العرب
.. وحماية وجودهم
محمود
العالم
أن مشروع الشرق
الأوسط الكبير الذى تطرحه
الإدارة الأمريكية كوعاء سياسي
واقتصادي للمنطقة العربية يضم
أيضا إسرائيل وتركيا
وأفغانستان وإيران يهدف الى طمس
الهوية العربية وإذابة الوجود
العربى ونهايته لغة وثقافة
وتاريخا وهو مشروع يحمل نفس
الأهداف ويقف على نفس المرتكزات
التى صاغها الارهابى الصهيونى
" شيمون بيريز " فى فكرته
الشرق أوسطية التى تخلص فى
محصلتها النهائية الى الإقرار
بالأمر الواقع على الأرض سياسيا
واقتصاديا والإعتراف بالكيان
الصهيونى ككيان فاعل في المنطقة
وبالتالى ضرورة أندماجه ضمن
المنظومة الاقتصادية العربية
وإسقاط كافة المفاهيم السابقة
التى تصنفه جسما غاصبا غريبا عن
المنطقة وتاريخها السياسى
والاجتماعى ، ومن ثم إلغاء فكرة
الأمن القومى العربى وإستبداله
بفهوم الأمن الإقليمى الجماعى
للمنطقة تحت اشراف ورقابة
أمريكا الوريث الجديد للمشروع
الإستعمارى وهو ما يتوافق
والنزعة الامريكية الباحثة عن
موطئ قدم بالقرب من آبار النفط
وأكبر احتياطيات العالم منه ..
خصوصا وان المنطقة العربية فى
هذه المرحلة تعد هى الحلقة
الأضعف فى المنظومة الدولية بما
تعانيه من تفكك وتجزئة وإنعدام
لكل مقومات القوة او إمكانية
الدفاع عن وجودها مما أهلها لأن
تكون أكثر المناطق العالمية
قابلية لتطبيق مفاهيم النظام
العالمى الجديد وهو ما شجع
الإدارة الامريكية على تجاوز كل
القوانين والأعراف المتعارف
عليها فى العلاقات الدولية بين
الدول لتعلن عن مخططاتها علانية
وعلى الملأ دون مراعاة لأحد سوى
مصالحها ، متخذة من قوتها عاملا
لفرض رؤاها وتوجهاتها وممارسة
أبشع أنواع الصلف الإستعمارى ضد
شعوب المنطقة وأختياراتها
السياسية واستبدالها بالنموذج
الأمريكي شكلا ومضمونا .. وما
حدث فى العراق يؤكد التوجه
الاستعماري للإدارة الأمريكية
وسعيها المتواصل للسيطرة على
المنطقة العربية لتأمين
مصالحها وحماية الكيان
الصهيونى المغتصب للأرض
العربية ويكشف القناع عن الوجه
القبيح لأمريكا واعتمادها
سياسة الكيل بمكيالين تجاه
القضايا الدولية التى تظل قضية
الشعب الفلسطينى عنوانا
لعنصرية الإدارات الأمريكية
المتعاقبة وشاهد إثبات على
جرائمها ضد الشعوب .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|