ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 21/06/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اميركا الساخرة بحقوق الإنسان

الدكتور محمد أحمد النابلسي

... اللجنة العالمية لحقوق الإنسان يحكمها الطغاة! / وول ستريت جورنال.

... اللجنة العالمية لحقوق الإنسان هي نادي سفاحين ومتوحشين / نيويورك بوست.

... هجوم غادر على اميركا من اللجنة العالمية لحقوق الإنسان/ نيويورك تايمز.

... حقبة جديدة من معاداة الأمركة تتجلى في اللجنة العالمية لحقوق الإنسان/ واشنطن بوست.

هذه كانت عناوين الصحف الأميركية منتصف شهر أيار من العام 2001 فكيف تحولت أميركا إلى عداء اللجنة العالمية لحقوق الإنسان؟. هذا في حين تصر هذه الدولة على تصدير حقوق الإنسان وغيرها من الحقوق إلى العالم أجمع!. إذ تعتبر نفسها جنة حقوق الإنسان على أنواعها!. فلماذا هذا العداء الأميركي للجنة العالمية لحقوق الإنسان وهي الدعاية التسويقية لقوانين الحقوق الأميركية ؟. وهي قوانين تستغلها الولايات المتحدة لتصدير الفوضى الى العالم. ومن ثم لخلق ظروف تفتح لها أبواب التدخل ،لغاية الاحتلال، لحماية هذه الحقوق.

لقد خرجت أميركا على حقوق الإنسان وعلى اللجنة العالمية لحقوق الإنسان لأنها خسرت مقعدها في تلك اللجنة. إذ حصلت نتيجة التصويت على 29 صوتاً من أصل 53 صوتاً فخسرت الانتخابات.

هذه هي حقيقة الولايات المتحدة فهي تصبح معادية للديمقراطية اذا هي خسرت الانتخابات. وهي تتحول الى معارضة حقوق الإنسان ومؤسسات هذه المعارضة ما لم تكن لها عضوية مع وضعية مسيطرة في هذه المؤسسات. وهذا التلون المبدئي يفسر لنا اختراع حق الفيتو (النقض) وهو اختراع أميركي بامتياز.

الصحافة الأميركية تعاملت مع خروج بلدها من عضوية اللجنة على أنه مؤامرة حيكت ضد أميركا!؟. وهنا تصدر نظرية المؤامرة عن القوي وهو صدور يبطن التهديد ويمهد للانتقام!. فنظرية المؤامرة في عرف الأقوياء هي ذريعة وجيهة للعدوان. وهذا معاكس تماماً لتبني الضعفاء ( ومنهم نحن العرب) لهذه النظرية. حيث تتحول نظرية المؤامرة الى تهمة بالكذب والنواح والمسرحية الهيستيرية الكاذبة. بالرغم من حقيقة الظلم والمؤامرة. فضعف الضعيف يغري بالتآمر وقوة القوي تردع حتى النقد.

استندت الصحافة الأميركية في نواحها على المقعد الأميركي الى معطيات عديدة منها: 1. أن كولن باول كان قد تسلم 43 ورقة تؤكد تأييدها لانتخاب اميركا في اللجنة. في حين لم يفي منها إلا 29 ورقة. مما عنى وجود 14 عدواً متآمراً يدعي صداقة الولايات المتحدة!. إنها الخيانة العظمى ترتكب بحق أميركا!؟.

في المقابل سكتت الصحافة الأميركية عن السبب الحقيقي لإخراج اميركا من تلك اللجنة. فقد كانت هنالك أوامر بالتعتيم على هذا الخبر. وتفصيله أن صقور بوش لم يكونوا قادرين على التلهي بتطبيق حقوق الإنسان داخل اميركا. إذ كانت لديهم مخططات عالمية فذة بررت لهم التعامل بوحشية بالغة مع حوادث تمرد عنصري اندلعت أوائل نيسان (قبل شهر من تلك الانتخابات) في مدينة سينسيناتي الأميركية. ونظراً لحدة التعامل مع هذه الحوادث فقد صدرت الأوامر المخابراتية بتجاهل الصحافة لهذه الحوادث. لكن ما تسرب عن وحشية القمع المتبع فيها جعل إعادة انتخاب اميركا في اللجنة العالمية لحقوق الإنسان عاراً على تلك اللجنة ونسفاً لمصداقيتها. وهذا ما جعل بعض الأصدقاء يمتنعون عن التصويت لصديقتهم أميركا؟.

لكن هذا السبب ،على وجاهته ومنطقيته، لم يكن يتيماً. فقد كانت هنالك مجموعة أخرى من الأسباب التي منعت إعادة انتخاب اميركا ومنها:

-        تخلف اميركا عن دفع مستوجباتها للجنة والبالغة مليار وثلاثمئة مليون دولار. وهي تتخلف عادة لتستخدم هذه المبالغ للضغط على القرارات.

-إعلان بوش عن درعه الصاروخي الذي يلغي أوروبا ويحولها إلى مستعمرة اميركية. بما يخالف كل وعود كلينتون للأوروبيين.

-كان الدرع الصاروخي يعني إلغاء معاهدة العام 1972 مع روسيا. وهذا ما حدث فعلاً. حيث استغلت اميركا حوادث أيلول كذريعة لهذا الإلغاء.

-رفض بوش توقيع اتفاقية كيوتو العولمية للبيئة ( مخالفة صريحة لحق الإنسان ببيئة نظيفة ومستقبل بيئي أفضل).

-رفض بوش توقيع اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية التي قبلها كلينتون. وهذا الرفض يشكل مخالفة صريحة لحماية الإنسان من التعرض لجرائم الحرب.

-الرفض الأميركي الحاسم لتنفيذ أية اتفاقية عولمية تقتضي تضحية أميركية. مهما كان الأذى اللاحق بالآخرين نتيجة لهذا الرفض.

-اعتماد بوش لسياسات اقتصادية ملتوية تلحق الضرر بالآخرين.

- تصاعد ضغوط بوش لاستغلال أصدقاء اميركا بشكل غير مسبوق.

-الانقلاب على سياسات كلينتون ووعوده. مع تجاهل الأثمان الاستراتيجية المدفوعة لكلينتون ثمناً لهذه الوعود.

-الإعلان الصريح لإدارة بوش عن إستبدالها مبدأ الشراكة بمبدأ التبعية المطلقة ( كان الدرع الصاروخي بداية هذا الإعلان).

لقد تجاهلت الصحافة الأميركية الحرة والليبرالية كل هذه الأسباب لتركز على فقدان اميركا لمقعدها في اللجنة العالمية لحقوق الإنسان!؟. فهل يمكن لدولة ما ، غير الولايات المتحدة، مخالفة القواعد البسيطة لحقوق الإنسان لتعود فتطالب بمقعد في لجنة حقوق الإنسان؟. وهل يمكن لدولة غير أميركا أن تهزأ بالإنسان وبحقوقه لتعود فتدعي حماية هذه الحقوق وبالقوة؟. ولو كانت هنالك بقية من حرية رأي في أميركا لوجدنا في صحافتها من ينبه الى هذه التجاوزات ويفهم الرسالة الخجولة المرسلة من قبل جماعة حقوق الإنسان في تلك اللجنة.

إن ما تقدم يكفي ، والأمثلة غزيرة ، كي يصرخ العالم ويصرح بعدم رغبته وانعدام قدرته على قبول ادعاءات أميركا بنصرتها لحقوق الإنسان. فعضوية هذا البلد في قوائم الحقوق الإنسانية أصبحت موضع شكوك وضغوط وحتى موضع بلطجة. فمن عادة البلطجي أن يفرض نفسه على الأماكن التي يزعجها وجوده فيها!. وهي بلطجة لم تعد موضع شك. إذ عمدت اميركا لحملة جمع توقيعات من البلدان المختلفة على وثيقة تعفيها من الخضوع لقوانين المحكمة الجنائية الدولية لمدة عامين. وجمعت هذه التوقيعات تحت وطأة هياج 11 أيلول وتهديدات البلطجة التي توزعها إدارة بوش على أنحاء العالم. عداك عن الضغوط والابتزازات المافياوية الطابع. والتي باتت سلوكاً أميركياً مألوفاً في جمع المؤيدين حولها. حيث بينت إساءة معاملة الأسرى العراقيين حاجة أميركا لهذه الإعفاءات. وهي أصدرت على أساسها القانون 17 الذي يعد جنودها بغفران وحشيتهم مهما بلغت حدة وامتداداً.

أما عن الصحافة الأميركي أيام بوش فهي غيرها قبله. وهي لم تعد تحتمل تهم من نوع كونها حرة وليبيرالية وديمقراطية وغيرها. فقد أصبحت هذه الصحافة بريئة من كل هذه التهم!. فهل يجوز أن يبلغ الإسفاف بهذه الصحافة حدود الهجوم والتجريح الشخصي لمفتش الأسلحة العراقية هاينز بليكس لمجرد إعلانه حقيقة كذب بوش وإدارته في موضوع الأسلحة العراقية. ثم تعود لتسكت على وحشية قمع السود واللاتينيين في سينسيناتي والأهم على الجرائم المرتكبة بحق الشعب العراقي ،حيث إمتد السكوت لغاية إنفجار فضائح أبو غريب، كما هي ساكتة عن كل فساد بوش وإدارته وعن التقصير المؤسساتي وغيره من الغسيل الوسخ لهذه الإدارة. وكل ذلك تحت حجة الوضع الحرج للبلاد. وهي حجة تجاوزت ما كان يسمى بإعلان حالة الطوارئ الفائقة في الدول الشيوعية السابقة. حتى لم يعد هنالك من يريد أن يسمع بحرية الصحافة الأميركية قبل أن تسترد فعلاً هذه الحرية. وهو استرداد دونه خلاص الولايات المتحدة من حماقات الإدارة الحالية وعداواتها للأصدقاء قبل الأعداء. فهل تستعيد اميركا صداقاتها لتهود فتطلب مساعدتهم ومشاركتهم بصورة ودية ومرنة ودبلوماسية؟. أم هي سوف تصر على استعباد الأصدقاء واحتلال المارقين وإبادة الأعداء المنتخبين من قبل شلة الدراويش من أمثال بيرل و بول وولفويتز..؟.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ