفي التناقض بينهما، بينما يحتاج الأمر للاستبداد لاقناع الشعوب العربية بالتنازل عن حقوقها، ولا مانع من تجديد الاستبداد بلباس جديد، الم تقم الولايات المتحدة بغزو العراق من أجل نشر الديمقراطية!

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ