ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 07/11/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الأنفاق والضرائب والتهديد.. للاستيلاء

على منازل فلسطينيي القدس

القدس - ناهض منصور

يتعرض حي وادي الجوز الفسطيني شرق مدينة القدس لمخطط إسرائيلي يستهدف تغيير معالمه الفلسطينية وتهويده ليصبح  "حي المعلمين"، وقد بعث رئيس بلدية القدس أوري لوبليانسكي مؤخرا برسالة في هذا الشأن الى وزارة الاسكان الإسرائيلية كتب فيها ان "تخصيص الحي للسكان اليهود كفيل بان يساهم كثيرا في توحيد المدينة كون الحديث يدور عن حي يقوم بين جبل المشارف والبلدة القديمة، في الجزء الشرقي من المدينة". 

 ويتضح من تلك الرسالة أن الهدف الإسرائيلي هو تعزيز الصلة بين الاحياء اليهودية والمؤسسات العامة القائمة في منطقة جبل المشارف (التلة الفرنسية وجفعات همفتار والجامعة العبرية ومستشفى هداسا جبل المشارف) وبين شرقي البلدة القديمة.

وتبلغ النسبة بين اليهود والعرب في القدس 67 % لليهود مقابل 33 % للعرب، ولكن في السنتين الاخيرتين طرأ ابطاء حاد في وتيرة نمو السكان اليهود في المدينة، والذين ازداد عددهم بنسبة صغيرة جدا، بالنسبة الى وتيرة نمو السكان العرب الذين يسكنون في العاصمة، قياسا الى السنوات السابقة.

وحسب المعطيات في المخطط الهيكلي الجديد لبلدية القدس، فانه بين 1967 و 2002 ازداد عدد سكان القدس بوتيرة سنوية متوسطة بنحو 12.000 نسمة، منهم 63 % في الوسط اليهودي. ولكن في السنتين الاخيرتين كان نصيب الوسط اليهودي في النمو السكاني الاجمالي 43 % فقط

وورد في المخطط ايضا ان الهدفين اللذين قررتهما الحكومة في شأن الميزان الديمغرافي بين اليهود والعرب في المدينة لم يعد واقعيا (تحقيق نسبة 70 % لليهود مقابل 30 % للعرب).

وطأة "أملاك الغائبين"

على مدار سنوات الاحتلال للأراضي الفلسطينية وخاصة مدينة القدس اتضح حجم التعاون بين المؤسسات والوزارات الإسرائيلية المختلفة في تنفيذ مخططات تهويد المدينة وبدا واضحاً أن وزارات مثل الداخلية والإسكان وكذلك بلدية القدس الغربية تعاونت بصورة كبيرة مع جمعيات الاستيطان اليهودية التي نشطت على مدار السنوات الماضية في تنفيذ مخطط التهويد الكلي للبلدة القديمة من خلال السيطرة على أمكن من عقارات المقدسيين، وقد ساهم الدعم الحكومي الرسمي الإسرائيلي في تسهيل مهمة هذه الجمعيات الإستيطانية، وكان دور حارس أملاك الغائبين الأكثر بروزاً في هذا المجال.

وتعمل تلك المؤسسات على تعطيل معاملات لم شمل الأسر المقدسية‏، والتي يكون فيها أحد الزوجين مقدسيا‏ً، والآخر من مناطق الضفة الغربية وغزة‏، أو من الدول العربية‏ ، كما تعمل على تعطيل تراخيص البناء‏، ووضع رسوم مجحفة تزيد على ‏35‏ ألف دولار لاستصدار رخصة بناء لبيت صغير‏، وإذا حصل المقدسي على ترخيص البناء فإن ذلك يكون عادة بعد  عدة سنوات من تقديمه لأوراقها‏.

‏وكثيرا من تلجأ سلطات الاحتلال إلى سياسة هدم منازل المقدسيين تحت حجج مختلفة‏، وتحرير العشرات من مخالفات البناء لأهل القدس لمنعهم من الإقدام على بناء المساكن.
رجعت فوجت منزلها أنقاضا!

وللمواطنة المقدسية نفوز الرجبي50 عاما قصة مثيرة جدا فعقارها تم هدمه من قبل بلدية القدس بحجة عدم الترخيص ، أما قصة الهدم فهي غريبة كما أوضحت حيث تذكر أنها خرجت من بيتها العام الماضي وتحديدا في  أول ايام شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام المنصرم، "كان عيد وخرجنا أنا وبناتي لزيارة بعض الأقارب وحينما عدنا وجدنا البيت مهدوم مما اجعلني انهار ويغمى علي من هول الصدمة".

أما خضر فريد الجعبري فله قصة لا تقل غرابة، وبدأت عندما جاءه  وفد من حركة السلام الآن الإسرائيلية، يطرقون باب بيته، ليخبروه بسماعهم عن قرار هدم بحق منزله، "وبعد قليل فوجئنا بقوة كبيرة من الشرطة والجنود الإسرائيليين يطلبون من عائلتي مغادرة البيت".
 
وحضر ضابط اسرائيلي وقال لي يجب أن تحمل بعض أمتعتك وإذا كان معك فلوس وذهب أخرجها من البيت لأننا سنهدمه الآن ، فرفضت ذلك وصعدت إلي أعلي البيت وقلت لهم " اقتلوني وأنا في بيتي لن أخرج من البيت ".

ويقول  الجعبري أن ضابطا اسرائيليا عرض  عليه أن يكون جاسوسا لصالح الموساد، "فرفضت ذلك الأمر وقلت و خطرت على بالي فكرة جنونية كان معي " شفرة " فمت بتشطيب جسدي كله، وبقيت أنزف لمدة ساعتين متتاليتين وكدت اصل لمرحلة  الموت قبل ان تغادر القوات الإسرائيلية محيط منزلي".

حفر انقاق للاستيلاء على المنازل

وتعمد الجميعات  الاستيطانية إلى ابتكار اساليب جديدة في الاستيلاء على عقارات المقدسيين من خلا تزوير وثاثق مستندات  ملكية أصحاب عقارات أصحابها غائبين عنها.
ومن الاساليب الغريبة التي اقدم عليها المستوطنون محاولتهم الفاشلة للاستيلاء على عقار يعود لعائلة "المؤقت" يقع في شارع السلسلة في القدس القديمة من خلال حفر أرضية عقار كانوا استولوا عليه، والنزول إلى عقار "آل المؤقت" ومحاولتهم السيطرة عليه دون علم أصحابه، الذين اكتشفوا هذه المحاولة وتم إحباطها في حين اندلع نزاع قضائي بين عائلة المؤقت المالكة للعقار والمستوطن الذي ادعى أن العقار المستهدف هو جزء من المنزل الذي يقيم فيه.
وإذا كان المستوطنون فشلوا في الاستيلاء على  عقار "آل المؤقت"، فقد نجحوا في الاستيلاء على عقار ورثة المرحوم زهدي سرندح في شارع السلسلة، حيث أتموا حفر نفق يصل إليه.
ويعد عقار آل سنردح ، واحداً من بين أربعة عقارات كان صدر في العام 1969 أمر عسكري بإغلاقها لأسباب أمنية بتعليمات من وزير الجيش في حينه موشيه دايان، ووقعه قائد ما يسمى بـ " المنطقة الوسطى آنذاك "رحبعام زئيفي".

ولا تزال هذه المنازل مغلقة، فيما لم تنقطع محاولات المستوطنين طيلة السنوات الثلاثين الماضية للاستيلاء عليها .

ضرائب لطرد المقدسيين

ومن الهموم التي يعاني منها الفلسطينيون في القدس‏الضرائب التي تثقل كاهلهم‏، وخصوصا ضريبة الأرنونا‏، أو مايعرف بالمسقفات‏، وهي ضريبة إسرائيلية تفرض على المساكن‏، والمحال التجارية في القدس الغربية‏، حيث الأغلبية الإسرائيلية التي تتمتع بالعديد من الخدمات والامتيازات والإعفاءات الضريبية‏، وفي نفس الوقت تفرض نفس الضريبة على سكان القدس الشرقية‏، حيث الأغلبية العربية التي تعاني الاضطهاد والتضييق في سبل الحياة‏، دون مراعاة للفروق الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية‏.‏

وقد أدت الضرائب الباهظة التي فرضت على المقدسيين إلى دفع العشرات من تجار البلدة القديمة من القدس إلى إغلاق محلاتهم‏، بعد أن تعرض بعضهم للملاحقة‏، والبعض الآخر إلى الحجز على محتويات محلاتهم ومصادرتها‏، أو الحجز على حساباتهم في البنوك‏، بدعوى أن عليهم ديوناً مستحقة بمئات الآلاف من الشواكل لسلطات البلدية والضرائب‏، إضافة إلى الاعتقالات‏، ثم المحاكمات الظالمة التي انتهت ببعضهم إلى سجون الاحتلال‏.

وتلخص المواطنة رهيفة الجعبري، ابنة الحاجة رفيقة السلايمة معاناة والدتها عبر سنوات صراعها مع المستوطنين في حي الشرف الذي اقيم على انقاضه الحي اليهودي بقولها "لم يوفروا استفزازاً إلا ومارسوه ضد والدتي، كانوا يعتدون عليها تارة بالضرب، وتارة أخرى بسرقة محتويات البيت، أو قذف النفايات والقاذورات باتجاهنا. وفي أحيان أخرى بالشتائم والبصق علينا".

وتضيف: "حتى المياه قاموا بسرقتها خلال وجودهم في المبنى جنباً إلى جنب مع والدتي تزودوا بالمياه على حسابها لسنوات عدة بعد أن ربطوا شبكة المياه الخاصة بهم بشبكة مياه منزلنا، ورغم مطالبات والدتي المتعددة بفصل الشبكتين عن بعضها البعض إلا أن مطالباتها لم تلق استجابة من البلدية، وفي إحدى المرات تلقت والدتي فاتورة مياه متراكمة بقيمة 15 ألف شيكل، وكانت هذه الفاتورة إحدى وسائل السيطرة واستملاك البيت الذي كنا نقيم فيه".

جمعيات استيطانية وجمعيات تلمودية

ويعيش الآن داخل أسوار البلدة القديمة للقدس أكثر من ثلاثة آلاف مستوطن يقطنون داخل أسوار البلدة القديمة، في حين يقيم عدد غير محدد من المستوطنين وعائلاتهم في العقارات التي تم الاستيلاء عليها في سلوان خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة ، ويرمي الإسرائيليون من تركيز عمليات الاستيلاء على العقارات في سلوان ربط هذه المنطقة التي يطلقون عليها "عير دافيد" أي "مدينة داود" بحي المغاربة، فحائط البراق، والحيّ اليهودي داخل أسوار المدينة المقدسة، عبر أنفاق يجري العمل بها منذ فترة.

وأوضح مدير مركز القدس زياد الحموري في اتصال هاتفي حقائق هامة حول هذه البؤر الاستيطانية فقد استولى متطرفون يهود على أكثر من ستين عقاراً خلال العشرين سنة الماضية ويقطنها الآن نحو ألف مستوطن، وقد تم تحويل بعضها إلى مساكن تقيم فيها بصورة دورية عائلات المستوطنين من مستوطنات الضفة الغربية تسكنها بالتناوب، وبعضها حول إلى مدارس تلمودية، أو مقرات الجمعيات استيطانية مثل "عطيرات كهانيم" و "عطيرات ليوشناه".

ويرى الحموري، أن الموجة الجديدة من الاستيلاء على عقارات المقدسيين سواء داخل أسوار البلدة القديمة أو خارجها، يندرج في إطار جهد إسرائيلي مستمر قائم على تكثيف الاستيطان ليس في القدس القديمة فحسب، بل في أغلفتها الثلاثة:- داخل الأحياء المتاخمة للمدينة المقدسية، وفي إطار الحدود البلدية المصطنعة، ثم في الإطار الأوسع حيث حدود القدس الكبرى.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ