ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 30/03/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الإرهاب الحقيقي

محمد زاهر

يسأل الكثير من المثقفين عن تعريف الإرهاب ، بل ويطالبون بتعريف واضح له . لكن من يروجون لهذا المصطلح (الإرهاب) ليس من مصلحتهم أن يُعرّف ، لأن الإرهاب وبكل بساطة يمكن أن يطلق على كل فعل أو ردة فعل لا تروق لأمريكا وحلفائها ..

فالمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق إرهاب!!  .. والقنوات الفضائية التي تعرض ما تصوره الكاميرات مما لا تريد أمريكا للعالم أن يراه ..هي قنوات تساند الإرهاب !!.

صدام أيضاً (قد) يساند الإرهاب بما لديه من أسلحة نووية لم تظهر حتى بعد أن فتشوا كل شبر في العراق !! ..

الجمعيات الخيرية إرهابية ، لأنها (قد) ترسل أموالاً للمقاومة المشروعة !! ..

شارون (أكبر إرهابي في العالم) هو رجل سلام !! ، أما حماس والجهاد والفصائل الفلسطينية التي تحمل السلاح .. فهي منظمات إرهابية !! لأنها تدافع عن أرضها ضد محتل يأخذ الأرض ويطرد أصحابها ، يدمر البيوت ويشرد أهلها ، يأسر ويقتل الأطفال والنساء والشباب والشيوخ !!.

آيات الجهاد في المناهج الدراسية يجب أن تحذف لأنها تشجع على الإرهاب !!.

حركة طالبان هي حركة إرهابية لأنها تُجبر النساء على ارتداء الحجاب ، وتدمر تماثيل بوذا ، وتحمي أسامة بن لادن ، ولم يذكروا (إلا بعض منصفيهم) أن حركة طالبان (التي لنا عليها بعض المآخذ) قلصت الجريمة في أفغانستان إلى حدودها الدنيا ، وكافحت زراعة المخدرات والاتجار بها حتى قضت عليها تماماً باعتراف المنظمات الدولية ، وأوقفت الحرب الأهلية التي أكلت البلاد والعباد ... والآن وبعد أن جاءت أمريكا بالحرية والديمقراطية للأفغان عادت الجريمة وزراعة المخدرات تحت إشراف القادة الجدد الذين عينهم الاحتلال !!.

أما فرنسا التي ألزمت المسلمات خلع حجابهن ، والهند التي تضطهد وتقتل المسلمين ، والروس الذين يذبحون أهل الشيشان جهاراً نهاراً .. وغيرهم وغيرهم ، فهؤلاء لا تتدخل أمريكا في شؤونهم الداخلية !!.

على العراق وسورية التنفيذ الفوري لقرار واحد أو بضع قرارات أصدرتها بحقهما المنظمة الدولية ، وإسرائيل لا بأس أن تمتنع عن تنفيذ أكثر من ثلاثمائة قرار من الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

ملفات حقوق الإنسان يحركونها عندما يريدون .. فهم لم يعلموا بضرب صدام للأكراد في العراق إلا عندما احتل الكويت !! .. ولم يعلموا كذلك ما فعله النظام السوري في لبنان إلا بعد استيائهم من النظام السوري !!. والغريب أنهم لم يعلموا بمجزرة حماة - التي قتل فيها النظام السوري ثلاثون ألفاً من أهلها الأبرياء - إلى الآن !!... ربما تدّخر أمريكا معرفتها بالمجازر جميعاً لوقت لاحق مناسب !.

خطابات الرئيس بوش أصبحت مثار التندر في شوارع العالم ، فبداية أصبحت خطاباته تذكرنا بالعهد الشيوعي البغيض الذي كان زعماء الكرملن يخطبون فيه ساعات وساعات يتخللها التصفيق المدوي والوقوف مرات ومرات ، (ولعل هذا يكون بشارة على قرب زوال هذا النظام الرأسمالي المقيت بإذن الله) .. وكذلك تكراره لجمل وعبارات منمقة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وانسحاب الجيوش المحتلة لبلدان أخرى ، وكلمته الشهيرة (لماذا يكرهوننا ؟) ‍‍‍‍!! .. يطالب بانسحاب الجيش السوري من لبنان ، وقواته تحتل العراق وأفغانستان ، وأجزاء كبيرة من الخليج !!.. ويكرر طلبه الانسحاب قبل الانتخابات اللبنانية ، وقواته المحتلة للعراق أجبرت الناس على الانتخاب !! .. وهو كذلك يشجع الفلسطينيين على الانتخاب وممارسة الديمقراطية ، ويمتدح هذه الانتخابات التي جرت في ظل الاحتلال الإسرائيلي !! ..

يطالب بإفراغ السجون من معتقلي الرأي ، وسجونه في العراق وغوانتنامو مكتظة بهم !! ، ومعظمهم لم يلمسوا سلاحاً في حياتهم !!. يطالب بحقوق الإنسان ، ولم نرى أشدّ وحشية من جنوده في أبو غريب وغيرها من السجون بل وأمام كاميرات العالم في الشوارع والبيوت الآمنة !! ... يرفض التوقيع على المعاهدات التي قد تُعرض جنوده أو قواده للمسألة ، أو حتى التي تطالبه بالحدّ من تلويث الهواء !! فهو مُصرٌّ على تلويث كل شيء ..

لم نسمع باستقالة أحد من المسؤولين الأمريكان بسبب تلك الفظائع التي شاهدناها في العراق وأفغانستان .. ولم يعد الأمريكان يقدمون الجزر .. والويل كل الويل لمن يخالف الأوامر . أليس هذا أشد أنواع الإرهاب ؟؟.

الإرهاب الحقيقي :

قبل عدة أسابيع شاهدت على بعض القنوات الفضائية مواد إعلامية مؤثرة فعلاً ، تظهر فيها امرأة أو فتاة صغيرة وهي تبكي زوجها أو والدها الذي قتل بسبب التفجيرات التي استهدفت الأمريكان في إحدى دول الخليج ، وبعد هذه المادة الإعلانية التي تحارب الإرهاب تظهر – مباشرة - مادة إعلانية أخرى تتحدث عن نوع من أنواع الصابون وإحدى الفتيات تتراقص في الحمام وهي تستخدمه على شعرها وجسمها !! .. تسألت بعد مشاهدتي لهذين الإعلانين : هل الإرهابيون هم الذين يُطالبون بإخراج الأمريكان من الخليج العربي والعراق وأفغانستان ؟ أم الإرهابيون الحقيقيون هم من يُسمم أعين الشباب وأفكارهم وآذانهم بتلك المشاهد الجنسية الفاضحة والأفكار الغريبة عن مجتمعاتنا المسلمة من خلال الأفلام والأغاني والمسلسلات والدعايات ؟؟ .. فيذهب الشباب بعد مشاهدتها ويبحث عن إفراغ غرائزه في ما حرم الله من الزنا والخمر والمخدرات ..

يشجعون شبابنا وبناتنا على التعري والتمرد من خلال الأغاني الساقطة المثيرة التي تفتح لها هوليود الأبواب لتصويرها ، ويسيرون بهم إلى طريق الرذيلة والمخدرات .. ويطلبون من عملائهم في المنطقة أن يمنعوا الداعية الفلاني من إلقاء دروسه خشية من أن يكون سبباً في تمسك الشباب والشابات المسلمات بدينهم !!. فمن هم الإرهابيون الحقيقيون ؟؟.

يُصدرون لنا حُب المغنين والفنانين وعشقهم (واقسم أنني سمعت مذيعة خليجية على إحدى الفضائيات تقول : نتابع معكم في هذا البرنامج أغانٍ لمطربين غربيين أحببناهم وعشقناهم .. فسألت الله أن تحشر معهم) ، حتى اتخذهم شبابنا مُثُلاً عليا ، وأصبح أقصى طموحهم أن يكونوا مثلهم ، ونسوا تاريخ أجدادهم في العلوم والحضارة والتقدم !! .. وإذا ما وقع نظرك وأنت تقلب القنوات الفضائية (وقد خذفت شخصياً معظمها) على أغنية من الأغاني - التي تفوقنا على الغرب في إخراجها - رأيت  المغنية تتلوى بحركات جنسية فاضحة على السرير (ومعظم الأغاني أصبحت تصوّر على الأسرّة) .. أما المغني فلا ترى فيه إلا هيئة شاب مخنث يتحرك حركات أنثوية ، ويحرك فمه وعينيه وجسمه حركات جنسية راقصة ، ويتقلب بين مجموعة هائلة من الراقصات العاريات !! .. فمن هم الإرهابيون الحقيقيون ؟؟.

وإذا ما تابعت مقابلة تستغرق عدة ساعات مع مطرب أو مطربة أصابك الغثيان من الأسئلة والأجوبة على حد سواء .. وإذا قُتلت مطربة أو مرض مطرب ، بكت عليه الفضائيات ومتابعوها ، وأفردت له ساعات وساعات من الرثاء والمديح والدعاء بالشفاء العاجل !! . أما إذا استضافوا عالماً أو فقيهاً أو مثقفاً ، فإن وقت البرنامج قصير ، ومعك ثلاثون ثانية فقط ، والمخرج يشير والشارة تظهر .. فإذا مات أحد هؤلاء الأعلام كان نصيبه سطراً في شريط إخباري في أحسن الأحوال وأسوئها !!.

يعطون الجوائز العالمية في الأدب لمن يتعدى على الذات الإلهية .. ويكرمون من ينتقد الإسلام من أبناء جلدته وغيرهم ، ويشجعونه ويأمرون الدول أن تفرج عنه إن سُجن !! .. والويل كل الويل لمن أساء لليهود الساميين ، أو انتقدهم أو شكك في هولكوستهم ، وما المفكر رجاء جارودي الذي كان مرشحاً لمنصب الرئاسة الفرنسية عنكم ببعيد .. فمن هم الإرهابيون الحقيقيون ؟؟.

تنتقل الـ (سي إن إن) إلى إسرائيل بلمح البصر لتنقل أي عملية للمقاومة فيها ، ويظهر الرئيس الأمريكي فوراً معبراً عن الحزن والأسى والأسف ، ومندداً بهؤلاء الإرهابيين الذين لا يدعون إسرائيل - المحتلة المغتصبة - تنعم بالأمن !! .. فإذا ما قَتلت إسرائيل أو دمرت أو اجتاحت .. فلا وجود للـ (سي إن إن) هناك ، ولا ظهور للرئيس الأمريكي .. وإذا تكرموا علينا بتصريح قال متحدث خارجيتهم : نظن أن إسرائيل قد أسرفت في استخدام القوة !! . فمن هم الإرهابيون الحقيقيون ؟؟.

تعالوا بالله عليكم ننظر إلى الإحصائيات التي تبين عدد القتلى في تحطم برجي مركز التجارة العالمي ، وفي كل العمليات التي نُفذت في إسبانيا والخليج وإندونيسيا (مع تحفظنا على بعضها) .. إلخ ، وبين ضحايا المخدرات والإيدز والاغتصاب والمدنيين في الحرب على أفغانستان والعراق ... إنها نسب لا تُذكر ، فالأولى لا تتعدى الآلاف ، والأخرى تتجاوز الملايين !! ... فلماذا لا يشن بوش - الذي يفتتح يومه في البيت الأبيض بصلوات من العهد القديم والجديد – حرباً على تلكم الرزايا .... ولماذا لا يحارب الإرهاب في بلده (الحر) الذي تقع فيه جريمة كل ثلاث ثوان ؟! ..

إن الشعب الأمريكي (مع احترامنا لشريحة منه) شعب يعبد المادة ويقدسها ، يعيش في بيوت تحيط بها الكلاب وأجهزة الإنذار ، والخوف كل الخوف من انقطاع التيار الكهربائي .. شعب يعيش على المسكنات وجلسات الأطباء النفسيين ، شعب يعيش في بلد انتشرت فيه الدعارة والمومسات والمخدرات والإيدز والسرقة والجريمة المنظمة وغير المنظمة ، بلد إنعدم فيه الأمن والأمان ، شعب مقيد بقيود عظيمة فكيف سيصدّر الأمن والحرية لغيره ؟!!.

وبعد كل ما ذكرناه .. من هو الإرهابي الحقيقي ، وما هو الإرهاب الحقيقي ؟؟ أترك الإجابة لحضراتكم ... والسلام.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ