ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 11/09/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط

وصاية كاملة على شعوبنا

أ.د. محمد اسحق الريفي

المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط هي العامل الاستراتيجي الأهم في تحديد السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه شعوبنا، وينظر الأمريكيون إلى تلك المصالح على أنها جزء من أمنهم القومي وأن حمايتها تتطلب بسط النفوذ الأمريكي في المنطقة بلا منافس، الأمر الذي جعل تلك المصالح تمثل عبئاً ثقيلاً على شعوبنا وتهديداً استراتيجياً لوجودنا.

يستخدم الأمريكيون تعبير "المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط" بطريقة غامضة ومخالفة لكل الأعراف والمعايير الدولية، فهم لا يفرقون بين ما يعتبرونه مصالح لهم في الشرق الأوسط وبين ما يستخدمونه من وسائل غير شرعية لحمايتها، فالأمر لا يقتصر فقط على ضمان الحصول على النفط والغاز الطبيعي بأسعار مقبولة للأمريكيين، وإنما يتجاوز ذلك بكثير ليشمل التدخل السافر في نوع أنظمة الحكم في بلادنا والعلاقات الدولية والاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة في مجتمعاتنا.

لذلك فإن حماية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط تقتضي وصاية أمريكية كاملة على بلادنا وشعوبنا، بل إن تلك المصالح ليست سوى مجموعة من الأهداف الأمريكية التي ارتهن تحقيقها بإذلال شعوبنا ووأد طموحاتها ومصادرة حقها في تقرير مصيرها، وما يتعرض له شعبنا الفلسطيني طوال عقود عديدة من الظلم والحصار والتجويع والمعاناة والعقاب الجماعي يندرج تحت المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، ويندرج تحتها كذلك تدمير لبنان واحتلال العراق وأفغانستان وتمزيق السودان وإقامة قواعد عسكرية جوية في معظم بلدان الخليج العربي، كما يندرج تحتها تكميم الأفواه وقمع الحريات الفكرية وحرية التعبير وتهديد كل من ينتقد السياسات الخارجية العدوانية للولايات المتحدة ...

وبحسب دراسة استراتيجية حول "مستقبل أمن الشرق الأوسط" أعدتها هيئة راند، ضمن مشروع ممول من الحكومة الأمريكية باسم "مشروع إير فورس"، فإن لدى الولايات المتحدة الأمريكية العديد من المصالح الحيوية والدائمة في الشرق الأوسط، أهمها: مكافحة الإرهاب، ووقف إنتاج أسلحة الدمار الشامل في المنطقة، واستقرار إمدادات الغاز الطبيعي والنفط وأسعارهما، وضمان استقرار الأنظمة الصديقة للولايات المتحدة الأمريكية، وضمان أمن (إسرائيل)، ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط.

ويظهر بوضوح أن هذه المصالح الأمريكية هي عبارة عن حزمة متناقضة من الأهداف التي تضر كثيراً بمصالح أمتنا العربية والإسلامية وتمثل خطراً كبيراً على الشعوب العربية والإسلامية في المنطقة، وهي تنطوي على كثير من الأكاذيب والتناقضات فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان وما يسمى بمكافحة الإرهاب، وفي الوقت الذي تمنع الولايات المتحدة الأمريكية شعوبنا من امتلاك أسباب القوة للدفاع عن نفسها أمام هجمات الأعداء؛ تسمح للكيان الصهيوني امتلاك أكبر ترسانة نووية في المنطقة، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية جعلت دعم الاحتلال الصهيوني وعدوانه المستمر على الشعوب العربية جزءاً من مصالحها في الشرق الأوسط، كما أنها اتخذت من مصالحها المزعومة ذريعة لغزو بلادنا واحتلالها بحجة نشر الديمقراطية!!

يعتقد كثير من المحللين الاستراتيجيين والسياسيين أن الممارسات التي تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية لحماية مصالحها في الشرق الأوسط قد أدت إلى زعزعة الاستقرار وانعدام الأمن واندلاع الحروب وتخريب المجتمعات العربية وإفسادها، ونتيجة عن ذلك أدت إلى زيادة شعور الكراهية للولايات المتحدة الأمريكية وللغرب المتحالف معها، ما جعل صناع القرار الأمريكيين يشعرون أن مصالحهم باتت عرضة للتهديد الفوري والمستمر في السنوات الأخيرة، وهذا بدوره ألجأ الساسة الأمريكيين إلى اتخاذ مواقف تكتيكية بشكل يومي للتعامل مع التطورات سريعة التغير في منطقتنا، وكل ذلك يرجع إلى تخبط الإدارة الأمريكية وتناقض مواقفها وسياستها المتعلقة بالشرق الأوسط.

ووفقاً لما جاء في دراسة بعنوان "حماية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط" لروبرت هنتر؛ فإن حماية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط تقتضي خلق منطقة خالية من العنف، على حد تعبيره، ولا تؤوي الإرهاب (المقاومة) أو تدعمه، وتخلو من أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية، وتسمح بتدفق النفط والغاز الطبيعي إلى الولايات المتحدة بأسعار مرضية، ولا تعرض أمن الكيان الصهيوني (إسرائيل) إلى الخطر، ولا يسيطر عليها أي منازع أو منافس للولايات المتحدة الأمريكية.

لذلك فإن روبرت هنتر يقترح، في دراسته، على الإدارة الأمريكية استحداث نظام أمني إقليمي لحماية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط يقوم على أساس إقامة حلف مماثل لحلف الناتو ووضع معايير للأمن القومي الأمريكي والشرعية السياسية لحماية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

وهذا يأتي منسجماً مع ما ورد في كلمة لبوش هذا الأسبوع يقول فيها: "إن أمننا القومي يعتمد على تطوير ونشر الحرية في بلاد أخرى"، وبعبارة أخرى؛ فإن الأمن القومي الأمريكي يعتمد على إعادة صياغة اتجاهات شعوبنا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتشكيل عقولها وثقافتها لتتوافق مع الرؤية الأمريكية وتضمن للولايات المتحدة ضمان حماية مصالحها في الشرق الأوسط.

هذا ما يريد الأمريكيون تحقيقه في منطقتنا، فما الذي أعدته شعوبنا لإنقاذ نفسها؟!!

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ