ماذا
وراء إعفاء جنود أمريكا
من
المحاكمة الدولية ؟
د
. أسعد الديلمى
أصرت الولايات المتحدة
الامريكية ومازالت تصر على عدم
محاكمة جنودها أمام محكمة
الجنايات الدولية وتطلب من دول
العالم الأخرى الاقرار بهذا
الواقع ، ومع ما فى هذا المطلب
الغريب من خرق لقواعد المساواة
فى القانون الدولى الذى يفترض
ان دول العالم متساوية فى
السيادة وفى الحقوق والواجبات
فى المجال الدولى ، الا ان وجه
الغرابة هو لماذا هذا التركيز
الامريكى المحموم على إعفاء
جنودها أمام محكمة الجنايات
الدولية ؟
ان هذه المحكمة الدولية تنظر من
ضمن اختصاصاتها فى الجرائم التى
ترتكبها الجيوش أثناء الحروب
وتاريخ أمريكا ملئ بالحروب
وحروب أمريكا مليئة بالجرائم ،
فها هى تحارب العراق وتحتله
وترتكب فيه جرائم حروب مثل ما
حدث فى سجن أبوغريب ومأادراك ما
سجن أبوغريب وقبله أفغانستان
التى ارتكبت فيها جرائم وأبرزها
معقتل غونتانامو الذى أرتكبت
فيه أفعال نازية ضد معتقلين
حملتهم من أفغانستان ومناطق
أخرى الى هذه القاعدة الكوبية
المحتلة حيث لا قانون ولا رقيب ،
وقبلها فى بنما حيث غزتها
وأعتقلت رئيسها وكأنه مواطن
امريكى يقع تحت اختصاصها ، وفى
غرينادا قبل ذلك وفى فيتنام حيث
جرائم الإبادة الجماعية
والاسلحة المحرمة التى استخدمت
ضد الشعب الفيتنامى ... الخ .
اذن الحكومة
الامريكية تنتهج سياسة
العدوان والحروب وفى هذه
الاعتداءات والحروب ترتكب
الجيوش الامريكية جرائم حرب
تتنافى مع القانون والعرف
الدوليين وهى تمارس ذلك بشكل
منتظم ومنهجى وهى عندما تطالب
بإعفاء جنودها من المحاكمة أمام
محكمة الجنايات الدولية تعلم
جيدا أنها لا تستطيع التوقف عن
ارتكاب هذه الجرائم وان محاكمة
جنودها يعنى تحويل الجيش
الامريكى الى المحكمة الدولية
وهذه المحكمة لن تتعب كثيرا فى
ايجاد الادلة على إدانة الجيش
الامريكى فجرائمه كثيرة ،
وبالتالى ستدان أمريكا من قبل
هذه المحكمة
امام العالم أجمع وتثبت حقيقة
زيف الشعارات المرفوعة ويظهر
الوجه البشع الحقيقى للسياسة
الامريكية .
وما حدث فى سجن أبوغريب يؤكد
هذه الحقيقة ، فهذه الوقائع
المخزية التى أرتكبتها أمريكا
فى هذا السجن وغيره كانت ستكون
محل محاكمة وادانة من قبل محكمة
الجنايات الدولية ولن تقف
المحاكمة عند حد جندى أمريكى
مأمور ينفذ سياسة رؤسائه بل
ستطال كل أركان الادارة
الامريكية ، لان ما جرى فى
أبوغريب هو سياسة منهجية رسمية
سرية امريكية هدفها الوصول
للغاية مهما كانت الوسيلة ولو
باذلال العرب جنسيا بالصور
الفاضحة وبالتبول
على المساجين وإرتكاب أفعال
اخرى يعجز المقام عن تفصيلها
مما لا يبيحه اى قانون فى العالم
، وأمريكا تريد ان تعفى سياستها
المشينة الهمجية من المحاكمة
والادانة .
وبالتالى فعلى دول وشعوب
العالم ومنظماته وجمعياته
الأهلية ان تقف وراء هذا السلوك
المنحط وراء هذه المطالب
الغريبة التى تطالب بامتيازات
خاصة ، أما كفى العالم حصاد
سياسة امتياز النقض " الفيتو
" لكى نضيف اليه امتيازات
اخرى ؟!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|