الديمقراطية
أمريكية
أحمد
سعيد – ألمانيا
الأمريكيون
ينظرون الى العالم بعين واحدة
ويعتبرونه دكتاتوريا وضالا اذا
لم يتبن النموذج الأمريكى بالكامل ، فهو
عالم دكتاتورى إذا لم يتبن
الأحزاب والطوائف
حتى وإن أدت الى صراعات وحروب
أهلية وهو عالم ضال إذا لم
يتعامل مع الشركات الأمريكية
ويتعاط الهمبرجر والكوكاكولا
ويفعل ما تأمره به امريكا .
ولا أحد مستثنى من
هذه القاعدة حتى روسيا
الإتحادية التى قد تتصور نفسها
دولة عظمى فقد تعرضت للانتقاد
من طرف الولايات المتحدة
الأمريكية بسبب اعتزامها
القيام ببعض الإجراءات
الداخلية فى نظامها السياسيى
وهو ما رأته أمريكا مخالفا
للديمقراطية .
مقياس
الديمقراطية أمريكى فهو مقياس
مثل بقية المقاييس والموازين
المعتمدة فى العالم فتستطيع أن
تقيس درجات الحرارة بمقياس فهر
نهايت وتستطيع أن تقيس الزلازل
مبقياس ريختر وتستطيع ان تزن
الأثقال بالكيلو او الطن
وتستطيع ان تكيل الماء والنفط
باللتر والبرميل .. أما
الديمقراطية فلا تقاس إلا
بالمقياس والميزان والمكيال
الأمريكى .
الحالة الأمريكية
هى حالة مرضية ناجمة عن إصابة
الولايات المتحدة الأمريكية
بأمراض الطغيان والغطرسة
والغرور والشعور
بالعظمة بعد انفرادها
بالهيمنة على العالم اثر سقوط
الاتحاد السوفييتى وعدم وجود
منافس قوى وجرئ لها فى الساحة
الدولية وهو ما دفعها الى
محاولة تحويل العالم الى نسخة
أمريكية موحدة ضاربة بذلك عرض
الحائط بحضارات العالم
وثقافاته وتاريخه الطويل
الضارب فى أعماق التاريخ وهى
الدولة التى لا يزيد عمرها عن
قرنين وربع .
أيها الأمريكيون
ان الديمقراطية ليست بضاعة
للتصدير كما قد يبدو لكم ، فرغم
قبول العالم بكل بضائعكم
وانتاجكم الصالح والرديء إلا
أنه حتما لا يقبل بضاعتكم
الديمقراطية لعدة أسباب ومنها
على سبيل المثال لا الحصر أنها
ديمقراطية ممزوجة بدماء الهنود
الحمر واليابانيين والسود فى
أمريكا والفيتناميين
والعراقيين وغيرهم ، فأمريكا
المعتدية هى آخر من يتكلم عن
الديمقراطية .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|