أنا...
لا أدري!!!
د.
ريم منصور الأطرش
لم
تعد الورقة البيضاء تحضّني، كما
كانت من قبل، على الكتابة
واختيار الكلمات التي تناسب كلّ
حالة، فكما يقال " لكلّ مقام
مقال"!... لماذا؟ أنا... لا أدري!!
ما
إن تقع عيني على هذه الورقة
البيضاء وأحسّ بأنني سوف أضع
أسود على أبيض،حتى أشعر بغصّة
في حلقي وأخرى في قلبي! لماذا؟
أنا... لا أدري!!
يبدو
أنّ ما جرى ويجري في فلسطين
والآن في العراق هو ما يسبب لي
هذه الحيرة وتلك الغصة! فهل
أدري؟!
كم
توهّمنا في صغرنا أننا أقوياء
وشرفاء ونغيث الملهوف ونعين"
الصديق عند الضيق"، فكيف
بالأخ التوأم والشقيق؟!!! أنا...
لا أدري!!
لنعترف
جميعاً بأننا" خذلنا" جنوب
سورية و" ضعفنا" أمام
التهديدات، فتخلّينا عن شرق
سورية؛ ولنعترف، قبل كلّ ذلك،
بأننا خذلنا أنفسنا وضعفنا
أمامها، دون أن ندري! أم كنا
نعلم وندري؟!!!
أظنّ
أنّ معظمنا، من المحيط إلى
الخليج، يتساءل ويعاني ويحار
كما أنا وكما الكثير منّا،
صغاراً وكباراً، شيباً وشباناً.
ولكن، ما العمل؟ هل حقاً لا
ندري؟!!!
يقول
لنا تاريخ البشرية بأنّ التغيير"إرادة"
لا بدّ من أن تنبع من داخل
الإنسان المؤمن به وبجدواه:"إنّ
الله لا يغيّر ما بقوم حتى
يغيّروا ما بأنفسهم".
فلماذا
لا نتجاوز كلّ حواجزنا التي
تكبّلنا، ونحن مَن وهبنا الله
لغة واحدة، نفهمها وتفهمنا مهما
اختلفت لهجاتنا، ليكون لدينا
تجمّع حقيقي، يضع برنامج عمل
حقيقي يسعى إلى دعم الأخ التوأم
والشقيق وإغاثته في محنتنا
جميعاً، لنعودَ بذلك كما حدّث
التاريخ عنّا، أقوياء، شرفاء،
نغيث الملهوف و"ننصر أخانا
ظالماً، فكيف به إن كان
مظلوماً؟!"
من
غير المنطقي ومن اللامعقول ما
يجري، وكلّنا نقول"حوالينا
ولا علينا"!! ومن العبث هذا
القتل الذي يجري يومياً في
فلسطين والعراق ليتحوّل إلى
إبادة جماعية، ونحن نستمع إلى
نشرات الأخبار دون ردّ فعل ودون
أيّ ارتكاس!!
فهلاّ
من مجيب؟!!! علّ وعسى أن تتحقق
حكمة الإمام الشافعي، رضي الله
عنه، في قوله:
ولربّ
نازلة يضيق لهـا الفتى
ذرعاً وعند الله منها
المخرجُ
ضاقت
فلمّا استحكمت
حلقاتها
فُرجت، وكنت أظنّها لا
تُفرَجُ
أنا...
لا أدري !!!
دمشق
في 20/6/2004
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|