دائماً
التوقيت غير مناسب
طريف
السيد عيسى
من خلال قراءة ما
يكتب حول مطالب المعارضة
السورية سواء في الداخل أو في
الخارج فإننا نلاحظ أن هناك حجة
جاهزة من قبل البعض الموالي
للنظام أن التوقيت غير مناسب
وأن الوطن يمر بظروف استثنائية
وهذا يستدعي لحمة وطنية للوقوف
خلف قائد البلاد من أجل التصدي
لهذه الهجمة الشرسة .
ونود أن نقول
لهؤلاء إذا كنتم فعلا غيورين
على الوطن فان العدل والإنصاف
يقتضي منكم أن تطلبوا من قائد
البلاد أيضا أن يراعي مصلحة
الوطن وأن لا يدير ظهره للشعب ,
فهل المواطن هو فقط معني بالوطن
وأما القائد مبعوث العناية
الإلهية فهو معذور لأنه قائد
ملهم ومعصوم فلا تجوز مراجعته .
إذا كانت فعلا
تهمكم المصلحة الوطنية فلماذا
لاتتوجهون أيضا للقائد الضرورة
وتقولون له هل الاعتقالات
المستمرة هي تصب في مصلحة الوطن
, وقد ينبري المؤيدين للنظام
قائلين إن هذا افتراء ولا توجد
اعتقالات يومية وهذه عادة
المدافعين عن النظام فهم يريدون
حجب الشمس بالغربال , فما عليهم
إلا مراجعة جمعيات حقوق الإنسان
المحلية ليطلعوا على
الاعتقالات الشبه يومية وأركز
على الجمعيات المحلية حتى لا
تتهم هذه الجمعيات أنها عميلة
للخارج لأننا تعودنا دائما على
هذه التهم المبسترة والجاهزة.
لماذا لا يتوجهون
للقائد الضرورة أيضا طالبين منه
إنهاء كل الأسباب التي تزيد من
حالة الاحتقان داخل الشارع
السوري , فهل استمرار حالة
الطوارئ والأحكام العرفية
والمحاكم الأمنية وسيطرة أجهزة
المخابرات يقوي من اللحمة
الوطنية .
هل فقط المواطن
مطلوب منه دائما تسديد الفواتير
الوطنية بينما القائد الملهم
ليس مطلوب منه شئ طبعا لأنه
معصوم وذنبه مغفور ولا تجوز
مراجعته لأن ذلك يعتبر خروجا
على الوطن ويعتبر كل معارض
كافرا بالوطنية ويجب أن يطبق
بحقه حد الخيانة العظمى .
بعد هذه المسيرة
الطويلة من القهر والظلم
والاستبداد آن الأوان لهذا
النظام أن يقدم شهادة حسن سلوك
وطنية وآن الأوان له أن يلتفت
لمطالب الشعب ويكفينا شعارات
أكل الدهر عليها وشرب فلقد أخذ
هذا النظام فرصته الكاملة في
أيام الرخاء وكان بإمكانه أن
يقدم الإصلاحات الحقيقية لكنه
لم يفعل فلقد سمعنا الضجيج ولم
نرى طحنا .
نعم لقد فقد هذا
النظام كل مقومات الوطنية عندما
لم يراعي تلك المصلحة بل استمر
بسياسة القهر والظلم
والاستبداد وآن الأوان لكي يدفع
ثمن تعنته .
وتحية للرجال
والنساء الذين وقفوا أمام القصر
العدلي ليقولوها صريحة لا سكوت
بعد اليوم ولن نرضى بحكم العصا
والسجن وليسمعها القاصي
والداني .
إن هؤلاء الأبطال
لا يقلون وطنية عن الآخرين ولا
ينتظرون من أحد أن يوزع عليهم
شهادات حسن السلوك الوطنية بل
الآخر هو من يحتاج إلى إثبات حسن
وطنيته.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|