أيها
العرب ..
استعدوا
لديمقراطية أبوغريب
أحمد
الخفاجى
يتصور البعض بسبب طيبتهم
وسذاجتهم ان ما حصل فى سجن
أبوغريب هو عمل فردى قام به بعض
الجنود وضباط الصف ذوو الرتب الصغيرة دون علم رؤسائهم فى
الجيش الامريكى ، ويتصورون ايضا
ان الأمر كان مفاجئة لأركان
الادارة الامريكية وعلى رأسها
المتغطرسان رامسفيلد وبوش ،
ويمضى الخيال والتصور ببعض
الطيبين البسطاء ان أمريكا لا
يمكن ان تفعل ذلك خاصة وان
الادارة الامريكية ما انفكت
تؤكد أنها جاءت الى العراق
لتخليصه من النظام الدكتاتورى
الذى يقوده صدام حسين وأنها
ستحل محله نظام ديمقراطى منفتح
ينعم فيه الجميع بالديمقراطية
ويجنون منه الامن والسلام
والتقدم والحرية .
أيها العرب أنظروا الى العراق
بعد أكثر من سنة من احتلاله .. ها
هى الديمقراطية وها هو الامن
والسلام على الطريقة الامريكية
فلماذا حدث ما حدث فى سجن
أبوغريب ؟
انه ليس أفعال جنود املتها
عليهم عقولهم ، الجنود فى
الجيوش لا يفعلون الا ما يؤمرون
، وقد يخطئون فتتم معاقبتهم حسب
قانونهم العسكرى .. لكن هل
تتصورون ان تتم هذه الممارسات
طوال هذه المدة بطريقة منتظمة
وممنهجة بسبب أخطاء بضعة جنود
فى سجن ؟ أليس للسجن آمر وعادة
ما يكون برتبة كبيرة بسبب أهمية
المساجين ؟ وهل كل هؤلاء الجنود
مصابون بهذا الشذوذ وهذه
السادية فى تعذيب المساجين
واذلالهم ؟
والكثير الكثير من الاسئلة
التى لا تمر على العقول مر
الكرام الا على الطيبين البسطاء
السذج من أمة العرب الذين يثقون
ثقة عمياء فيما يقوله رئيس أكبر
دولة فى العالم الذى بلغ به
المرض النفسى ان يحتفظ بمسدس
صدام حسين فى مكتبه ليعرضه على
زواره وكأنه جاء بشئ عظيم ونصر
مبين والامر لا يتعدى احتلال
دولة صغيرة نامية من بين قرابة
مائتى دولة فى العالم .
ان جورج بوش هذا وأركان ادارته
هم مجموعة من المتعصبين ضد
الاسلام وخاصة العرب ، وهم طغاة
لا يهمهم الا اذلال الآخرين من
العرب والمسلمين فى العراق
وفلسطين وأفغانستان ولا يهمهم
الا تنمية ثروتهم وتوسيع نطاق
أعمال وأرباح شركاتهم ، وما حدث
فى أبوغريب ليس خطأ او صدفة بل هو برنامج تم بموافقة جورج بوش
وبإعداد من رامسفيلد وكوندليزا
رايس ومايرز وضابط يدعى كامبونى
وآخر يدعى ميلر ، وقد سمى هذا
البرنامج السرى
باسم " برنامج الوصول الخاص
" وسموه بأسماء اخرى ويعتمد
هذا البرنامج على شعار " أمسك
من تشاء وأفعل به ما تشاء " ،
وقد تم اتباع هذا البرنامج فى
سجون أفغانستان وغوانتانامو
وبالطبع فى سجون العراق .
الا ان ما تم استخدامه فى سجن
أبوغريب هو نسخة معدلة تم فيها
التركيز على الاذلال الجنسى
إضافة الى وسائل التعذيب
الحقيرة الأخرى لانهم ارادوا ان
يذلوا هؤلاء العراقيين
والعراقيات ومن خلالهم العرب
جميعا فى شرفهم ، وقد تم ذلك وفق
البرنامج السرى التابع
لرامسفيلد والذى يحظى بموافقة
بوش .
سجن أبوغريب كان تحت أمرة ضابطة
امريكية فى الشرطة العسكرية
أسمها جانيس كاربنسكى وهى تقول
إنها لم تكن تدرى عما يدور فى
سجن أبوغريب وهى صادقة فى ذلك
الى حد كبير لان من يقومون بهذه
المهمة هم رجال البرنامج السرى
الذى يمثلون صلاحيات واسعة فى
دخول السجن واستجواب المساجين
وتعذيبهم واذلالهم ، تقول جانيس
: كنت أظن ان معظم المدنيين هم
مترجمون ولكن كان هناك مدنيون
لا أعرفهم ، وكنت اسميهم
الاشباح المختفية ، واضافت بأنه
لم تكن لديها فكرة عمن يعمل فى
سجنها وهذا ليس فشلا منها كما
وصفه البعض لكنها كانت تابعة
للشرطة العسكرية المكلفة
بالاشراف على السجن اما التحقيق
فهو تابع للاستخبارات ولهذا
الجهاز السرى الذى استولى على
أختصاصات وكالة الاستخبارات
المركزية السى آى ايه .
أذن برنامج سجن أبوغريب ليس خطأ
وليس صدفة ، بل هو برنامج معد
للاستهلاك العربى فهم يعرفون
حرص العرب على قضية الشرف
الشخصى فأذلوهم جنسيا ، جردوهم
من ملابسهم وصوروا لهم اكثر من
1200 صورة باعتراف رامسفيلد نفسه
والصور التى لم تروها بأمر من
رامسفيلد هى أشد فضاعة مما
شاهدتموه ..وكل ذلك يصب فى خانة
إذلال العرب والمسلمين ، وفى
اطار الحرب الصليبية الجديدة
التى يقودها بوش والتى أعلن
عنها صراحة بعد أحداث 11 سبتمبر .
هذه هى ديمقراطية أمريكا التى
تبشر بها انها ديمقراطية سجن
أبوغريب .. فاستعدوا أيها العرب
للتصوير .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|