دور
النقابات في دولة المؤسسات
محمد
العلي
إن الطاغوت الذي
يحكم العالم يخشى من الرجوع إلى
الأصل ، وهو إرجاع الحقوق
والأمانات إلى أهلها وتمكينهم
منها ، وجهاد النفس بالنسبة
للسلطة السياسية هو العمل على
تطبيق العدل والمساواة واحترام
الحريات وإنسانية الإنسان ، وهو
الاعتراف والإقرار بحق الناس في
المشاركة السياسية من أجل إدارة
شؤونهم العامة إدارة مثالية دون
وصاية وحيل سياسية ، ولهذا
السبب سنجد من يحكم بواسطته
الطاغوت ستزعجه فكرة العودة إلى
الأصل السياسي الغائب الذي سيجد
الناس به حريتهم وإنسانيتهم
وعافيتهم وارتقائهم وصلاح
أحوالهم ، فالعودة إلى الأصل
السياسي سينهي جميع أشكال
الفوضى السياسية وجميع أنواع
وأشكال التسلط والاستبداد ،
سواء كان فردي أو جماعي
.
قال تعالى ( ولا
تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا
في الأرض مفسدين (183) ) ( الشعراء )
.
رؤية إستشرافية
لمستقبل الدولة والحكومة
الإسلامية .
إن الدولة
الإسلامية القادمة ستكون -
وبإذن الله تعالى - دولة مؤسسات
، فالنقابات هي الأصل الذي يجب
أن ترتب على أساسه المنظومة
السياسية في الدولة الإسلامية
القادمة بإذن الله تعالى ،
فسيكون هناك - وبإذن الله - "مجلس
التخصص " و " حكومة التخصص
" بدلا من مصادرة حقوق الأمة
بواسطة ( فكرة ومقترح التخصيص )
لجعلها تحت رحمة الشركات وأصحاب
رؤوس الأموال الذين أثرى بعضهم
على حساب غياب الأمة وفساد
الإدارة الحكومية .
إن النقابات التي
تغطي جميع شرائح المجتمع وتمثل
جميع المهن والتخصصات هي الأصل
السياسي في الإسلام الذي غيبة
ساسة القهر والغلبة والحكومات
الجبرية العضوضة ، وهي الأصل
الذي يجب أن يشكل السلطة
التنفيذية والسلطة التشريعية
وعن طريق الانتخابات ، على أن
تبقى السلطة الرقابية بيد (
الحاكم ) ليراقب تنفيذ ما (
اصطلحت عليه الأمة ) بواسطة
مجلسيها ، مجلس الشورى ومجلس
الحكومة ، على أن يكون القضاء
مستقلا ، وهكذا ستنتهي الفوضى
السياسية والتسلط الجماعي الذي
يوجده النظام السياسي الغربي
باسم الديمقراطية ، فأمة
الإسلام أمة واحدة تحمل عقيدة
واحدة وفكرة واحدة ، فهي تحمل
عقيدة التوحيد وفكرة الإسلام .
فعلى الأمة أن
تحزم أمرها ولا تناقش التفاصيل
الدقيقة إذا ما أرادت النهوض
والخلاص ، فلنتركها لأهل
الاختصاص الذين غيبتهم سلطات
القهر والغلبة .
إن العصر القادم
هو عصر حكم مؤسسات المجتمع
المدني والانفتاح ، وهو عصر
التكتلات ، فيجب علينا ترتيب
بيوتنا الإسلامية حتى تستوعب
الانفتاح وهي مرتبة ومنظمة
ترتيبا وتنظيما يحد من نتائج
الشرور ويسهل للأفراد الحركة
والانتقال بسهولة ويسر ، فيجب
على الأمة الوحدة والاتحاد
لمواجهة كل المتغيرات ومن أجل
تنفيذ مشروعنا الإسلامي .
فالخطوة الأولى
نحو الوحدة والاتحاد ستكون ( ((
بالتفكير والحديث )) بإنشاء
النقابات ) التي تغطي جميع شرائح
المجتمع وهذا هو دور أهل
الاختصاص في الإدارة ، حيث يجب
أن يكون التنظيم الإداري وفق
حاجة المجتمع الفعلية ويوفر
المرونة اللازمة للانفتاح
والاتساع ، فالأمة تحمل رسالة
للجنس البشري ، والتنظيم
الإداري وفق حاجة المجتمع
الفعلية سيسهل التواصل
والاتصال مع عناصر وأفراد الدول
الأخرى إذا ما أردوا الالتحاق
بالدولة أو الاستفادة من
الخدمات التي ستقدمها للبشرية .
وبالله التوفيق
،،،
كن شجاعا مخلصا
لنفسك وأنحاز إليها وإلى الحق
وأعمل على تحريرها من الرق
والاستعباد وعبودية الأشياء
والأشخاص وأختر الحرية والخلاص
.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|