السياسة
الخارجية الامريكية ..
أكاذيب
وفضائح وسرقات
د.
آدم الحريص
عادة
ماتعتمد السياسة الخارجية لأية
دولة على مبادئ معينة ومحددة
مبنية على قيم واخلاق تلك
الدولة ومستقاة من ثقافتها
وعاداتها ، ومتماشية مع العرف
الدولي ، تبني عليها ادوات
واساليب تستطيع بها أن تحقق
الأهداف المرسومة لها .
والأدارة
الأمريكية الحالية وضعت هي
الأخرى شعارات ومبادئ محددة
لسياستها الخارجية ، وهي تطبقها
اليوم في تعاملها مع العالم
الخارجي .
فهل
ملامح السياسة الخارجية
الأمريكية ، وسلوك واضعي خططها
ومنفذيها ، تبدو متوافقة مع
الاعراف والفوانين الدولية ؟ بل
حتى مع المنطق والعقل
والانسانية .
حتما
لا .. فالإدارة الأمريكية
الحالية ، مدفوعة بنزعة من
العنصرية والغرور كون الولايات
المتحدة الأمريكية هي الدولة
العظمى الوحيدة في العالم ،
تتصرف بأسلوب يتخطى كل الاعراف
، ويتجاهل كل القيم ، ويتحدى كل
عقل ومنطق ، ويستفز الشعوب
والأفراد في كل مكان من العالم ،
ويحولهم الى إرهابيين ، بحسب
المفهوم الأمريكى ، يسعون
للانتقام منها .
فهي
بهذه السياسة تريد أن تفرض
آراءها وتحقق مصالحها على حساب
آراء ومصالح الآخرين ، من دون أن
تقبل حواراً أو احتجاجاً أو
رفضاً من أحد ، ظنا منها أنها
تملك القوة وبها تملك الحق ،
والآخرون لايملكون القوة فهم
لايملكون الحق .
وهي
تكذب وتضلل وتسوق الحجج الباطلة
، وتطلب من العالم أجمع أن
يصدقها ، وهي تنتهك حقوق
الإنسان بكل صلافة وعنجهية ،
وتطلب من الدول الأخرى أن توافق
على إعفاء جنودها من المحاكمة ،
والقيادات العليا في هذه
الإدارة يزورون ويغشون العقود
التجارية وعقود العمل في مجالات
النفط وغير النفط ، ولا يستحون
أن يخرجوا على العالم من دون
حياء يتفاخرون بمجد لم يبنوه .
إن
ملامح السياسة الخارجية
الأمريكية اليوم مبنية على
الكذب والتزوير والغش ، وباتت
تهدد بقلب القانوزون الدولي
التي بنيت عبر السنين على قيم
واعراف الشعوب المستقلة .
فانكشاف
كذبة أمريكا حول أن العراق كان
يمتلك أسلحة الدمار الشامل ،
لتغطية احتلاله وسرقة ثرواته ،
كان يتطلب أن تعتذر الادارة
الامريكية للشعب العراقي ،
وتنسحب من بلاده ، وتتعهد بدفع
تعويضات مجزية عما لحقه من خراب
ودمار .
وانكشاف
عمليات التعذيب الوحشية التي
تتنافى مع أبسط
قواعد حقوق الإنسان كانت
تستدعي أن تستقيل الادارة
الامريكية وتتم الدعوة الى
انتخابات مبكرة لاختيار إدارة
جديدة .
وانكشاف
عقود مزورة بمعرفة نائب الرئيس (
ديك تشيني ) لصالح شركة (
هاليبرتون ) التي كان رئيس مجلس
إدارتها ، كان يستدعي تحويله
ورئيسه مباشرة الي التحقيق
وعزلهما من منصبيهما .
هذا
قليل من كثير هذه الادارة ، فهل
يعي الشعب الامريكي في أية طريق
يسير ؟ وهل تعي الشعوب الاخرى
حقيقة الخطر الكامن في سلوك هذه
الادارة على العالم أجمع ؟؟ .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|