الأصنام
تتهاوى
بقلم:
مصطفى محمد الطحان
soutahhan@hotmail.com
نعتذر أولاً للأحياء من أصحاب
هذه التماثيل لاستخدام كلمة
أصنام، فهي التي تعبر بحق عن
تماثيلهم.. التي أقيمت من أموال
الشعوب لتمجيد طاغية في أكثر
الأحيان.. ولقد أجاد الشاعر عمر
أبو ريشة عندما قال:
أمتي كم صنم مجدته .. لم يكن يحمل
طهر الصنم..؟
يوم أسقط مصطفى كمال أتاتورك
الخلافة، وألغى الإسلام من
المدارس والمحاكم والتشريع
والسياسية والاقتصاد والاجتماع..
ودعا لمؤتمر صحفي في أنقرة قال
فيه: لا نريد الله في بلادنا..
فليبحث له عن مكان آخر.
يومها ارتفع في كل ميدان.. وفي كل
شارع.. وفي كل مدرسة.. تمثال
لمصطفى كمال.. وبعد أن خرج على
لقومه بكامل زينته.. نظر إلى
تماثيله فلم يجدها.. فقد حطموها
جميعاً في ليلة واحدة.. لقد
أعادوها اليوم.. ولكنها على موعد
مع التحطيم لا محالة..
هذه الأيام أزيل آخر تماثيل
الديكتاتور السابق فرانسيسكو
فرانكو من العاصمة الإسبانية.
وأفادت وسائل الإعلام أن هذه
المهمة التي جرت في تكتم تحت جنح
الظلام، لاقت استحساناً وقوبلت
بالتهليل. وذكرت ناطقة باسم
وزارة التنمية أن الوزارة أزالت
تمثال فرانكو، وهو يمتطي
جواداً، فهو لا يلقى استحساناً
من غالبية المواطنين.
وكان التمثال مقاماً إلى جانب
مجمع للمبانى الحكومية منذ
أواخر الخمسينات. وهناك نصب
تذكارية قليلة لفرانكو الذي حكم
إسبانيا منذ نهاية الحرب
الأهلية 1939 حتى وفاته عام 1975 في
أماكن أخرى.
ويمقت الإسبان، كل ما تبقى من
فرانكو ويقولون أن الناس لم
يعودوا يتحملون كل ما يذكرهم
بالاستبداد.
وللمرة الثانية خلال أحد عشر
يوماً، تعرض تمثال الرئيس
السوري الراحل حافظ الأسد في
بلدة قانا في جنوب لبنان لهجوم
من مجهولين عمدوا إلى تحطيمه.
وكان التمثال قد تعرض في 27
فبراير الماضي لجولة أولى من
التخريب نال خلالها نصيبه من
التحطيم في غمرة فورة الغضب بعد
اغتيال الرئيس السابق للحكومة
رفيق الحريري وما رافقه من
توجيه أصابع الاتهام إلى سورية
وتحميلها مع الأجهزة الأمنية
اللبنانية مسؤولية الجريمة.
وبعد انتزاعه من قاعدته ورميه
أرضاً وتعرضه لإصابات في الرأس
آنذاك.
وفي سياق آخر، أقدم مجهولون على
نزع مجسم من البرونزلوجه نجل
الرئيس السوري الراحل باسل
الأسد من داخل لوحة رخامية
مرفوعة عند مدخل بلدة المرج في
البقاع الغربي.
وكانت عناصر الجيش اللبناني فككت
تمثالين من البرونز للرئيس بشار
الأسد ووالده الراحل حافظ الأس
في بلدة حلبا في شمال لبنان.
وأوضحت الشرطة أن قرار تفكيك
التمثالين اتخذ بعد حدوث تلاسن
بين مؤيدين لسورية ومعارضين لها
كانوا يحتفلون بانسحاب
المخابرات السورية من حلبا.
وفي منطقة الروشة الفخمة عند
واجهة بيروت البحرية، استخدمت
رافعة لتنزع تمثالين كبيرين
لبشار ووالده وسط تصفيق عشرات
الشبان للبنانيين الذين كانوا
يلوحون بالأعلام الوطنية.
لماذا لا يتعظون؟
يستغرب الإنسان كيف لا يتعظ
هؤلاء بمن سبقهم..؟!
ألم يروا مصائر الطغاة من قبل..؟! ألم يروا مصير أصنام فاروق في
مصر.. وشاه إيران.. وصدام حسين..
أين هي اليوم.. وأين أصحابها..؟!
ولكنه الإنسان الفرعوني على مرّ
العصور.. قال تعالى: ( وَقَالَ
فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ
لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ
الْأَسْبَابَ . أَسْبَابَ
السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ
إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي
لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا
وَكَذَلِكَ زُيِّنَ
لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ)
غافر- [36-37].
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|