صيغة
الجبهة الوطنية التقدمية
أضحت
خارج التاريخ
رجاء
الناصر
نشرت
جريدة "الثورة السورية "
مارأت فيه تلخيصاً لأقوالي قي
ندوة "الوحدة الوطنية كأداة
لمجابهة المخاطر " وجاء فيه
:" أن الندوة ستساهم في فتح
نافذة أمام أي عقبة قد تعاني
منها وحدتنا الوطنية " وتابعت
:"ودعا في الوقت نفسه إلى
تطوير آلية عمل الجبهة وتوسيع
أكبر مشاركة جماهيرية فيها ".
وبما
أن هذا التلخيص المنشور مزيف
ويتعارض تماماً مع نص ومضمون ما قلته في الندوة
وخصوصاً حول المسألتين اللتين
أخذت من بين أقوالي واللتان
تتعلقان بالوحدة الوطنية
والجبهة الوطنية التقدمية :
وقد
جاء بأقوالي حول هاتين
المسألتين بما نصه حرفياً
وأعتقد أن هذه الندوة قد تساهم
فعلاً في فتح كوة صغيرة في
مجتمعنا السوري الذي يعيش
أنسداداً في التواصل بين قوة
السياسية والاجتماعية بسبب "
التعلية " من نهج رفض الآخر ،
ورفض مبدأ الحوار ، والإصرار
على احتكار السلطة والثروة من
قبل فئة واحدة من المجتمع ".
أما عن الجبهة الوطنية التقدمية
فقد طالبت الورقة بـ " عقد
اجتماعي يؤسس لحكم صالح يعترف
بتعددية سياسية وحزبية وثقافية
حقيقية تتجاوز تلك الصيغة
المتخلفة للجبهة الوطنية والتي
هي في حقيقتها وجوهرها ، صيغة
تجميلية لنظام الحزب الواحد".
ومن
المؤكد أن بمقارنة هاتين
الفقرتين مع ما ورد في صحيفة
الثورة السورية , يتناقض مع باقي
فقرات كلمتي فقد قلت في كلمتي أن
الوحدة الوطنية في سورية هشة
وفيها الكثير من التصدعات
الناجمة اساساً عن احتكار
السلطة والثورة من قبل فئة ،
وتحدثت عن بعض مظاهر التصدع في
الوحدة الوطنية ..وأن العامل
الخارجي ليس العامل الأساس في
تصدع الوحدة الوطنية ..وإن تحقيق
الوحدة الوطنية وصيانتها يتطلب
التوافق على عقد اجتماعي جديد
يربط الدولة والسلطة والشعب
برباط حقوقي قاعدته المساواة
والعدل ..
أما
عن المسألة الثانية فأنا لا
أؤمن بإصلاح وتطوير الجبهة
الوطنية التقدمية كمدخل
للإصلاح السياسي ، واعتقد أن
هذا شأن القائمين عليها ،
ولكنني أعتقد كما نوهت في كلمتي
إلى أن صيغة حكم الجبهة الوطنية
،أضحت خارج التاريخ وسحبت من
التداول في بلدان المنشأ التي
استوردت منها .
وإصلاح
الجبهة الوطنية التقدمية : هي
مثل تجميل الميت قبل إلقاء
النظرة الأخيرة عليه ودفنه وأنا
لاأنطلق هنا من تقيم لكل حزب أو
فصيل من أحزاب الجبهة الوطنية
التقدمية وإنما من كونها الصيغة
المطروحة للتعددية السياسية
ولإدارة الحكم والسلطة , ولما
أوقعته تلك الصيغة والعلاقة من
آثار عميقة على أحزاب الجبهة ،
أو الجماعات المنضوية إليها ..
الجبهة
الوطنية التقدمية ما هي إلا
صورة سلطة الحزب الواحد والقائد
الذي يقود جبهة وطنية تقدمية
بحيث تكون رهينة تابعة وملحقة
في فلك الحزب الحاكم ومرتبطة به
مصلحياً بحكم أمساكه بالسلطة
وتوزيع مغانمها ، وكلنا يذكر
كيف كانت تلك العلاقة عندما قرر
أحد الأحزاب الأساسية المؤسسة
لتلك الجبهة ،الخروج منها ،فقد
سحبت منه "مشروعيته "
ولوحقت عناصره ، ومنبهج بعض
المنشقوين عنه والذين لا يشكلون
1% منه موقعه في تلك الجبهة .
ونرى
تلك العلاقة أيضاً عندما قرر
أحد أحزاب الجبهة أن يطرح
برنامجاً اجتماعياً مغايراً إذ
عوقب وحرم من "حصته في مجلس
لشعب " لدورة كاملة " كانت
كافية ليدرك حقيقة الدور
المسموح له .
إشكالية
الجبهة ليست في بعض مفرداتها
وبعض ما تضمنه ميثاقها ، وليست
سماح لها بالعمل في قطاع الطلبة
بعد أن انقطعت عن الأجيال
الجديدة ، وأصبح عسيراً على
معظمها التواصل مع تلك الأجيال
، وإنما في الصيغة ذاتها وفي
احتكارها للعمل السياسي
والحزبي ، وعدم السماح في العمل
من خارجها .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|