ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 07/11/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أضواء على أزمة الرهائن في العراق

يوسف الأسعد*

كثر الحديث في الأشهر القليلة الماضية عن الرهائن من أجانب وعرب ومسلمين في العراق ، وتعالت الأصوات في وسائل الإعلام العربية والغربية والأمريكية منددة ومستنكرة هذه الطريقة في التعامل مع ما يسمى ( المدنيين العزل ) تبع ذلك حملات مركزة ودقيقة للنيل من شرف المقاومة العراقية الباسلة ، ومن ثم الإساءة إلى القيم العربية والإسلامية في التعامل مع المدنيين أثناء الحروب حتى وصلت الصفاقة ببعض الإعلاميين العرب السائرين في الركب الأمريكي الصهيوني إلى القول بأن ما يحدث في العراق من إحتجاز للرهائن ليس بدعة  في تاريخنا العربي ، لأن الإنسان العربي بطبعه مجبول على الكراهية ، ولا يعرف أي حق من حقوق الإنسان ، ولا يعترف بالإتفاقات الدولية والقانونية التي ترفض إعتقال ، أو قتل المدنيين أثناء الحرب .

لقد نسي هؤلاء أو تناسوا أن القيم العربية أو الإسلامية أسمى من ذلك وأعظم من أن تنال منها ألسنة هؤلاء المتصهينيين ، فتعاليم الإسلام هي أول تعاليم في الدنيا إحترمت الإنسان وناضلت من أجله وأعتبرته خليفة الله في الأرض ، ولو نظرنا إلى الفتوحات الإسلامية العربية لوجدنا أن الخلفاء الراشدين ومن جاء بعدهم كانوا يوصون المقاتلين أن لا يقتلوا مدنياً ولا يقتلعوا شجرة ولا ينحروا دابة ، ولا يمنعوا الملل الأخرى من عبادتهم وممارسة طقوسهم بالطريقة التي يشاؤون .

أسوق هذه الأفكار التي أطلقها ويطلقها الحاقدون على المقاومة العراقية الباسلة ، وأنا أتابع مجريات وتطورات قضية الرهائن التي أستخدمت قناعاً للتغطية على الجرائم التي تلحقها قوات الإحتلال بأهلنا وشعبنا في العراق ، والذي يتابع قضية الرهائن وما رافقها من حملات إعلامية كاذبة يشعر وكأن العراق قد تخلص من الإحتلال بشكل كامل ولم تعد أمام العالم إلا قضية الرهائن .

أعترف بأن للغربيين الحق في إستعمال كل الوسائل السياسية والإعلامية للإفراج عن مواطنيهم  ، وأتفهم حرصهم وإهتمامهم  بحياة مواطنيهم وهذا حق لهم ، ولكن الذي لا يمكن فهمه أو تفسيره تلك الهجمة الشرسة التي يشنها إعلاميون وسياسيون وجاليات عربية للإفراج عن الرهينتين الإيطاليتين وكنت أتمنى أن أسمع هذا الإعلام العربي وهو يستصرخ العالم لكشف ما حدث ويحدث في سجن أبو غريب ، وكيف أن الجنود الأمريكيين والبريطانيين يختطفون ماجدات العراق من شوارع المدن العراقية والتنكيل بهن وإغتصابهن دون أن يقول واحد من هؤلاء الإعلاميين العرب إن ذلك يتنافى  مع  حقوق الإنسان إن كان للإنسان حقوق كما يعتقدون .

وللوقوف على حقيقة موضوع الرهائن لدى المقاومة العراقية فإنني أشير إلى الحقائق التالية :

أولاً : منذ أن أحتل العراق ، أعلنت أفواج المقاومة العراقية رفضها لهذا الإحتلال ، وحملت السلاح في وجهه ، وناشدت كل الدول الإقليمية والأجنبية أن تمنع مواطنيها من السفر إلى العراق ، وأنها ستعتبر أي منظمة أو شركة أو مؤسسة تدخل العراق بوجود الإحتلال جزء اً  من هذا الإحتلال ، وعلى هذا الأساس سوف تتعامل المقاومة معها .

ثانياً : معروف أن الجيوش حين تحتل بلداً ما فإن الفوضى ترافق ذلك الاحتلال ، مما يستدعى أفواجاً كثيرة من قوات الاحتياط للسيطرة على الأوضاع ، وحين لا تجد هذه الجيوش إحتياطاً كافياً كما هي حالة الجيش الأمريكي في العراق فإنها تعمد إلى تجنيد جيش رديف من المرتزقة المدنيين تحت عناوين مختلفة ( إعلاميون ، خبراء ، علماء اجتماعيون ، وكلاء إغاثة  ) وهؤلاء المرتزقة يعرفون أدوارهم تماماً حين ينتشرون بين  جماهير الوطن المحتل فيروجون للإحتلال ، ويبثون روح الهزيمة بين الناس ، ويحاولون التعرف أو الوصول إلى مواقع المقاومة ، هذا ماحدث في الثورة الجزائرية والفيتنامية ، حتى كتب أحد جنرالات الجيش الأمريكي في مذكراته ( كنا نعد جيشاً من المصورين والفنانين ورجال الأعمال للوصول إلى مواقع وقيادات المقاومة الفيتنامية تحت إسم جمعيات خيرية أو طبية للتخفيف من آلام الشعب الفيتنامي .

ثالثاً : إن ما ميز الإحتلال الأمريكي للعراق دخول الموساد الصهيوني على الخط بجوزات سفر أوربية أو أمريكية مزورة ضمن حملات الإغاثة والهلال الأحمر والأمم المتحدة إلى العراق وهؤلاء الصهاينة أخذوا يبتاعون العقارات والمزارع والمحال التجارية الكبرى و يشترون ضمائر  ضعاف النفوس  ، ويقدمون للشباب أفلام الخلاعة التي انتشرت مجاناً في العراق .

رابعاً : ثبت للجميع أن المقاومة العراقية لا تحتجز  الرهائن حباً في الإحتجاز كما يفعل الأمريكيون وإنما تقوم بذلك للضغط على حكوماتهم لسحب قواتها من العراق والتوقف عن قتل المئات من الأطفال والشباب والنساء ، وما يؤكد ذلك رفض هذه المقاومة الفديات المالية مهما كانت لأن المقاومة  تحمل رسالة سامية وتناضل بشرف لتحرير العراق من دنس المحتلين .

خامساً : يجب التنبه إلى أن هناك مختطفين من جنسيات مختلفة لدى مخابرات القوات الأمريكية في العراق ، والأحزاب العراقية العميلة للإساءة إلى المقاومة وإلى روح وقيم الإسلام والعروبة لدى الرأي العام العالمي ، ولإقناع كثير من الدول الأوربية التي رفضت الحرب على العراق بأنها كانت على خطأ ، وربما تقع قضية إختطاف الصحفيين الفرنسيين ضمن هذا الإطار .

إن القوى القومية الإسلامية التي تتصدى للإحتلال الأنغلو أمريكي الصهيوني في العراق سوف تنتصر في معركة الرهائن ، كما انتصرت في نسف المخططات التي حاولت إشعال نار الطائفية والإثنية في العراق ، لذلك نقول إن هذه القوى المقاومة وهي تواجه الإنحدار والإنهيار في الوضع الرسمي العربي ، وتتحدى قوى الإمبريالية والصهيونية والعملاء مدعوة إلى العمل الجاد الدؤوب لترسيخ الوحدة القومية الإسلامية ، وصهر كل التنظيمات المقاومة ضمن منهاج النضال الواحد ، مثلما هي مدعوة لصوغ سياسيات وطنية وقومية اعتراضية مفتوحة على روح المبادرة والتأكيد على الحريات السياسية والديمقراطية  الشعبية ، وعليها استلهام التأييد والتعاطف الجماهيري العربي على امتداد الوطن العربي الكبير لتثبيت حقائق الثورة الجديدة التي لم تعد حكراً لأحد ولا هي مرتهنة لحزب أو طائفة لأنها ملك للجماهير التي تعرضت لأقصى وأبشع التحديات الداخلية و الخارجية  في ظل إشاعة ثقافة الهزيمة والاستسلام  الذي حاولت جهات عديدة فرضه على الأمة العربية .

إن المقاومة العراقية يجب أن تستلهم تاريخ أمتها وتعمل جادة لصوغ نظرية جديدة قائمة على الثوابت القومية والإسلامية السامية ، ومحرضة الجماهير للثورة على كل رموز الإستعمار  والخيانة والهزيمة .

*كاتب وباحث عربي / دمشق

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ